قفزت أسهم وسندات شركة “كانتري جاردن هولدينجز” بعد أنباء تفيد بأن شركة البناء الصينية المتعثرة انضمت إلى مسودة قائمة الشركات المؤهلة للحصول على تمويل من البنوك، ما ساهم في تقليص المخاوف المتعلقة بمشكلات السيولة النقدية.
قفزت الأسهم في بورصة هونج كونج بما يفوق 16%. وجاء ذلك بعدما ارتفع سعر سنداتها الدولارية ذات العائد 5.625% المستحقة خلال 2030 بنسبة 40% لتغلق عند 7.1 سنت على الدولار أمس، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ. استمرت سندات شركة التطوير العقاري المقومة بالدولار في الصعود صباح اليوم بحسب شركات تداول الائتمان. فيما ارتفع مقياس يتبع أسهم شركات التطوير العقاري بنسبة 7.1%.
الصين تدعم قطاع العقارات بقوة
تبنى المسؤولون في بكين إجراءات أشد قوة لإنهاء أزمة العقارات في البلاد، مع توقع إدراج “كانتري جاردن” فيما يطلق عليه “القائمة البيضاء” التي تبين تحول بكين صوب التركيز على مساعدة شركات البناء المضطربة. وتسبب تورط “كانتري جاردن” في حالة التخلف عن السداد الشهر الماضي في زعزعة ثقة المستثمرين، حيث أظهر ذلك أن قلة من شركات البناء ستنجو من ركود سوق الإسكان الذي دام لأعوام ويعصف بالاقتصاد.
أشار تشانغ وي ليانغ، المحلل الاستراتيجي في شركة “دي بي إس جروب هولدينجز” (DBS Group Holdings) إلى أن “مستثمري الديون ما زالوا عرضة لمخاطر إعادة الهيكلة، ولكن ذلك قد ينحسر نوعاً ما إذا ساعد التمويل الجديد في درء مخاطر تصفية الشركات”.
وأفاد تقرير بلومبرج أمس أن شركتي “سينو اوشن جروب هولدينج” و”سي أي أف أي هولدينجز جروب”، اللتين تخلفتا أيضاً عن سداد مدفوعات ديون، استطاعتا الدخول في القائمة التي تضم 50 شركة تطوير عقاري مؤهلة للحصول على تمويل. ويرجح انتهاء الجهات التنظيمية من وضع القائمة وتوزيعها على المصارف والمؤسسات المالية الأخرى في غضون أيام قليلة، بحسب أشخاص على دراية بالموضوع.
انخفضت مبيعات “كانتري جاردن” -التي كانت يوماً ما أكبر شركة بناء بالبلاد من حيث المبيعات المتعاقد عليها- خلال أكتوبر الماضي بأكبر قدر منذ 6 أعوام على الأقل. وأثار هذا الركود مخاوف المشترين المحتملين من قدرتها على استكمال المشروعات في ظل أزمة شح السيولة النقدية. كما يحوم حجم المبيعات حول سُدس متوسط مستواه على أساس شهري خلال 2021 و2022.
سعر زهيد لأسهم “كانتري جاردن”
رغم صعود أسهم “كانتري جاردن” 40% الشهر الجاري، ما يزال سعر السهم زهيداً مع بلوغه أقل من دولار هونج كونجي، مقارنة بأعلى مستوى كان قد حققه في 2018 عند نحو 17 دولاراً هونج كونجياً. وتعكس مكاسب نوفمبر الجاري اتجاهاً صعودياً واسع النطاق بين أسهم شركات التطوير العقاري في ظل بوادر توسيع الدعم المقدم للقطاع.
قادت مكاسب اليوم ارتفاع مؤشر “بلومبرج إنتلجينس” لشركات التطوير العقاري الصينية 16% تقريباً خلال نوفمبر الحالي.
وأوضح غاري نغ، كبير خبراء اقتصاد مصرف “ناتيكسيس” في هونج كونج أن “غالبية شركات التطوير العقاري في الصين تتعرض لأزمة سيولة وليس أزمة ملاءة مالية، ما يعني أنه يمكنهم النجاة إذا وفرت الحكومة تدفقات نقدية تمويلية بما فيه الكفاية”.
اقتصاد الشرق








