التبرع بالمال يرتبط بشكل أساسى بمستوى الرضا عن المعيشة
حلت مصر فى مرتبة متأخرة فى مؤشر العطاء لعام 2023، الصادر عن مؤسسة «المساعدات الخيرية»؛ حيث كانت فى المركز 129 بين 142 دولة حول العالم.
وجاءت البلاد فى مركز متأخر فى المؤشرات الفرعية الثلاثة التى يبنى عليها المؤشر نتيجته والمُستمدة من نتائج استبيان لمؤسسة «جالوب»، إذ كانت ثامن أقل دولة فى التبرع بالأموال، وأقل دولة تطوع مواطنوها بالمجهود.
وتبرع 9% من البالغين الذين شملهم فى الاستطلاع بالمال، فيما تطوع 4% فقط، لكن 63% منهم ساعدوا غريباً لا يعرفونه على الأقل.
وعلى الصعيد العالمى، قدم 4.2 مليار شخص المال أو الوقت أو ساعدوا شخصاً لا يعرفونه، أى 72% من سكان العالم البالغين.
وذكر أنه تم استطلاع آراء 147.186 ألف شخص بواسطة مؤسسة جالوب للأبحاث، وتم تصنيف الدول من جميع أنحاء العالم فى المؤشر.
وتراجع المتوسط العالمى للعطاء نقطة واحدة عن ما قبل جائحة كورونا، ما يعنى استمرار الزيادة التى شوهدت خلال الوباء.
ورصد المسح أن المهاجرين أكثر ميلاً للتبرع لدولهم من القاطنين بها، وهو أمر أكثر وضوحاً فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقدرت أن حجم الأعمال الخيرية عابرة الحدود يصل إلى 57 مليار جنيه إسترلينى، رغم ما يواجهه من تحديات حول العناية الواجبة والمسائل القانونية.
وقالت إن تجربتهم تشير إلى أن المتبرعين من القطاع الخاص غالباً ما يكونون فى وضع جيد يسمح لهم بتحمل المخاطر المالية لتمويل مشروع معين فى الخارج، خاصة أن ليس لديهم ناخبون أو مستثمرون لإرضائهم بكل هدية أو استثمار ويمكن أن يكونوا أكثر جرأة وأقل تقليدية فى نهجهم.
أضافت أنه عندما تتعاون الشركات مع المؤسسات غير الربحية، فيمكن أن يكون لها نطاق وتأثير على المدى الطويل.
أوضحت أنه يمكن للجمعيات الخيرية والشركات أن تنمو معاً، وتختبر استراتيجيات مختلفة، وفى نهاية المطاف تنفذها بشكل صحيح.
وقالت إن الأشخاص المتدينين لديهم مؤشر عطاء أعلى فى جميع أنحاء العالم، تلعب المؤسسات والمنظمات الدينية دوراً حاسماً فى الأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين؛ حيث تقدم فرصاً للتبرع بالمال أو التطوع.
وذكرت أن العطاء يرتبط بشكل أساس بالرضا عن مستوى المعيشة؛ إذ أن الطريقة التى ينظر بها الفرد إلى وضع حياته الحالى ترتبط باحتمالية التبرع بالمال.
وكان الأشخاص الذين قيموا حياتهم اليوم بشكل إيجابى أكثر عُرضة لتقديم تبرعات للجمعيات الخيرية.
82 مليون جنيه تبرعات من 6 شركات مُدرجة فى البورصة المصرية
ونوهت بأن سبعاً من أعلى 10 دول فى التبرع بالمال تتمتع بسعادة أعلى من المتوسط وفقاً لتقرير السعادة العالمية الصادر عن الأمم المتحدة.
بينما من بين الدول العشر الأدنى، تتمتع جميعها باستثناء اليونان، بمستويات سعادة أقل من المتوسط.
وتعد إندونيسيا حالة شاذة إلى حد ما؛ لأنه على الرغم من أنها تقع فى الجزء العلوى من مؤشر العطاء العالمى، لكنها تتمتع بمستوى سعادة أقل من العديد من البلدان ذات التصنيف الأدنى.
ومع ذلك، فإن الإندونيسيين أكثر تفاؤلاً من المتوسط بشأن حياتهم خلال خمس سنوات، وقد ظل هذا المستوى من التفاؤل يتزايد باطراد خلال العقد الماضى.
حالات الطوارئ الإنسانية
وقالت إنه عند مواجهة أزمة مثل الحرب فى أوكرانيا، قد يكون من الصعب على الجهات المانحة معرفة أفضل طريقة للمساعدة. غالباً ما تتمتع المنظمات الدولية الكبيرة بالخبرة فى الاستجابة للأزمات، مثل تقديم الخبرة فى تقديم المساعدة الطبية، أو الخبرة فى الإقليم، أو دعم ضحايا الأزمات.
أوضحت أن هذا النوع من الدعم، والذى غالباً ما يكون على نطاق واسع، لا يقدر بثمن خاصة فى المراحل الأولى من الأزمة.
وينبغى أن يكون المانحون الرئيسيون، مثل الشركات المتعددة الجنسيات مستعدين للتصرف بمرونة، وتحديد الثغرات فى الاستجابة من التمويل الثنائى والمتعدد الأطراف الضخم، ولعب دور فى تطوير الاستراتيجيات اللازمة لدعم الجهود على مدى السنوات القادمة.
وقالت إنه غالباً ما يكون لدى الجمعيات الخيرية المحلية شبكات عميقة مع المجتمعات المتضررة، وفهم للدعم الذى تحتاجه.
أضافت أن عادة ما يكون الشركاء المحليون على الأرض فى وضع أفضل لمساعدة المجتمعات على التعافى والاستثمار فى مجتمعاتهم على المدى الطويل، لذلك فإن تمويلها يدعم تعافى المجتمعات.
مسئوليات ثلاثى الدعم: الحكومات والمجتمع الدولى ومؤسسات المجتمع المدنى
ودعت الحكومات للتأكد أن منظمات المجتمع المدنى يتم تنظيمها بطريقة عادلة ومتسقة ومنفتحة.
وطالبتها بتسهيل قيام الأشخاص بتقديم التبرعات والعطاء أينما كان ذلك ممكناً، وأن تعمل على دعم المجتمع المدنى كصوت مستقل فى الحياة العامة، وأن تتيح الفرصة للمؤسسات غير الهادفة للربح فى التحدث علناً عن القضايا المهمة.
وأوصت الممولين الدوليين بتوفير التمويل للمنظمات التى تقدم الدعم للجهات المانحة ومنظمات المجتمع المدنى لبناء البنية التحتية التى يمكن أن تستمر فى توليد التمويلات للمجتمع المدنى حتى بعد انتهاء المساعدات.
وطالبتهم بتمويل للمؤسسات المحلية مباشرة لتحسين المساءلة والشفافية وكفاءة المساعدات، وأيضاً تحديد أهمية المنح المساعدة فى بناء دعم محلى مستدام وتمويلات مستدامة بالتبعية.
وقال إن منظمات المجتمع المدنى عليها دور فى التأكد من جودة الحوكمة والشفافية للمساعدة فى بناء الثقة، وأن تدشن شراكات ذات جدوى مع المجتمع المحلى، وأن تواصل تشجيع أنواع العطاء المتعارف عليها من أجل تشجيع ثقافة العطاء.