قال محمد خليفة، المدير الإقليمى للجمعية الدولية للسياحة البيئية فى مصر، إن التوافد السياحى على الفنادق البيئية فى واحة سيوة ارتفع خلال الفترة الأخيرة خاصة مع التوجهات العالمية نحو التحول الأخضر وتقليل الانبعاثات والذى شهد اهتمامًا دوليًا.
وقال إن عدد الفنادق الحاصلة على تراخيص وزارة السياحة والآثار وتتبع النظام البيئى بواحة سيوة يبلغ 7 فنادق بإجمالى طاقة استيعابية تصل إلى 309 غرف فندقية.
الفنادق البيئية بواحة سيوة تعزز القدرة التنافسية للمقصد المصرى
وأشار خليفة إلى أن واحة سيوة بمحافظة مطروح تعتبر من أبرز النماذج التى تمثل السياحة البيئية مع قيام المنشآت الفندقية بتطبيق معايير هذا المنتج السياحى، ومنها استخدام المواد صديقة البيئة فى الإنشاءات وطريقة تدوير المخلفات وأيضًا توليد الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية وغيرها من المعايير.
وقال إن الوزارة تقوم بإيفاد لجان للتفتيش بصفة دورية على المنشآت الفندقية لإعادة تقييمها وفقًا لمعايير تصنيف شهادات الاستدامة البيئية طبقًا للممارسات الخضراء الصديقة للبيئة بهذه المنشآت.
ولفت إلى أن الوفود الإيطالية تتصدر الجنسيات الأجنبية الأكثر اقبالًا على فنادق واحة سيوة البيئية، يليها الوافدون من دول كازاخستان، صربيا، التشيك، سلوفينيا.
وتابع أن تداعيات التغيرات المناخية شجعت على ممارسة هذه التجارب والأنماط السياحية الفريدة، مضيفًا أن السياح الوافدين إلى واحة سيوة يتلقون تجربة سياحية متميزة فى العديد من الفنادق البيئية بالمنطقة ما يعزز القدرة التنافسية للمقصد السياحى المصرى.
وذكر أن السياحة المستدامة تعتبر نمط سياحى شامل ومناسب للتطبيق على كل الموارد الطبيعية السياحية فى مصر، كما تعد منهجًا متكاملًا للدمج بين السفر والسياحة وبين التوازن البيئى والاقتصادى.
اقرأ أيضا: فنادق البحر الأحمر تتحول إلى “صديقة للبيئة” بنهاية 2024
وأضاف أن السياحة المستدامة من أبرز أنواع السياحة الهادفة للحفاظ على البيئة والتركيز على المحميات الطبيعية والمنشآت الفندقية صديقة البيئة، كما تعمل على نشر الثقافة السياحية لدى السائح للتعامل مع البيئة فى تجربته السياحية.
وأشاد المدير الإقليمى للجمعية الدولية للسياحة البيئية فى مصر، بتوجه الدولة للاقتصاد المستدام والتنمية بصفة عامة مما انعكس على القطاع السياحى مع إصرار وزارة السياحة والآثار على تطبيق اشتراطات الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة للحفاظ على الموارد الطبيعية بكافة مناطق الجذب السياحى بالجمهورية.
وتأسست الجمعية الدولية للسياحة البيئية عام 1996 فى الولايات المتحدة الأمريكية وتضم أكثر من 15 ألف عضو نشط يمثلون 190 دولة، وتعقد مؤتمرات وفعاليات دولية لنشر تحقيق الوعى السياحى والترويج للنظم المبتكرة والطرق الجديدة للحفاظ على البيئة.
كما تقدم حلول الاستغلال الصحيح والأمثل للموارد الطبيعية، بما يسهم فى الحفاظ على استدامة صناعة السياحة من أجل الأجيال القادمة وخاصة لما تمثله هذه الصناعة من أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد الوطنى.
المؤسسة تستهدف نشر الوعى السياحى وترويج النظم المبتكرة للحفاظ على البيئة
وأضاف أن الجمعية الدولية للسياحة البيئية غير هادفة للربح وتعمل على التوعية الشاملة فيما يخص الأفراد أو الحكومات لنقل الخبرات والتجارب الثقافية فى منتج السياحة البيئية.
وأوضح أن الجمعية لها دور توعوى للكوادر العاملة بالقطاع لتعميم الاستدامة فى السياحة وطرح التغييرات الإيجابية فى هذه الصناعة، إلى جانب التدريب والتأهيل للدول النامية لضمان تفعيل الممارسات السياحية المستدامة.
وأشار إلى من أبرز التوصيات التى خرج بها مؤتمر الأقصر للسياحة البيئية 2023 هو التواصل مع الجهات المعنية الرسمية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدنى كنقابة المرشدين بمصر لنشر الطرق الحديثة للحفاظ على البيئة من خلال قيام الجمعية بدورها التدريبى للعاملين بالقطاع السياحى ومنحهم شهادات جودة معتمدة من المنظمة الدولية للسياحة البيئية.
وأعلن المدير الإقليمى للجمعية الدولية للسياحة البيئية فى مصر عن إقامة مؤتمر للجمعية فى تنزانيا 20 مايو الجارى، بالإضافة إلى استضافة ماليزيا لفاعلية ومعرض آخر للجمعية فى شهر نوفمبر المقبل.
أشار إلى أن النتائج والتوصيات لمؤتمرات الجمعية تكون خاصة بالدولة التى تشهد هذه الفعاليات.
وذكر أن الجمعية عقدت مؤتمرات عدة لنقل تجارب الدول فى منتج السياحة البيئية فى السنوات الماضية، منها فى كوسوفو وفيتنام وتركيا، موضحًا أن كل دولة تخطو بخطى ثابتة لحماية البيئة وتحقيق عناصر السياحة المستدامة من خلال تقليل التلوث الناتج عن القطاعات المرتبطة بمجال السياحة.
اقرأ أيضا: “السياحة” تطرح رخصًا جديدة لزيادة طاقة الفنادق العائمة
وبين أن القطاعات المرتبطة بالسياحة تتمثل فى قطاع النقل سواء الجوى أو البرى أو البحرى، مشيرًا إلى أن النقل الجوى يمثل 70% من نسبة انبعاث الكربون فى مجال النقل السياحى بشكل عام.
وأضاف أن بعض شركات الطيران بدأت فى استخدام الوقود المستدام خاصة مع التزام عدة شركات من أعضاء اتحاد النقل الجوى الدولى “آياتا IATA” بتحقيق صافى انبعاثات كربونية صفرية فى عملياتها بحلول عام 2050.
وأشار إلى اتجاه بعض الأسواق السياحية إلى تقليل هذه الانبعاثات فى قطاع النقل البرى كمثال فى مصر ومسيرتها فى التحول إلى النقل الأخضر بالإضافة إلى استخدام الطاقة النظيفة بوسائل النقل المختلفة.
وبشأن تحديات منتج السياحة البيئية فى مصر، طالب خليفة بالتركيز على القاهرة ومدن الصعيد ليكونوا مطابقين للمواصفات والاشتراطات العالمية للحفاظ على البيئة.
أوضح أن العديد من فنادق الأقصر وأسوان متواجدة على نهر النيل وهو أبرز الموارد الطبيعية فى البلاد والذى يجب الحفاظ عليه من التلوث البيئى.
ونوه إلى ضرورة مرور لجان متخصصة حكومية تتبع وزارات البيئة والسياحة لفحص الفنادق وطريقة صرفها وتخلصها من المخلفات لإعادة تدويرها بالإضافة إلى متابعة الصيانة الدورية للمراكب النيلية.