الدوافع وراء الاستثمار في الألعاب الإليكترونية في دول الشرق الأوسط، يعتبر قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية من القطاعات الاقتصادية الحديثة التي تنمو بسرعة حيث يتميز بتوسع انتشاره على مستوى العالم وزيادة عدد اللاعبين والجماهير كما أن العائدات الخاصة به تتزايد مما ساهم في تحويله من مجرد قطاع ترفيهي إلى عنصر داعم ومحفز للنمو الاقتصادي.
وقد أعطت العديد من الدول أهمية كبيرة للاستثمار في هذا القطاع على المستويين العالمي والإقليمي ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع نمواً متسارعاً في المدى القريب في ظل الزيادة المتوقعة في الإيرادات وأعداد اللاعبين بالإضافة إلى التطور التكنولوجي المستمر.
الدوافع وراء الاستثمار في الألعاب الإليكترونية
تؤثر صناعة الألعاب الإليكترونية على الاقتصاد بشكل مباشر من خلال زيادة الاستثمارات في إنتاج هذه الألعاب مما يسهم في تطوير حركة التجارة والاستهلاك وفتح الأسواق وهذا ينعكس لاحقًا في زيادة الإيرادات.
يوجد تأثير آخر غير مباشر يتمثل في أن الابتكارات التكنولوجية صناعة ألعاب تحديات المباريات لمشاهدة المباريات والتي تم تطويرها لألعاب التسلية تستخدم في مجالات أخرى وتطبيقات غير ترفيهية مما يؤدي إلى نمو حركة تبادل المعرفة بشكل طوعي وغير طوعي للمعلومات والبرمجيات المتعلقة بتطوير الألعاب.
يساهم ذلك في ابتكار تطبيقات وأفكار جديدة مما يساعد على جذب عدد أكبر من المستهلكين وزيادة رأس المال المتراكم، من ناحية أخرى تساهم صناعة الألعاب الإليكترونية في خلق فرص عمل جديدة برواتب مرتفعة.
على سبيل المثال ساهمت صناعة الألعاب الإليكترونية في المملكة المتحدة بتوفير 47 ألف وظيفة في عام 2016 وأضفت حوالي 2.87 مليار دولار على الناتج المحلي الإجمالي، في نفس العام وفرت هذه الصناعة 65,678 وظيفة في الولايات المتحدة وأسهمت بأكثر من 11.7 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي هناك ولا تقتصر فرص العمل في هذه الصناعة على مجالات البرمجة والتصميم فقط بل تشمل أيضًا مجالات أخرى مثل الرسم والتسويق والدعم الفني والموسيقى والكتابة والإنتاج وتحليل السوق.
يتمتع اللاعبون في مجال الألعاب الإليكترونية بقدرات إبداعية متميزة ويعتبرون محفزين للابتكار والنمو المعتمد على المعرفة في عدة صناعات أخرى، يؤدي شراء الألعاب أيضًا إلى اقتناء منتجات إضافية مثل الأجهزة المتصلة بالشبكة.
أرباح متصاعدة في سوق عالمي مفتوح
اكتسبت الألعاب الإليكترونية طابع الصناعة بعد ظهور العديد من الشركات الكبيرة والمتخصصة في هذا المجال من أجل مواكبة التطورات في السوق والتعامل مع الزيادة في الطلب والتغير المستمر في تفضيلات المستهلكين.
أيضًا أصبحت تلك الصناعة معروفة بفضل التقدم في تكنولوجيا الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن المتوقع أن يبلغ حجم سوق الألعاب الإليكترونية في عام 2018 نحو 137.9 مليار دولار مقارنة بحوالي 121.7 مليار دولار في عام 2017 كما أن عائدات السوق في عام 2018 تخطت 112 مليار دولار ومن المتوقع أن تصل هذه العائدات إلى 118.6 مليار دولار في عام 2019 بمعدل نمو قدره 6.6% خلال الفترة من 2015 إلى 2019.
تعتبر الصين أكبر سوق للألعاب الإليكترونية على مستوى العالم، حيث تستحوذ على نحو ربع الدخل العالمي من هذا القطاع، متفوقةً على إجمالي العائدات التي حققتها كل من الولايات المتحدة وألمانيا معاً.
تمثل ألعاب الهواتف المحمولة 51% من حجم سوق الألعاب الإلكترونية في عام 2018، حيث بلغت قيمتها 70.3 مليار دولار.
فرص واعدة للاستثمار المحلي
أصبحت صناعة الألعاب الإليكترونية ليست فقط وسيلة للترفيه بل تحولت إلى مجال يمارس فيه الذكاء ووسيلة لتطوير البرمجيات الأخرى وقد زاد هذا من اهتمام المستثمرين بأهمية الاستثمار في هذه التطبيقات لما تحقق من عوائد اقتصادية خاصةً أنها تدمج بين المهارات الفنية والتخصص في البرمجة.
لم تعد أهمية صناعة الألعاب موضع نقاش بل أصبح السؤال كيف يمكن تطوير هذا القطاع والاستفادة منه كمصدر رئيسي للنمو الاقتصادي وتعزيز الابتكار وذلك خاصة في ظل وجود فرص كبيرة لجذب الاستثمارات إلى هذا المجال، إذا توافرت الرؤية والقدرة على تعزيز الإبداع والابتكار، اللذان يشكلان أساس التقدم التكنولوجي في مجال الأجهزة والبرمجيات وقد أصبحت هذه الصناعة تلعب دوراً مهماً في نمو الاقتصاد الرقمي، الذي بات أحد المصادر الرئيسية للنمو الاقتصادي.
على الرغم من قلة حجم الاستثمار في قطاع الألعاب الإليكترونية في مصر إلا أنها حققت نموًا ملحوظًا في عائدات أرباح هذه الألعاب مما جعلها تحتل المركز الأول في أفريقيا والثاني على المستوى العربي.
تشير التقديرات إلى أن عدد الشركات الموجودة في قطاع الألعاب الإليكترونية يتراوح بين عشر إلى ثماني عشرة شركة، من بينها شركتان كبيرتان بحجم استثمارات لا يتجاوز 1.7 مليون دولار فقط.
ورغم الدوافع وراء الاستثمار في الألعاب الإلكترونية في دول الشرق الأوسط والتطور السريع لقطاع الألعاب والرياضات الإليكترونية عالميًا إلا أنه يواجه بعض التحديات التي تستلزم تعزيز الطابع المهني له وزيادة كفاءة وفاعلية الشركات والمنظمات المختصة بالألعاب بالإضافة إلى ضرورة إنشاء إطار تنظيمي لهذا القطاع وتقوية آليات الحوكمة.