تشير التحليلات إلى أن إجمالى الأثر الاقتصادى لكأس العالم سيصل إلى مبلغ ضخم يقترب من 30 مليار دولار بحلول عام 2023.
ولكن شكك بعض الاقتصاديين فى هذه الارقام ووسيلة قياسها لجنى الفوائد الفعلية والملموسة المستمدة من العائدات لكل دولار وفرص العمل التى يتم توفيرها.
وقال الخبراء لموقع «أون مانوراما» الهندى إن الأموال التى تنفق على تطوير المرافق الرياضية يمكن استخدامها لتحقيق أهداف اقتصادية طويلة الأجل ويستشهدون بالتقييمات على مر السنين لقطاعات مثل السياحة والعمالة وتجارة التجزئة التى لا تظهر أى مكاسب قصيرة الأجل للبلد المضيف.
وعلى سبيل المثال توقعت شركة المحاسبة الدولية «جرانت ثورتون» أن كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا سيخلق مبلغ يقدر بحوالى 2.5 مليار دولار و1.50 ألف وظيفة وحوالى 800 مليون دولار من الضرائب الحكومية ولكن كانت الفوائد الفعلية أقل بكثير.
وتوجد براهين أخرى تشكك فى تحقيق العائد على المدى القصير ويتمثل فى الإنفاق الحكومى الذى يجب أن يساعد الناتج المحلى الإجمالى وبالتالى تعزيز النمو الشامل.
وقال المحللون إن إنشاء بنية تحتية رياضية هو نشاط اقتصادى «استثنائى» حيث يصعب بناء المرافق المتخصصة وتشغيلها.
وأوضح المحللون أن الدول المتقدمة تجنى فوائد أفضل من خلال استضافة كأس العالم أو الأولمبياد من البلدان النامية لأنها تحتاج فقط إلى ترميم المرافق القائمة.
وأوضح موقع «أون مانوراما» أن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» طلب من كولومبيا الدولة المضيفة لكأس العالم للشباب عام 2011 تأهيل 12 استادًا على الأقل فى جميع أنحاء البلاد وأن يكون الملعب الرئيسى قادراً على استيعاب 80 ألف مشجع وأن تكون الملاعب الفرعية كافية لاستيعاب 40 ألف على الأقل.
ولذالك أفاد المحللون بأن دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا سوف تستفيد أكثر من خلال عقد هذه البطولات الرياضية مقارنة بدول مثل الهند أو سريلانكا.
وكشفت البيانات أن البرازيل سجلت معدل تضخم أعلى بنسبة %6.3 خلال استضافة كأس العالم عالم 2014.
وبالنسبة لقطاع السياحة فقد انخفض عدد السائحين الوافدين إلى بكين ولندن على أساس سنوى فى عامى 2008 و2012 على التوالى أثناء استضافتهما لدورة الألعاب الأوليمبية.
وقال خبراء السياحة إن ارتفاع الأسعار وضعف الدعم الحكومى للقطاع يؤدى فى الواقع إلى إبعاد المسافرين التقليديين الدوليين والمحليين، ويستغرق الأمر بعض الوقت للصناعة لاستعادة سياحها المفقودون.
وحققت «الفيفا» 5 مليارات دولار من كأس العالم 2014 وتحصل اللجنة الأوليمبية الدولية على %70 من الحقوق التلفزيونية للألعاب ولذا فإن الهيئات المدنية الأكثر تنظيماً ودقةً تفشل فى الحصول على جزء من الأرباح.
وكشف بعض المحللين أن الفوائد غير الملموسة لحدث رياضى ضخم تتمثل فى 3 أمور أولها الشكل الجديد للملاعب وتأثير الإحساس الجيد والتغير فى الإدراك الدولى للبلد المضيفة للبطولة.
ومع ذلك نادراً ما يكون التأثير الاقتصادى وتحليل التكاليف وجنى العوائد مثبطات على روح كأس العالم أو دورات الألعاب الأوليمبية.