تعرضت مؤشرات البورصة المصرية لضغوط بيعية ملحوظة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، في ظل اتجاه واضح من المستثمرين الأفراد والمؤسسات المحلية نحو جني الأرباح، بعد سلسلة من المكاسب القوية دامت عدة جلسات متتالية.
وجاءت هذه التحركات بالتزامن مع اقتراب عطلة عيد الأضحى، والتي دفعت العديد من المتعاملين إلى تقليص مراكزهم المالية، خاصة في الأسهم التي سجلت ارتفاعات لافتة مؤخرًا.
رغم ذلك، تمكن السوق من الحفاظ على مستوى مرتفع من السيولة، بدعم من عمليات تدوير داخلية، إذ خرجت الأموال من الأسهم القيادية متجهة نحو أسهم المؤشر السبعيني، ما أسهم في تهدئة حدة التراجع وحماية السوق من موجة هبوط حادة.
وعلى صعيد المؤشرات، تراجع مؤشر EGX30 بنسبة 0.60%، مغلقًا عند مستوى 32500 نقطة، في حين ارتفع مؤشر EGX70 بنسبة 0.61% ليصل إلى 9564 نقطة، وارتفع EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.48% مسجلًا 13012 نقطة، كما صعد مؤشر الشريعة الإسلامية بنحو 0.78% إلى مستوى 3360 نقطة.
سجل السوق إجمالي تداولات بقيمة 4.197 مليار جنيه، من خلال تداول 1.307 مليار سهم، بتنفيذ 105.6 ألف عملية، موزعة على 213 شركة مدرجة، ارتفع منها 84 سهمًا، وتراجعت 82، بينما استقرت أسعار 47 سهمًا دون تغيير. وسجل رأس المال السوقي مستوى 2.293 تريليون جنيه.
أبو غنيمة: السوق لم يفقد زخمه مستفيدًا من حالة “الدوران الصحي”
قال باسم أبو غنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة “عربية أون لاين”، إن الضغوط البيعية طالت بالأساس الأسهم الكبرى المدرجة بمؤشر EGX30، والتي كانت قد سجلت صعودًا ملحوظًا وحققت أهدافها السعرية، ما شجع المستثمرين، لاسيما الأفراد، على البيع وجني الأرباح. وأوضح أن ذلك ترافق مع حركة انتقال للسيولة نحو أسهم EGX70 التي بدأت في التحرك من مستوياتها المتدنية، مما اعتبره مؤشرًا صحيًا على استمرار النشاط داخل السوق.
وأشار إلى أن السوق لم يفقد زخمه رغم التراجع، مستفيدًا من حالة “الدوران الصحي” للسيولة بين القطاعات المختلفة، والتي جاءت مدفوعة بتراجع أسعار الفائدة وزيادة شهية المخاطرة في ظل ضعف العوائد على البدائل الاستثمارية الأخرى.
أضاف أن عمليات التصحيح التي يشهدها المؤشر الرئيسي حاليًا تُعد طبيعية ومطلوبة للحفاظ على الاتجاه الصاعد، خاصة بعد تجاوز مستويات المقاومة 32 ألف نقطة ثم 32.5 ألف نقطة، متوقعًا استئناف السوق لحركته الإيجابية عقب عطلة عيد الأضحى، مدعومًا بقطاعات مثل العقارات والخدمات المالية والبنوك.
حسن: صناديق التأمين الخاصة قد تضخ 20 مليار جنيه بعد انتهاء العطلة
قال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، إن موجة البيع التي شهدتها الجلسات الأخيرة ناتجة عن ضغوط نفسية واقتراب السوق من مستويات مقاومة قوية، إلى جانب قرب حلول عطلة العيد، وهو ما دفع الأفراد والمؤسسات المحلية لتصفية جزئية لمراكزهم.
وتوقع حسن أن يشهد السوق تعافيًا قويًا بعد عطلة العيد، بدعم من دخول سيولة جديدة مصدرها صناديق التأمين الخاصة، والتي قد تضخ 15 ـ 20 مليار جنيه، إضافة إلى نتائج أعمال إيجابية مرتقبة في عدة قطاعات، خاصة العقارات والبنوك.
ولفت إلى أن EGX70 يشهد حاليًا دخول سيولة ملحوظة، ما يدعمه فنيًا لاختراق مستوى 9600 نقطة، مشيرًا إلى أن الأسهم الصغيرة والمتوسطة تستفيد حاليًا من ضعف الأداء النسبي للأسهم القيادية.
وعلى مستوى تعاملات المستثمرين، اتجه المصريون والعرب نحو البيع بصافي 14.3 مليون جنيه و4.8 مليون جنيه على التوالي، بينما سجل الأجانب صافي شراء بقيمة 19.2 مليون جنيه. واستحوذ الأفراد على 77.8% من التعاملات، قاد فيها المصريون عمليات البيع بصافي 46.6 مليون جنيه، فيما سجل الأفراد العرب والأجانب صافي شراء بـ 18.4 مليون جنيه و526.8 ألف جنيه على التوالي.
أما المؤسسات، فاستحوذت على 22.19% من التعاملات، وتوجهت المؤسسات المصرية والأجنبية نحو الشراء بصافي 32.2 مليون جنيه و18.6 مليون جنيه على التوالي، في حين سجلت المؤسسات العربية صافي بيع بقيمة 23.2 مليون جنيه، وهو ما زاد من حدة الضغوط على الأسهم القيادية في الجلسات الأخيرة.
