تتجه فيتنام نحو أن تصبح مركزًا عالميًا لصناعة أشباه الموصلات مع التركيز على تعزيز التعاون بين الحكومة والجامعات والشركات لتطوير قوة عاملة عالية الجودة وتسريع الابتكار التكنولوجي.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبيرج” أنه تم تسليط الضوء على الأولويات خلال ندوة دولية عقدت في مدينة /هو تشي منه/ جنوبي البلاد، تناولت أحدث الاتجاهات التدريبية والابتكارات التكنولوجية وفرص التعاون الدولي لدعم نمو القطاع.
وأشار المسؤولون إلى أن نجاح الصناعة يعتمد على العمل المنسق بين مختلف الأطراف، حيث يوفر نموذج يربط الحكومة والعلماء والشركات والمستثمرين الدوليين بقوة جماعية تُمكّن مركز “سايجون للتكنولوجيا العالية” من أن يصبح مركزًا رائدًا للتكنولوجيا العالية، ويسهل دمج فيتنام في سلسلة القيمة العالمية، كما يسعى المركز لبناء منظومة متكاملة تشمل التدريب والبحث والتطوير ونقل التكنولوجيا والتصنيع والابتكار وربط سلسلة التوريد العالمية.
وفي إطار الاستراتيجية الوطنية، تهدف فيتنام إلى تطوير صناعة أشباه الموصلات حتى عام 2030 مع رؤية ممتدة إلى 2050، بما في ذلك تدريب ما لا يقل عن 50 ألف مهندس ومتخصص وتقديم حوافز للشركات المستثمرة في مراكز البحث والتطوير في القطاع، وقد بدأت شركات عالمية كبرى الاستثمار أو تشكيل شراكات في فيتنام لتعزيز دورها في النظام البيئي العالمي لأشباه الموصلات.
ورغم التقدم، يشير الخبراء إلى وجود تحديات في الموارد البشرية، حيث لا يزال عدد المهندسين القادرين على تصميم رقاقة كاملة محدودًا، وتحويل أبحاث الجامعات إلى منتجات تجارية ضعيف، كما أن برامج التدريب الحالية تجريبية وتفتقر إلى خبرة عملية كافية، لذلك، يبرز الحاجة إلى المزيد من شركات التصميم والاختبار وتوسيع برامج الجامعات والدراسات العليا، لتمكين المهندسين الفيتناميين من المشاركة بفعالية في سلسلة التوريد العالمية وتصميم وتسويق رقائق محلية الصنع في المستقبل.
وتؤكد الندوة على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة وعبر الحدود لدعم تطوير المواهب والابتكار، ما يعزز مكانة فيتنام على الخريطة العالمية لأشباه الموصلات ويضع الأسس لنمو مستدام في هذا القطاع الحيوي.
