تعزيز وتيرة التحول الرقمى واستخدام التكنولوجيا فى مصر فى مختلف القطاعات
مع ارتفاع تكلفة الطاقة حول العالم وتغير المناخ والحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية للحفاظ على درجة حرارة الأرض، أصبح التوجه نحو تحقيق الاستدامة ضرورة ملحة، وبات العالم فى أمس الحاجة إلى حلول تساعد على تحفيز عملية التخلص من الكربون وتسريع وتيرة تحول الطاقة أكثر من أى وقت مضى، وهو ما يحتاج إلى خلق المزيد من الوعى والاهتمام بحلول إزالة الكربون، وهو ما تعمل عليه «شنايدر إلكتريك» الشركة الرائدة فى مجال التحول الرقمى لإدارة الطاقة والتحكم الآلي، وتضعه على رأس أولوياتها والتزاماتها تجاه الكوكب الذى نعيشه فيه.
ويقول سيباستيان رييز، رئيس «شنايدر إلكتريك» لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، فى حواره إلى “البورصة”، إن تحقيق الاستدامة هى جوهر هدفنا وثقافتنا وعملياتنا حيث نعمل بشكل مستمر على تسريع وتيرة إسهاماتنا من أجل الوصول لعالم مستدام وشامل، لذلك نعمل على تقديم وتطوير حلول مبتكرة لتحقيق خفض فورى ودائم لانبعاثات الكربون، والحصول على الطاقة، بما يتوافق مع تعهدنا المتعلق بذلك.
فى البداية.. حدثنا أكثر عن الالتزامات الستة طويلة الأجل التى تتبناها شنايدر إلكتريك لتحقيق الاستدامة؟
تأتى الاستدامة فى صميم أهدافنا، ثقافتنا، وأعمالنا، ونفخر بكوننا واحدة من أكثر الشركات استدامة حول العالم، حيث نعمل على تسريع مساهمتنا للوصول لعالم مستدام لعملائنا وموظفينا وشركائنا ومجتمعاتنا حول العالم.
ولتحقيق ذلك، قامت شنايدر إلكتريك عام 2021 بإطلاق برنامج شنايدر لتأثير الاستدامة والذى يتضمن ستة التزامات طويلة الأجل لتحقيق الاستدامة وهى (المناخ، الموارد، تعزيز الثقة، المساواة، دعم الأجيال، الشراكة المحلية) تماشياً مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs).
فيما يتعلق بالتزام المناخ، فنعمل من أجل بناء عالم ذى مناخ إيجابى من خلال الاستثمار فى حلول مبتكرة لخفض الانبعاثات الكربونية. فنحن نعمل على مساعدة عملائنا على مستوى العالم فى خفض الانبعاثات الكربونية وتجنبها بما يقرب من 800 مليون طن، وتقليل الانبعاثات الناتجة عن العمليات التشغيلية لأكثر من ألف مورد حول العالم بنسبة 50% والوصول إلى عمليات محايدة كربونيا بحلول عام 2025، والتوسع فى حلول المبانى الذكية ومثال على استخدام التكنولوجيا فى مقر الشركة فى القاهرة الجديدة مما ساهم فى خفض فواتير الطاقة والانبعاثات الكربونية الصادرة بنسبة 50%، أما التزام الموارد فيرتكز بشكل أساسى على تحقيق أقصى استفادة من الموارد واستتخدام التكنولوجيا للحفاظ على المناخ.
التزام الثقة يتعلق بتطبيق معايير اجتماعية وأخلاقية ومبادئ حوكمة وتحقيق التنوع، ومثال على ذلك البرنامج الذى وضعناه لتوظيف 50% من المناطق الجديدة من النساء و30% من المديرين التنفيذين الجدد من النساء.
اقرأ أيضا: اتفاقية بين “تطوير مصر” و”شنايدر إلكتريك” لاستخدام تقنيات منصة “AVEVA”
أما التزام المساواة، فيقوم على توفير فرص متساوية للجميع وإمكانية حصول الجميع على الطاقة كحق أساسى من حقوق الإنسان، وتحقيق المساواة فى بيئة العمل أيضًا.
وفيما يتعلق بالتزام دعم الأجيال، فنحن نستهدف رفع وعى الأجيال القادمة وتعزيز التعلم وتحسين كفاءتهم لأننا نبنى اليوم العالم الذى يعيشون فيه للعقود القادمة.
وأخيرًا، التزام الشراكة المحلية والذى نقوم من خلاله بتمكين المجتمعات المحلية من خلال عدد من المبادرات المحلية وتمكين الأفراد والشركاء من تحويل الاستدامة إلى حقيقة ملموسة للجميع، ومثال على ذلك، بالأقصر وقنا، وتعمل تلك المشروعات الإنتاجية كنموذج للزراعة المستدامة وتحسين سبل العيش على المستوى البيئى والمجتمعى والاقتصادى فى مصر، مما يجعلها نموذجًا للزراعة المستقبلية فى ظل ظروف التغير المناخي، وتتميز هذه المشروعات بأنها صديقة للبيئة، بالإضافة إلى كونها قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى بتعزيز إنتاج الخضروات والأسماك والدواجن محليًا. وقد ساهم هذا المشروع فى خلق 200 فرصة عمل ودعم 1000 أسرة فى تلك المناطق.
كما قامت الشركة مؤخرًا بتوقيع مذكرة تفاهم لإطلاق مشروعات تنمية مستدامة بقرية شبرا قبالة، وقرية ميت القصرى بمحافظة المنوفية بالتعاون مع مؤسسة كريدى أجريكول مصر، لإقامة صوب زراعية، وأحواض أسماك، وحضانات للدواجن، ومضخات للري، ووحدة تدوير المخلفات الزراعية تعمل جميعها بالطاقة الشمسية.
