يصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني-العربي، وفى هذا الصدد، قال السفير المصرى لدى الصين عاصم حنفى خلال مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا إن العلاقات العربية-الصينية قد شهدت تطورا كبيرا منذ إنشاء المنتدى فى عام 2004، مع تدشين عدد من الآليات لتعزيز التعاون بين الجانبين العربى والصينى على كافة الأصعدة فى إطار المنتدى خلال العقدين الماضيين.
وقال السفير إن بناء مجتمع المستقبل المشترك للدول العربية والصين يتطلب بذل المزيد من الجهود من أجل تعميق التعاون القائم على المنفعة المتبادلة وتدعيم الأواصر الشعبية المشتركة بما يساهم فى تعزيز السلام الإقليمى والدولى ويدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المشتركة للجانبين، مؤكدا أن هناك عددًا من الآليات المساهمة فى تحقيق هذا الهدف مثل منتدى التعاون الصيني-العربى والبناء المشترك لـ”الحزام والطريق”.
ويرى السفير أن الاجتماع الوزارى الـ10 للمنتدى المنعقد يوم 30 مايو الجارى فى العاصمة الصينية بكين يمثل محطة هامة فى مسيرة التعاون العربي-الصيني، ويمهد لمستقبل أكثر إشراقا للعلاقات بين الجانبين، خاصة بين مصر والصين، مضيفا أن الاجتماع سيساهم فى دفع النهج المتصاعد للعلاقات بين الجانبين، مشيرا إلى التوقيع على عدد من الوثائق التى ستحدد أطر التعاون العربي-الصينى خلال الأعوام المقبلة، إضافة إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الجانبين فى عدد من المجالات الصاعدة مثل التجارة الإلكترونية والطاقة النظيفة واستكشاف الفضاء، فضلا عن التعاون التقليدى المعزز على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.
ويرى السفير أن العلاقات الثنائية بين مصر والصين تمر بأفضل مراحلها على مختلف الأصعدة، حيث يتمتع الجانبان بعلاقات سياسية متميزة وسط تعدد الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين، فضلا عن النتائج المثمرة فى التعاون الاقتصادي، التى من أبرزها مساهمة الصين فى عدد من المشروعات الكبرى فى مصر، مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين ومصر (تيدا).
وفى ديسمبر عام 2022، عقدت القمة الصينية-العربية الأولى بنجاح، وطرحت القمة “الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملى الصيني-العربى لترسم إطارا عاما للتعاون الثنائي.
وفى ديسمبر عام 2023، تم إطلاق القمر الصناعى “مصر سات 2” بالتعاون بين مصر والصين ليقدم دعما تقنيا لمتابعة المشروعات التنموية المصرية والتغييرات المناخية فى السواحل المصرية وغيرها.
واستشهد السفير بإطلاق القمر الصناعى “مصر سات 2″ قائلا إنه يأتى فى إطار اتفاقيات التعاون الثنائى و”الأعمال الثمانية المشتركة” خاصة فى مجالات التنمية الخضراء والابتكار ونقل التكنولوجيا الصينية الحديثة إلى الجانب العربى بما فى ذلك العلوم الفضائية، معربا عن أن هناك ارتياحا مشتركا من قبل الجانبين بإتمام تنفيذ عدد من البرامج والأنشطة فى هذا الصدد رغم انقضاء ما يقرب من عام ونصف فقط على إطلاق “الأعمال الثمانية المشتركة” المذكورة أعلاه.
وفى السنوات الأخيرة، شهدت مصر والصين تبادلات حيوية فى مجالات التعليم والفن والثقافة وغير ذلك، حيث أقام الجانبان فعاليات ثقافية متنوعة مثل أسبوع الأفلام ومعارض القطع الأثرية وغيرها.
وأعرب السفير عن شعوره بأن هناك حرصا مشتركا من قبل الجانبين المصرى والصينى على تعزيز التبادلات الثقافية والتعليمية خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن التبادلات الثقافية والتواصل ما بين الشعوب تعد حجر أساس العلاقات الثنائية بين الجانبين العربى والصيني، وقد ازداد عدد السياح الصينيين فى مصر وغيرها من الدول العربية خلال الآونة الأخيرة، مع الانفتاح العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص على الثقافة الصينية العريقة وإقبال الشعوب العربية على تعلم اللغة الصينية، الأمر الذى يساهم فى تعزيز الروابط الودية بين شعبى الجانبين.