كشف البيت الأبيض في مذكرة خاصة أن ديفيد ساكس، الذي عُيّن “قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة” في إدارة الرئيس دونالد ترامب، قام ببيع استثمارات مرتبطة بالعملات الرقمية تجاوزت قيمتها 200 مليون دولار.
وتمت هذه المبيعات شخصيًا وعبر شركته “كرافت فينتشر”، قبل أن يتولى منصبه الرسمي كمستشار للرئيس.
وبحسب تقرير سي إن بي سي، تضمنت هذه المبيعات أصولًا بقيمة 85 مليون دولار كانت مملوكة مباشرة لساكس. ومع ذلك، لا تزال شركة “كرافت” تحتفظ بحصص في صناديق تمتلك أصولًا رقمية في محافظها.
وأوضحت المذكرة أن خروج ساكس من استثماراته الرقمية يبرز تناقضًا صارخًا مع ممارسات مسؤولين آخرين في الإدارة، حيث شهدت إدارة ترامب الأولى تجاهلًا متكررًا لحالات تعارض المصالح.
ترامب وماسك في دائرة الضوء
تشير التقارير إلى أن الرئيس ترامب، بالإضافة إلى إمبراطوريته العقارية، لا يزال يحتفظ بحصة كبيرة في “ترامب ميديا & تكنولوجي”. كما أطلق قبل أيام من تنصيبه رسميًا عملته الرقمية الخاصة “دولار ترامب” ($Trump) عبر شركته CIC Digital LLC، التي يملك 80% من عملاتها المطروحة، بينما تحصل عائلته على 75% من عائدات بنك رقمي منفصل أطلق العام الماضي تحت اسم “وورلد ليبرتي فينانشيال”.
على الجانب الآخر، يظهر الملياردير إيلون ماسك، رئيس “سبيس إكس” ومالك منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، كواحد من أبرز مستشاري ترامب. ماسك أيضًا يدير شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “إكس إيه آي”، ويشرف على “إدارة الكفاءة الحكومية” (DOGE). تستفيد شركاته من عقود حكومية ضخمة، مثل عقد بقيمة 1.8 مليار دولار مع “مكتب المراقبة الوطنية” لبناء شبكة أقمار صناعية للتجسس.
اتهامات بتضارب المصالح
أثار الكشف عن تعاملات ساكس جدلًا كبيرًا. ففي برنامج “أول إن بودكاست” الأسبوع الماضي، صرح ساكس أنه باع أصوله الرقمية لتجنب أي تضارب في المصالح.
جاء ذلك ردًا على انتقادات من شخصيات بارزة، مثل السيناتور إليزابيث وارين، التي أرسلت خطابًا لساكس خلال أول قمة للعملات الرقمية برعاية البيت الأبيض، مطالبة بالكشف عن أي ممتلكات له في البيتكوين، إيثر، سولانا، وغيرها من العملات الرقمية المرتبطة بخطة ترامب لإنشاء احتياطي استراتيجي من العملات الرقمية.
عند توقيع الأمر التنفيذي النهائي في 6 مارس، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنشئ احتياطيًا استراتيجيًا من البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى.
وأكد ساكس أن هذا الاحتياطي سيمول بالكامل من الأصول الرقمية المصادرة في قضايا جنائية ومدنية، دون تحميل دافعي الضرائب أي تكلفة.
بيع الأصول الرقمية
وفقًا لإفصاح أخلاقي طوعي، باع ساكس وشركته “كرافت” مقتنيات تشمل بيتكوين، إيثر، وسولانا، إضافة إلى حصص في صندوق مؤشر للعملات الرقمية، وأسهم في “كوينبيس” و”روبين هود”. كما بدأ ساكس تسييل استثماراته في شركات أصول رقمية خاصة، مثل “مالتي كوين كابيتال” و”بلوكشين كابيتال”.
قيصر العملات الرقمية في قلب السياسة
باختيار ترامب لديفيد ساكس لهذا المنصب الجديد، أصبح ساكس مسؤولًا عن رسم سياسة البيت الأبيض تجاه الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة — وهما قطاعان يشهدان نموًا وتحديات هائلة.








