تسلمت الشركة القابضة لكهرباء مصر رئاسة اتحاد مرافق الطاقة الأفريقية (APUA) خلال فعاليات المؤتمر العام الحادي والعشرين للاتحاد، الذي تستضيفه القاهرة تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وتنظمه وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاون مع بنك التنمية الأفريقي.
وقد تولى المهندس جابر دسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، رئاسة الاتحاد رسميًا خلفًا لدولة غينيا لمدة ثلاث سنوات، في خطوة تعكس ثقة القارة الأفريقية في الدور المصري الريادي بمجال الكهرباء والطاقة، وقدرتها على قيادة جهود التحول الطاقي وتعزيز مشروعات الربط الكهربائي وتكامل الشبكات بين الدول الأفريقية.
وأكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في كلمته على أهمية تعزيز التعاون بين الأشقاء في أفريقيا لمواجهة التحديات، قائلاً: “لا يمكن لدولة بمفردها أن تحقق التحول الكامل نحو الطاقة المتجددة، وعلينا جميعًا العمل معًا لتبادل المعرفة وتعزيز الابتكار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة، خاصة في مجالات تخزين الطاقة والتغلب على التحديات المالية وتدعيم شبكات نقل الكهرباء ومشروعات الربط الكهربائي”.
وأشار الوزير إلى التزام مصر بدعم التحول الطاقي في القارة، والتوسع في الاعتماد على الطاقات المتجددة، موضحًا أن الاستراتيجية الوطنية للطاقة تستهدف الوصول بنسبة الطاقات المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة المولدة عام 2030، و65% عام 2040، مع الاستمرار في بناء مزيج متوازن من الطاقة النظيفة والمستدامة.
ويأتي تسلم مصر رئاسة الاتحاد بالتزامن مع احتفال الاتحاد بمرور 55 عامًا على تأسيسه، ليؤكد على مكانة مصر كأحد أهم الفاعلين في قيادة الحوار حول مستقبل الطاقة في أفريقيا، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لدعم التنمية المستدامة في القارة.
ويُعقد المؤتمر العام الحادي والعشرين هذا العام تحت شعار “أفريقيا وتحديات التحول الطاقي” ويستمر خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر، حيث بدأت الاجتماعات التحضيرية يوم الجمعة الماضي، ليكون المؤتمر أحد أبرز الأحداث الدولية في قطاع الطاقة الأفريقية ومنصة رئيسية تجمع الأطراف المعنية بصناعة الكهرباء والطاقة في القارة للتشاور والتباحث حول القضايا والفرص والتحديات.
ويشارك في المؤتمر وزراء الكهرباء والطاقة من الدول الأعضاء بالاتحاد، ورؤساء شركات الكهرباء الأفريقية، وصناع السياسات، وكبار المسؤولين، والخبراء، وشركاء التنمية الإقليميين والدوليين، إلى جانب ممثلي الشركات المحلية والعالمية، بما يعزز من فرص التعاون وتبادل الخبرات في مجال تطوير البنية التحتية للطاقة المستدامة في أفريقيا. ويناقش المؤتمر عدة محاور رئيسية من بينها التحول في مجال الطاقة، وإصلاحات قطاع الكهرباء، والحوكمة والاستدامة لشركات الطاقة الأفريقية، ومستقبل قطاع الطاقة في القارة، كما يستهدف تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، وعرض أحدث التقنيات والحلول المبتكرة لتحسين كفاءة مرافق الطاقة.
ويتضمن برنامج المؤتمر فعاليات ومنتديات رفيعة المستوى، أبرزها منتدى الحوكمة والقيادة للمدراء التنفيذيين، ومنتدى سوق الكهرباء الأفريقية الموحد (AfSEM)، بالإضافة إلى جلسات حوارية متخصصة وورش عمل فنية وعروض تقنية، تناقش التحول الطاقي والتحديات التي تواجه شركات الكهرباء الأفريقية، ودور المرأة في قطاع الكهرباء بالقارة، إلى جانب محاور تنمية الموارد البشرية وبناء القدرات. كما يشمل المؤتمر زيارات ميدانية لمشروعات الطاقة الرائدة في مصر، التي تُبرز الجهود الوطنية في مجال التحول نحو الطاقة الخضراء.
ويتزامن مع المؤتمر تنظيم معرض دولي مصاحب، يعرض أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في مجال الكهرباء والطاقة، بمشاركة الشركات المصنعة الوطنية والدولية، إضافة إلى أبرز مقدمي الخدمات الاستشارية، بما يتيح منصة لتبادل الخبرات وعرض التكنولوجيا الحديثة أمام خبراء وصناع القرار.
جدير بالذكر أن اتحاد مرافق الكهرباء الأفريقية (APUA) يستهدف منذ تأسيسه دعم تطوير وتكامل أنظمة الكهرباء الأفريقية، من خلال الربط الكهربائي بين شبكات البلدان الأعضاء، وتبادل الخبرات فيما بينها، وتشجيع الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة، بما يضمن المصلحة المشتركة لكل الأعضاء، إلى جانب تشجيع الاعتماد على الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، ودعم صناعة مهمات الكهرباء داخل أفريقيا.
ويعكس تسلم مصر رئاسة الاتحاد ثقة المجتمع الأفريقي والدولي في قدرتها على قيادة الحوار حول مستقبل الطاقة في القارة، والمضي قدمًا نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الإقليمي بمجال الكهرباء والطاقة