كيف يمكن للشركة قياس ومراقبة أدائها فيما يتعلق بتحقيق الاستدامة؟
شركة «شنايدر إلكتريك» ملتزمة بتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، وذلك من خلال مراقبة تأثيرها على الأشخاص والكوكب والأرباح باستخدام برنامج “تأثير الاستدامة من شنايدر” (SSI) لقياس أدائها، والتزامها بخارطة طريق تركز على ثلاثة محاور رئيسية تأتى البيئة على رأسها من خلال تحقيق الحياد الكربونى بحلول عام 2050، ومساعدة عملائها على خفض استهلاكهم للطاقة، وتطوير منتجات وحلول أكثر كفاءة فى استخدام الطاقة، كذلك توفير الحصول على طاقة نظيفة وموثوقة للمجتمع، وتدريب الشباب على إدارة الطاقة وأخيرا تطبيق أعلى معايير الحوكمة فى جميع عمليات الشركات.
وسجلت النتائج المجمعة “لبرنامج تأثير الاستدامة من شنايدر” (SSI) للربع الثانى من العام الحالى نسبة 5.28 من أصل 10، فى قفزة كبيرة للشركة نحو تحقيق هدفها المنشود للعام بأكمله وهو 6 من 10، وتتوقع «شنايدر إلكتريك» مواصلة تحقيق تقدم كبير فى مجال الاستدامة فى المستقبل، حيث تلتزم الشركة بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق أهدافها الطموحة.
بمناسبة مؤتمر (COP28) الذى استضافته مدينة دبي، كيف ترى مشاركة «شنايدر إلكتريك» فى هذا الحدث العالمي؟
نفخر بالمشاركة فى مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) كداعم للمناخ، حيث قمنا بتنظيم عدد من الجلسات النقاشية وشاركنا فى عدد أخر من اللقاءات والجلسات، لاستعراض آخر أخبار وابتكارات الشركة وأحدث الرؤى ووجهات النظر حول استراتيجيات التخلص من الانبعاثات الكربونية للشركات ومؤسسات الأعمال، وتمكين الشباب وغيرها من الموضوعات الملحة المتعلقة بمجال الاستدامة.
وتمثل مشاركتنا فى مؤتمر المناخ (COP28)، استكمالا لجهود الشركة فى رفع الوعى المجتمعى بقضية تغير المناخ، وفرصة متميزة لعرض رؤى «شنايدر إلكتريك» حول طرق تحفيز عملية التخلص من الانبعاثات الكربونية فى مناطق جغرافية مختلفة حول العالم، بالإضافة إلى الإعلان عن شراكات استراتيجية ومبادرات جديدة لتكثيف الجهود المبذولة فى تحقيق أهدافنا المشتركة، كجزء من التزاماتنا الست طويلة الأجل لتحقيق الاستدامة.
وما هى جهود «شنايدر إلكتريك» لدعم المناخ خلال المؤتمر؟
من خلال مشاركتنا فى مؤتمر المناخ (COP28)، قمنا بالدعوة إلى المزيد من العمل المشترك لتسريع عملية تخلص الاقتصاد العالمى من الكربون وضمان انتقال عادل وشامل إلى صفر انبعاثات كربونية نظرًا لأن الطاقة تمثل أكثر من 70% من انبعاثات الكربون، لذا قامت «شنايدر إلكتريك» بتسليط الضوء على الإمكانات غير المستغلة للكهرباء والتحكم الآلى والتقنيات الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، قمنا باستعراض الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لنشر الحلول فى الصناعات والمبانى والمنازل ومراكز البيانات والبنية التحتية والنقل.
وكان الهدف الأساسى من مشاركة «شنايدر إلكتريك» فى المؤتمر التعاون مع المنظمات والأطراف المعنية الأخرى لتحقيق التغيير المستدام والمساهمة فى بناء مستقبل أخضر، وسد الفجوة نحو التقدم والاستدامة للجميع، فى إطار التزامها بتحقيق الحياد الكربونى بحلول عام 2050، وذلك امتدادا للنجاح الكبير الذى حققناه خلال مشاركتنا فى COP27 بشرم الشيخ.
بمناسبة الحديث عن COP27 ما تقييمك لنشاط الشركة خلال المؤتمر؟
شهد مؤتمر COP27 بمدينة شرم الشيخ العام الماضى نشاطا مكثفا للشركة من خلال مركز الاستدامة الخاص بها لاستعراض كافة حلول وخدمات «شنايدر إلكتريك» بشكل تفصيلي، كما تم توقيع 8 مذكرات تفاهم مع كبرى شركات التطوير العقارى فى السوق المصري، بهدف إتاحة حلول إدارة المبانى والمدن الذكية لأهم المشروعات العقارية التى تطورها هذه الشركات فى سواء كانت سكنية أو إدارية أو تجارية أو صناعية.
كما تم الإعلان عن بدء التشغيل التجريبى للمرحلة الاولى لمركز التحكم الآلى لجنوب سيناء فى مدينة شرم الشيخ بعد تزويده بحلول وتطبيقات «شنايدر إلكتريك» والتى تساهم بشكل كبير فى خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين العمليات التشغيلية ومسابقة “التحدى الأخضر للاستدامة” بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء والتى تضمنت برنامج تدريبى لإمداد الطلاب بمهارات ريادة الأعمال المجتمعية والتقنيات والخبرات الأساسية، وتحويل أفكارهم وابتكاراتهم لمشروعات ناشئة ومستدامة لخدمة مجتمعاتهم المحلية، بهدف تمكين الطلاب والشباب من مواجهة تحديات المناخ عن طريق تقديم حلول مبتكرة.