«الهيئة» تخطط لزيادة المساحات المعروضة فى مدن الصعيد فى الطروحات الجديدة
شلبى: ارتفاع سعر الأراض ومخاطر تنميتها أبرز أسباب عزوف الشركات
مصطفى: يجب تقييم نتائج الطرح والاستفادة منها فى خطط «الهيئة» المستقبلية
شلبى: تراجع قيمة الأراضى بالصعيد رفع الإقبال عليها والشركات تبحث عن أسواق جديدة
شهد الطرح الأخير ﻷراضى السعر المحدد بهيئة المجتمعات العمرانية إقبال ضعيف من الشركات العقارية رغم طرح 59 قطعة أرض بمساحات متنوعة تبدأ من 4 أفدنة وتصل حتى 400 فدان.
وتلقت الهيئة 31 عرضًا من الشركات العقارية للمنافسة على 9 قطع أراضٍ فقط فى 8 مدن جديدة من بين القطع المعلن عنها فى 19 مدينة جديدة وتركزت العروض فى مدن الصعيد ما دفع الهيئة لدراسة التوسع فى طروحات الأراضى بالصعيد.
وأرجع مطورون ذلك إلى ارتفاع أسعار اﻷراضى فى المدن القريبة من القاهرة الكبرة، خاصة القاهرة الجديدة و6 أكتوبر بما يؤثر على قيمة الوحدات، والتى سترتفع بشكل كبير بما يضعف من القوة الشرائية إلى جانب تضمن الطرح لنظامى المظاريف المغلقة والشراكة.
قال الدكتور أحمد شلبى الرئيس التنفيذى لشركة تطوير مصر، إن نتائج الإقبال لم تخالف توقعات المطورين منذ الإعلان عن الأسعار المرتفعة التى طرحت بها الأراضى بنظام السعر الثابت، والذى ينعس على التكلفة الإجمالية وسيكون على الشركات رفع أسعار الوحدات بنسبة كبيرة وهو ما يزيد من صعوبة تسويقها، خاصة مع التراجع فى القدرة الشرائية للعملاء جراء الضغوط الاقتصادية منذ تحرير سعر صرف الجنيه.
أوضح أن تنمية مشروعات بالتكلفة الجديدة للأراضى يضع الشركات التى تنميها فى المنافسة مع شركات حصلت على أراضٍ فى وقت سابق بأسعار أقل وتنمية محفظتها من الأراضى الممتدة، اﻷمر الذى يمكنها من تقديم سعر أقل إلى جانب منافسة الدولة التى تنمى مشروعات لطبقات متوسطة بأسعار منافسة جداً وهو ما يزيد من صعوبة تنمية الأراضى المطروحة.
وفى المقابل برر مسئولو «المجتمعات العمرانية» تراجع الإقبال بوجود طروحات أخرى لمشروعات الشراكة وأراضى المزايدة بالمظاريف المغلقة وعدم إتاحة فترة زمنية كافية بين سحب كراسات الشروط وتقديم العروض.
وقالت مصادر بالهيئة لـ«البورصة»، إن أسعار الأراضى مناسبة خاصة أن القيمة البيعية للمتر المربع لم ترتفع بنفس النسبة السائدة فى القطاع العقارى كما أنها جاءت مقاربة للتقديرات التى وضعتها الهيئة لأسعار أراضى المظاريف المغلقة، والتى ستتنافس عليها الشركات وفقًا لأعلى سعر.
أضافت أن عدم إقبال الشركات على أراضى «القاهرة الجديدة» و”أكتوبر” يرجع لوجود أراضٍ فى الطروحات الأخرى بجانب امتلاك عدد كبير من الشركات محفظة عقارية لم يتم تنميتها بالمدينتين.
أوضحت المصادر، أن “المجتمعات العمرانية” كانت تستهدف مبيعات بقيمة 11.5 مليار جنيه لجميع القطع المطروحة ولكن المستهدف سينخفض لحوالى مليار جنيه فقط بعد الترسية على الشركات.
واستحوذت 4 مدن فى الصعيد على 19 عرضًا للمنافسة على 5 قطع مقابل 12 عرضاً فى 4 مدن أخرى للمنافسة على 4 قطع.
وتقدمت شركة الشرقيون للتنمية العمرانية بعرض وحيد للمنافسة على قطعة بمساحة 21 فداناً بمنطقة غرب الجامعات فى مدينة القاهرة الجديدة، فيما لم تتلق الهيئة عروض على 4 قطع أخرى بالمدينة بمساحات تتراوح من 12 فدانًا إلى 15 فدانًا رغم بيع حوالى 40 كراسة شروط.
