زادت الأصول المالية من الأسهم إلى السندات مكاسبها الأسبوعية، بعدما عززت البيانات توقعات وول ستريت بإجراء تخفيضات مبكرة وكبيرة في أسعار الفائدة العام المقبل.
بعد جلسة متقلبة وأحجام تعاملات منخفضة قبل عطلة عيد الميلاد، سجل مؤشر S&P 500 صعوداً للأسبوع الثامن على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب منذ أكثر من خمس سنوات.
وحقق مؤشرا “ناسداك 100” والمقياس العالمي للأسهم صعوداً لفترات متساوية، وسجل مؤشر “ناسداك” المكدس بأسهم التكنولوجيا، أطول صعود متواصل منذ يوليو 2021.
في سياق مواز، سجلت السندات الأمريكية مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، وهي أقوى سلسلة صعود متواصل لها منذ مارس.
ارتفع مؤشر “S&P 500” بنسبة ضئيلة بلغت 0.2% يوم الجمعة، حيث أثر تراجع سعر سهم “أبل” على مؤشرات الأسهم.
وأضافت عملاقة تصنيع هواتف “أيفون” قيمة سوقية تقارب تريليون دولار هذا العام، كما ضغط سهم “Nike” أيضاً على السوق، حيث انخفض سعر السهم 12% يوم الجمعة بعد أن كشفت مصنعة الملابس الرياضية عن توقعات مبيعات أضعف، وخطة لخفض التكاليف.
“إد يارديني” يتوقع ارتفاع “S&P 500” إلى 6000 نقطة بالعامين المقبلين
صعد مؤشر “ناسداك” 0.1%، بعد أن سجل مستويات قياسية مرتفعة في وقت سابق من الأسبوع.
وشهدت التعاملات تقلبات كبيرة يوم الأربعاء ما أرجعه المتعاملون إلى الخيارات التي تنتهي في ذات الجلسة “ODTE”، والتي تسببت في هبوط السوق في وقت متأخر من اليوم.
وربما ساهم رفض المحكمة العليا المضي قدماً في قرار بشأن حصانة الرئيس السابق دونالد ترمب من الملاحقة القضائية في حدوث تقلبات بالسوق لفترة وجيزة يوم الجمعة.
صعود السنة الجديدة
يستعد البعض في وول ستريت لتحقيق الأسهم مزيداً من المكاسب في الفترة المقبلة، إذ أطلقت الجلسة بداية “ارتفاع نهاية العام”، وهو اتجاه موسمي تميل فيه أسعار الأسهم إلى الارتفاع في الأيام القليلة الأولى من العام الجديد.
كتب كريج جونسون، كبير فنيي السوق لدى “بايبر ساندلر”: “منذ 1928، ارتفعت السوق بمتوسط 1.7% بين الأيام الخمسة الأخيرة من ديسمبر وأول يومين من العام الجديد، بمعدل إيجابي 79%، مثل هذا الصعود من شأنه أن يعيد المؤشر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق”.
ويتوقع أن تكون أي تراجعات بمؤشر “S&P 500” بسيطة، مع بقاءه فوق أعلى مستوياته في أوائل ديسمبر.
بيانات اقتصادية تدعم توقعات خفض الفائدة
تلقت الأسهم دعماً في بداية تعاملات الجمعة ببيانات أظهرت أن مؤشر التضخم الأساسي الأكثر متابعةً من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بالكاد ارتفع في نوفمبر، وهو ما ساهم في زيادة توقعات المستثمرين بإجراء تخفيضات مبكرة وأعمق في أسعار الفائدة العام المقبل، رغم معارضة العديد من صناع السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.
ويراهن متداولو المقايضة على أن أسعار الفائدة سيتم تخفيفها بأكثر من 150 نقطة أساس في عام 2024، أي ضعف توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
كانت السندات العالمية في وضع يؤهلها لتحقيق فوز آخر يوم الخميس، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. تباين أداء سندات الخزانة في تعاملات الجمعة، ليحوم العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات حول 3.9%.
كتب بن جيفري من “بي إم أو كابيتال ماركتس” بعد صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة: “السوق كانت متحيزةً لمفاجأة هبوطية تُرجمت إلى استجابة سعرية غير بديهية إلى حد ما.. نتوقع أن يكون القرب من الإغلاق المبكر وعطلة نهاية الأسبوع الطويلة بمثابة إيذان بقيلولة شتوية طويلة لسندات الخزانة”.
وأظهرت تقارير إضافية أن المستهلكين أصبحوا مقتنعين أيضاً بأن التضخم في أكبر اقتصاد في العالم يسير على المسار الصحيح.
وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة تراجعاً بشكل غير متوقع، على الرغم من أنها قد تكون مجرد انتكاسة مؤقتة للتعافي المتوقع في سوق الإسكان.
واستقر سعر الدولار وسط تراجع أسبوعي أدى إلى تداول العملة الأمريكية حول أدنى مستوياتها في خمسة أشهر مقابل منافسيها في مجموعة العشرة.
وفي السلع الأولية، سجلت أسعار النفط أكبر مكاسبها الأسبوعية منذ أكتوبر، في ظل تحويل شركات الشحن مسارات السفن إلى طرق بديلة لتجنب هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر.