تعمل الإمارات العربية المتحدة على تنفيذ خطط تهدف إلى تعزيز النمو السكاني للمواطنين الإماراتيين وسط مخاوف من التراجع المستمر في معدلات الخصوبة.
أشارت البيانات الرسمية إلى انخفاض معدل الخصوبة من 6.7 أطفال لكل امرأة في عام 1970 إلى 3.2 في عام 2021. وعلى الرغم من أن هذا المعدل لا يزال أعلى من معدل الخصوبة الرسمي الذي يبلغ 2.1، إلا أن السلطات قلقة من تسارع هذا الانخفاض خلال العقود الأخيرة.
يشعر العديد من الإماراتيين بالقلق من أن يصبحوا أقلية في بلادهم، خاصة مع الزيادة الكبيرة في عدد الوافدين الذين يمثلون 93.5% من إجمالي السكان البالغ 9.5 مليون نسمة.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن البيانات تشير إلى أن النمو السكاني للوافدين يتجاوز نظيره لدى المواطنين، مما يعزز هذا الشعور.
لمواجهة هذا التحدي، أطلقت الحكومة برنامج “دعم نمو الأسرة الإماراتية” في أبوظبي، الذي يوفر حوافز مثل تخفيض الديون عند ولادة الطفل الرابع والخامس والسادس، بهدف تشجيع العائلات على زيادة عدد الأطفال.
كما تهدف الحكومة إلى الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتعزيز الهوية الوطنية من خلال دعم الأسر الإماراتية.
يُعزى الانخفاض في معدلات الإنجاب إلى عدة عوامل، منها ارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم، بالإضافة إلى تأجيل النساء الإماراتيات للزواج والإنجاب نتيجة التوجه نحو التعليم العالي والمشاركة في سوق العمل، إذ أن 55% من النساء فوق سن 15 عامًا في الإمارات يشاركن في القوة العاملة، مقارنة بـ 19% فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
رغم تلك التحديات، تبذل الحكومة جهودًا مستمرة لتشجيع المواطنين على زيادة حجم الأسر، من أجل مواجهة النمو السريع للوافدين والمحافظة على التوازن السكاني في البلاد.