يسعى فريق مشروع ميتاكريت إلى إحداث ثورة في مجال البناء والتشييد، من خلال إعادة استخدام مواد نفايات كبريتات بوتاس الألومنيوم (الشَبّة) وتحويلها إلى بديل خرساني صديق للبيئة بتكلفة وبصمة كربونية أقل.
قال حسن خالد أحد مؤسسى مشروع ميتاكريت، إن فكرة المشروع بدأت عام 2017 حين كان يدرس ماجستير بالجامعة البريطانية، وكان ضمن اشتراطات التخرج البحث عن فكرة مشروع لها علاقة بالاستدامة وقابلة للتطبيق.
أضاف: “تواصلت مع مسئول أبحاث أحد مصانع الشَبّة، وتم التنسيق معه في الفكرة وتجربتها داخل معامل الجامعة البريطانية بنحو 1500 عينة”.
وفي عام 2019 تم التوصل للنسب الصحيحة للعينة التى يمكن تطبيقها ، ثم ذهب بعد ذلك إلى مركز البحوث للإسكان والبناء لإجراء الاختبارات مرة ثانية به للتأكد من صحة العينة وتوثيق النتائج في جهة بحثية حكومية.
وأوضح حسن، أن فكرة المشروع تقوم على استخدام مخلفات مصانع الشَبّة، وعادة ما يتم إلقاؤها في الأراضي أو المياه وتسبب التلوث، ويتم استغلالها بديلاً للأسمنت مع استخدام بعض المواد الكيميائية في أعمال الخرسانة، وهو ما يسهم في تقليل استهلاك المياه في الخرسانة بمعدل 80%.
وأشار إلى وجود مصعنين فقط للشَبّة في مصر أحدهما في محافظة الفيوم والثاني في أبوزعبل بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.2 مليون طن سنوياً من المخلفات التى يسعى المشروع لاسغلالها ومعالجتها بمواد كيميائية في أعمال الخرسانة بديلاً للاسمنت.
وأوضح أن المشروع يسهم في تقليل المياه المستخدمة فى أعمال البنية التحتية خصوصا أن مصر خلال السنوات الأخيرة تعانى من مشاكل نقص المياه وتسعى لترشيدها، والمشروع يسهم في حل هذة المشكلات.
فالمادة الجديدة يتم استخدامها في الطرق لتكون جافة في وقت قياسي لا يتجاوز يوم واحد فقط، بينما المدة التى تستغرها الخرسانة تصل إلى 10 ايام.
ولفت إلى أن المشروع بدأ بفكرة منذ عام 2017 وتم إعداد دراسات بحثية في هذا الشأن وفي مرحلة تسجيل الإختراع، ويحتاج إلى التنفيذ في مصنع حالياً، وتم إجراء بعض الدراسات على استخدام المادة في طرق عدد من مناطق محافظة القاهرة.
وقال عمر المغازلى أحد أعضاء فريق مؤسسي هذا المشروع، إنه وفقاً للدراسة التى أجراها فريق العمل يسهم تطبيق المشروع في توفير نحو 80% من المياه المستخدمة في أعمال الخرسانة، وتقليل نحو 65% من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الأعمال الإنشائية، بجانب تقليل حوالى ثلث التكلفة فى أعمال البناء.
ولفت إلى أنه من المقرر عرض هذا المشروع في Cop28 المقرر انعاقده نهاية نوفمبر المقبل في دبي، متابعا: “نخطط لتطبيق المشروعات في دول أخرى ولكن سيتم بدء المرحلة الأولى في مصر، وخلال عامين سيتم التوسع في بعض الدول الأخري وتصل التكلفة المطلوبة لإنشاء خط الإنتاج إلى 400 ألف دولار”.
وأوضح أن مخلفات الشَبّة عامة لا توجد لها استخدمات وتسبب العديد من الأمراض الصحية وتلوث البيئة، ونستهدف تطبيق المشروع مع بداية 2024.