شهد المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية تذبذبًا ملحوظًا خلال تعاملات أمس الاثنين، فى ظل استمرار حالة عدم اليقين المسيطرة على أداء السوق، بفعل التوترات الجيوسياسية التى تعيشها المنطقة منذ ما يقرب من عامين.
ويأتى ذلك بينما يترقب المتعاملون قرارات الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى خلال الجلستين المقبلتين بشأن مصير أسعار الفائدة.
وتوقع بنك الاستثمار مورجان ستانلى أن يخفض الفيدرالى أسعار الفائدة فى 4 اجتماعات متتالية حتى يناير 2026، على أن يبدأ بخفض أولى بمقدار 0.25% فى اجتماعه المقبل، بدعم من تباطؤ التضخم.
فى المقابل، يواصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ممارسة ضغوط على جيروم باول، رئيس الفيدرالي، لتسريع وتيرة خفض الفائدة بهدف تخفيف أعباء الدين الأمريكي.
وأنهى مؤشر EGX30 تعاملاته مرتفعًا بنسبة 0.15% عند مستوى 35,166 نقطة، فيما تراجع مؤشر EGX70 EWI بنسبة 0.50% إلى 10,869 نقطة، وانخفض مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.5% ليسجل 14,349 نقطة.
مصطفى: على المستثمرين تفعيل مستويات حماية الأرباح وإيقاف الخسائر
قالت منى مصطفى، مدير التداول بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن السوق يمر حاليًا بمرحلة تصحيح ممتدة منذ عدة أشهر بفعل جنى الأرباح، مشيرة إلى أن هذا المسار ما زال يسيطر على حركة المؤشر.
وأوضحت أن البورصة المصرية منفصلة نسبيًا عن التطورات الخاصة بالسياسة النقدية الأمريكية، حيث ترتبط عادة بالملفات الجيوسياسية الإقليمية أكثر من ارتباطها بأسعار الفائدة العالمية، مؤكدة أن العوامل المحلية تظل الأكثر تأثيرًا على السوق فى المرحلة الراهنة.
وأضافت أن المؤشر الرئيسى اختبر خلال جلسة أمس مستوى 34,300 نقطة، الذى يمثل منطقة دعم مهمة، قبل أن يشهد ارتدادًا محدودًا بدعم من الأداء الإيجابى لسهم البنك التجارى الدولي، الذى يواصل قيادة ارتدادات السوق.
وارتفع سهم التجارى الدولى بنسبة 1.49% ليغلق عند 97.94 جنيه، مقابل 96.5 جنيه ببداية جلسة أمس.
وأشارت مصطفى إلى أن البائع ما زال يسيطر على التداولات، بينما يتسم المشترون بالحذر فى فتح مراكز جديدة، فى ظل غياب إشارات طمأنة واضحة.
وأضافت أن تراجع أحجام التداول إلى متوسطات بين 4 و4.5 مليار جنيه، مقارنة بتجاوزها 5 مليارات سابقًا، يعكس استمرار التوترات الإقليمية، إلى جانب حالة الترقب لقرارات الفيدرالي، ما يدفع رؤوس الأموال لتفضيل أدوات الدين الحكومية الأقل مخاطرة على حساب الأسهم.
وأكدت أن المستثمر الفرد المحلى ما زال المحرك الأساسى للسوق، إلا أن رد فعله المبالغ فيه تجاه استشعار المخاطر يزيد من حدة التراجعات.
ونصحت المستثمرين بضرورة تفعيل مستويات حماية الأرباح وإيقاف الخسائر، مع التركيز على متابعة السيولة والتفاصيل الفنية للأسهم بشكل مباشر.
فهمي:حالة عدم اليقين العالمية لا تزال تضغط على معنويات المستثمرين
من جانبه، قال أحمد فهمي، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، إن مؤشر EGX30 لم يتمكن من اختراق مستوى المقاومة عند 35,300 نقطة، ليغلق عند 35,165 نقطة، وهو ما يشير إلى احتمالية استكمال الحركة التصحيحية نحو 34,700 نقطة.
وأضاف أن التماسك عند هذه المستويات سيكون إشارة إيجابية، بينما كسرها قد يدفع المؤشر إلى 34,200 نقطة ثم 33,800 نقطة، وبكسر الأخيرة قد يتجه إلى القاع عند 32,660 نقطة.
وأشار فهمى إلى أن الاتجاه العام للسوق يظل هابطًا طالما بقى المؤشر دون مستوى 35,300 نقطة، موضحًا أن اختراقه صعودًا قد يعيد المؤشر للتحرك العرضى واستهداف 36,200 نقطة.
وأكد أن حالة عدم اليقين العالمية لا تزال تضغط على معنويات المستثمرين، إلا أن أى خفض مرتقب للفائدة الأمريكية، وما قد يتبعه من خفض مماثل من جانب البنك المركزى المصري، قد يشكل محفزًا إضافيًا لجذب السيولة الأجنبية.
وتوقع أن ينهى السوق العام الجارى على إغلاق إيجابى حال استقرار الأوضاع نسبيًا، لكنه شدد على ضرورة تحوط المستثمرين من المخاطر القائمة.
ونصح بالتركيز على المدى القصير واستراتيجيات المضاربة السريعة لتحقيق مكاسب بين 2 و3% مع تقليل الاعتماد على الهامش، مشيرًا إلى استمرار وجود فرص فى بعض الأسهم القوية مثل: جنوب الوادى للأسمنت، إيجيترانس، العربية للأسمنت، القاهرة للدواجن.
واتجه المستثمرون العرب والأجانب للشراء بصافى 351 مليون جنيه و102 مليون جنيه على التوالي، فيما اتجه المستثمرون المحليون للبيع بصافى 453 مليون جنيه.
وسجلت المؤسسات 24.77% من التداولات، مقابل 75.22% للأفراد.
وبلغت قيمة التداول 4.9 مليار جنيه، عبر تداول 2.2 مليار سهم بتنفيذ 116 ألف عملية على أسهم 221 شركة، ارتفع منها 68 سهمًا، وتراجع 132، فيما استقرت أسعار 21 سهمًا.
وسجل رأس المال السوقى للأسهم المقيدة داخل المقصورة مستوى 2.521 تريليون جنيه.
