يتجه نادي “شاختار دونيتسك” الذي يلعب بشكل منتظم في دوري أبطال أوروبا ولم يلعب أي مباراة على أرضه في أوكرانيا منذ ما يقرب من عقد من الزمن، إلى المملكة العربية السعودية للحصول على دعم مالي.
الرئيس التنفيذي للنادي سيرهي بالكين، أشرك شركة الاستشارات الرياضية “إل تي تي سبورتس” (LTT Sports) ومقرها في جنيف، ولديها مكاتب في جدة، في مناقشات بشأن صفقات مع أندية في الدوري السعودي للمحترفين، بما في ذلك “نادي التعاون”. والهدف من ذلك هو التوقيع على صفقات انتقال مربحة للاعبين، وتنظيم مباريات ودية في الدولة الخليجية الموسم المقبل.
في مقابلة أُجريت معه مؤخراً من مقره في العاصمة الأوكرانية كييف، قال بالكين الذي يعمل مع النادي منذ ما يقرب من عقدين من الزمن: “سنذهب إلى هذه السوق (السعودية) لأننا أدركنا أن المملكة العربية السعودية لديها الكثير من المال وستستضيف كأس العالم قريباً”. وأضاف: “أعتقد أننا بحاجة إلى المشاركة في العملية برمتها”.
صفقات ضخمة
خلال الأشهر الـ24 الماضية، أحدثت الصفقات السعودية تغييرات كبيرة في عالم كرة القدم، حيث أنفقت المملكة مئات الملايين على شراء حصص في أندية الدوري الممتاز مثل “نيوكاسل يونايتد”، ومبالغ مماثلة لجذب نجوم كرة القدم بمن فيهم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما للعب في الدوري السعودي للمحترفين. وقد توّجت المملكة عاماً حافلاً بالصفقات بتأمين حقوق استضافة كأس العالم 2034.
يُذكر أن نادي “شاختار” الذي يلعب حالياً مبارياته على أرضه في البطولات المحلية في مدينة لفيف بالقرب من الحدود مع بولندا، وأحياناً في كييف، لم يلعب أي مباراة في ملعبه الذي يتسع لـ70 ألف متفرج في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا منذ عام 2014، بعد اندلاع القتال للمرة الأولى هناك بين القوات الانفصالية المؤيدة لروسيا والجيش الأوكراني.
رفض بالكين تسمية أي نادي آخر غير “نادي التعاون” الذي يحتل حالياً المركز الخامس في الدوري السعودي للمحترفين المكون من 18 فريقاً، لكنه أضاف أنه يتطلع أيضاً إلى بناء أكاديميات لتعليم اللاعبين الصغار.
كان بالكين يتحدث في فيلم وثائقي جديد عن النادي والتحديات التي تواجهه، بعنوان (Football Must Go On) والتي تعني “كرة القدم يجب أن تستمر”، وهو مسلسل من أربعة أجزاء يُبث على قناة “باراماونت بلس” الأميركية، ولاقى أصداء إيجابية في الولايات المتحدة.
يُشار إلى أن نادي “شاختار” مملوك لقطب الأعمال الصناعية الملياردير رينات أحمدوف، الذي شهدت مصانعه للصلب في ماريوبول بعضاً من أكثر المعارك دموية في الحرب الدائرة حالياً.
يتوجه النادي أيضاً إلى اليابان في 14 ديسمبر للعب سلسلة من المباريات الودية ضد فرق محلية من الدرجة الأولى، بما في ذلك الفائز بكأس الدوري الياباني “أفيسبا فوكوكا”.
حملة تسويق
تُعتبر حملة التسويق والدعاية جزءاً من البحث عن إيرادات جديدة بعد الدمار المالي الذي لحق بالنادي نتيجة الأعمال القتالية. في موسم 2018-2019، وهو العام الأخير الذي سبق تأثر النادي بجائحة كورونا ومن ثم الحرب، بلغ إجمالي إيرادات النادي 5.9 مليار هريفنيا (250 مليون دولار بأسعار الصرف لعام 2019)، بما في ذلك 4 مليارات هريفنيا (170 مليون دولار) من انتقالات ومبيعات اللاعبين. وبحلول موسم 2021-2022، انخفض إجمالي الإيرادات إلى 80 مليون دولار، منها 23 مليون دولار فقط قادمة من انتقالات اللاعبين، مع تأثر إيرادات النادي بقرار الفيفا.
تقدم “شاختار” في مارس الماضي بشكوى إلى هيئة مكافحة الاحتكار التابعة للاتحاد الأوروبي، بعدما سمح الفيفا في أعقاب الغزو الروسي في العام الماضي، برحيل مجاني للاعبين قال النادي إن قيمتهم تزيد على 40 مليون يورو (43 مليون دولار). وخسر “شاختار” حكماً صدر في ديسمبر بشأن هذه المسألة أمام محكمة التحكيم الرياضية ومقرها سويسرا، والتي أيّدت حكم الفيفا. وقال النادي إنه ستستأنف ضد هذا الحكم.
تحسن الإيرادات
في يناير، باع “شاختار” المهاجم الأوكراني ميخائيلو مودريك إلى نادي “تشيلسي” مقابل 70 مليون دولار. وقال أحمدوف إنه سيتبرع بمبلغ 25 مليون دولار من هذا المبلغ للمجهود الحربي في أوكرانيا. وقد ساعد ذلك على انتعاش إيرادات موسم 2022-2023 لتصل إلى 162 مليون دولار.
يحتل النادي حالياً المركز الرابع في الدوري الأوكراني الممتاز، في خروج غير اعتيادي عن المراكز الثلاثة الأولى. وقد حقق النادي نجاحاً مؤخراً في دوري أبطال أوروبا، بفوزه على “برشلونة” بنتيجة واحد إلى صفر في 7 نوفمبر.
اقتصاد الشرق