وتلقت الهيئة 14 عرضاً للمنافسة على قطعتين بمساحة 4.8 و22 فداناً فى سوهاج الجديدة و3 عروض فى أسيوط الجديدة للفوز بقطعة واحدة وعرضاً وحيداً فى قنا الجديدة للحصول على قطعة 12 فداناً وعرضاً فى المنيا الجديدة للفوز بقطعة مساحتها 19 فداناً وعرضاً وحيداً فى دمياط الجديدة للفوز بقطعة 8 أفدنة و6 عروض فى الصالحية الجديدة للمنافسة على قطعة واحدة و4 عروض فى 15 مايو للمنافسة على قطعة بمساحة 4 أفدنة.
ولم تتلق الهيئة عروض لـ50 قطعة أرض فى 11 مدينة منها مدينة 6 أكتوبر رغم طرح 4 قطعة بمساحات 10 و31 و70 و402 فدان، كما لم تتلق عروض لأراضى مدن برج العرب والعاشر من رمضان والسادات وبدر وأسوان الجديدة والقرى السياحية والفيوم الجديدة وأخميم الجديدة وغرب قنا وغرب أسيوط.
طالب المهندس حسام مصطفى نائب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الهندسية للتنمية واﻻستثمار العقارى بتقييم نتائج الطرح الأخير لأراضى الوزارة والاستفادة منها فى خطط هيئة المجتمعات العمرانية المستقبيلة، خاصة أن الطرح تميز بتنوع الأنظمة وهو ما يتيح اختبارها والمفاضلة بينها واختيار أفضل للمطورين، والذى يحظى بإقبال ويتوافق مع متغيرات السوق وكذا تحديد المناطق الأعلى طلباً والتوسع فيها.
أشار إلى أن أراضى الشراكة المطروحة تحظى باهتمام كبير من المطورين وظهر ذلك فى عدد كراسات الشروط المباعة لأرض وكانت أحد العوامل فى تراجع الإقبال على اﻷراضى المطروحة بأنظمة أخرى ﻷنه النموذج الأنسب للتنمية فى المرحلة الحالية مع تراجع السيولة لدى الشركات وارتفاع قيمة الأرض ومخاطر تنميتها فى ظل اﻻرتفاع المستمر فى أسعار مواد البناء.
وقالت مصادر بهيئة المجتمعات “من بين أسباب تراجع الإقبال عدم وجود فترة كافية بين سحب الكراسات وتقديم العروض حيث بدأ البيع يوم 30 يوليو وانتهت مهلة تقديم العروض يوم 28 أغسطس الماضى والمهلة الزمنية حوالى شهر واحد فقط منها 5 أيام لتقديم العروض وهى فترة غير كافية لإعداد العروض الفنية والمالية، خاصة أن الهيئة باعت 127 كراسة شروط لحجز اﻷراضى”.
أضافت أن “المجتمعات العمرانية” ستدرس نتائج الطرح الأخير قبل الإعداد للطروحات المقبلة مع دراسة التوسع فى طرح أراضى الاستثمار العقارى بمدن الصعيد الجديدة لوجود إقبال ملحوظ من الشركات على شرائها.
أوضحت أن الهيئة بدأت تنمية مدن جديدة فى الصعيد منها “ناصر” و”غرب قنا”، كما يجرى الإعداد لتدشين مدن الأقصر الجديدة والفشن الجديدة وملوى الجديدة واستغلال مساحات الأراضى فى تنمية مشروعات استثمارية.
وتوقعت المصادر إقبال الشركات على طرح قطع أراضى المزايدة بالمظاريف المغلقة ومشروعات الشراكة مع القطاع الخاص.
وطرحت الهيئة 14 قطعة أرض عمرانية متكاملة بالمزايدة بالأظرف المغلقة، بمساحات من 10 إلى 105 أفدنة فى مدن 6 أكتوبر والعبور والشروق والشيخ زايد وأسوان الجديدة ودمياط الجديدة و13 قطعة بالشراكة بمساحات تتراوح بين 58 فداناً و2800 فدان فى مدن القاهرة الجديدة و6 أكتوبر والشيخ زايد وجنوب مارينا.
أرجع فريد شلبى رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للاستثمار العقارى الإقبال الكبير على أراضى الصعيد لانخفاض سعرها إلى جانب بحث المطورين عن أسواق جديدة فى ظل المنافسة الكبيرة فى المدن المحيطة بالقاهرة الكبرى وارتفاع أسعار الوحدات بها.
شدد على أن الصعيد يضم فرصاً كبيرة وتطلب من الدولة التركيز عليها وتقديم محفزات للشركات لضخ استثمارات بها وأن تضمن انظمة اخرى من الطروحات بما فى ذلك الشراكة والتى تركزت فى عدة مدينة ليس للصعيد نصيب منها إلى جانب إقامة فاعليات استثمارية تظهر الفرص والحوافز المقدمة للمطورين، خاصة مع إنشاء جيل جديد من المدن بالصعيد.