%60 من إنتاج «بى بى» غاز.. و%40 بترول بحلول 2020
أصبحت ثروات البترول العملاقة، فى الوقت الراهن، مرتبطة بشكل وثيق بالغاز الطبيعى أكثر من أى وقت مضى.
وعززت الشركات الكبرى بما فى ذلك «رويال داتش شيل»، و«بريتيش بيتروليوم» البريطانية حصتيهما من إنتاج الغاز فى السنوات الأخيرة، ما ساعدهما على تقليص الدور الريادى لـ«إكسون موبيل» كأكبر شركة بترول فى العالم.
وفى غضون ذلك، أضافت شركة «شيفرون» مشروعين أستراليين عملاقين للغاز الطبيعى المسال، وتواصل «إكسون» أعمالها بمشروعين رئيسيين فى بابوا غينيا الجديدة، وموزمبيق.
ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنَّ الغاز الطبيعى الذى يعتبر جسراً نظيفاً من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة يوفر أفضل نمو فى الطلب على المدى الطويل بين أنواع الوقود الأحفورى، وخاصة فى شكله السائل سهل النقل.
وفى الوقت نفسه، يأتى استكشاف الغاز بتكاليف مرتفعة وفترات سداد طويلة، وستصبح كيفية تعامل الشركات مع هذه القضايا محركات رئيسية للنجاح فى التقدم.
وقال ستيف هيل، نائب الرئيس التنفيذى لتجارة الغاز فى «شل»، أكبر منتج للغاز الطبيعى المسال فى العالم، إنَّ السوق ينمو بسرعة مع نمو الطلب على الغاز بشكل أسرع من الطلب الكلى على الطاقة، ولا نرى أن مصادر الطاقة المتجددة تمثل تهديداً للغاز.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنَّ الشركات العالمية والمسئولين من دول تجارة الغاز الطبيعى المسال بما فى ذلك قطر واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا سيناقشون ديناميكيات الغاز العالمية فى مؤتمر الغاز العالمى، المقرر عقده فى واشنطن الأسبوع الجارى.
ومن المرجح أن يتم تزويد السوق العالمى للغاز الطبيعى المسال بشكل جيد حتى عام 2022، ولذلك سينمو الطلب بنسبة %4 إلى %7 سنوياً بداية من عام 2023.
وقال بريان يونجبرج، المحلل فى صندوق «إدوارد جونز» وشركاه ومقره فى سانت لويس بولاية ميزورى، إنَّ الغاز يعد الجزء الوحيد الواضح للنمو فى منطقة الوقود الأحفورى.
ولكن مع هذا النمو يوجد نقص محتمل يلوح فى الأفق فى منتصف عام 2020 والذى لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال اتخاذ قرارات بشأن مشاريع التصدير الجديدة خلال العامين المقبلين.
وأوضحت الوكالة، أنَّ عملية شراء شركة «شل» لمجموعة «بى جى» بأكثر من 50 مليار دولار فى عام 2016 وقت انهيار أسعار البترول والغاز كانت فى المقام الأول شراءً لأصول الغاز.
وتبلغ قدرة شركة «شل» للغاز الطبيعى المسال فى الوقت الحالى ضعف حجم أقرب منافسيها وربما يكون قد ساعد على تعزيز القيمة السوقية للشركة.
وقال نورم ماكدونالد، مدير صندوق فى «إنفيسكو ليمتد»، إنَّ الشركة تحصل على معدل عائد أعلى بكثير؛ لأن تلك الأصول كانت منخفضة نوعاً ما عندما كان الجميع يركز فقط على البترول.
وتخضع شركة «بى بى» لعملية توسيع قطاع الغاز وبحلول عام 2020 تتوقع الشركة البريطانية الكبرى، أن تنتج نحو %60 من الغاز، و%40 من البترول لتعكس استراتيجيتها القائمة منذ 2014 على توسيع استثمارات البترول.
وأوضح المدير المالى للشركة بريان جيلفارى، فى مقابلة مع وكالة «بلومبرج»، أنه فى العام الماضى كان 6 من مشاريع الشركة البريطانية السبعة الرئيسية تسعى لتوسيع استثمارات الغاز.
وقال توم إلكوت، كبير الباحثين فى شركة «وود ماكنزى»، إنَّ هذه الأصول كانت معرضة لخطر كبير من الأسواق المالية، ولكن الكثير من تلك المخاطرة قد تم التخلى عنها فى الوقت الراهن، وأصبحت تجنى مولدات نقدية ضخمة للشركة.
وكشفت البيانات، أنَّ أداء شركات البترول العملاقة كان الأسوأ خلال السنوات الخمس الماضية، ولكنها تغلبت على ذلك، بعد أن جعلت الغاز جزءاً أساسياً من استراتيجيتها لإعادة بناء محفظة أصولها الأولية التى تعانى الانخفاض.
ومن المحتمل أن تكون المصادر الرئيسية لصادرات الغاز الطبيعى المسال الجديدة من الولايات المتحدة وقطر وموزمبيق وبابوا غينيا الجديدة، وتمتلك «إكسون» استثمارات غاز كبيرة فى كل هذه الدول.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة «إكسون موبيل» دارين وودز، فى مقابلة الشهر الماضى، إنَّ الشركة أصبحت أقل قلقاً بشأن المنافسة؛ حيث إن امتلاكها أصولاً أقل تكلفة سيجعلها تنجو من تقلبات الأسعار التى تؤثر على السوق مع مرور الوقت.
وكشفت بيانات الوكالة الأمريكية، أنَّ شركة «إكسون» تنتج حوالى %55 بترول و%45 غاز فى الوقت الراهن، ولا تتوقع أن يتغير هذا الأمر بشكل كبير، ولكنه قد يتحول قليلاً مع ظهور المشروعات الكبرى.
وقال «جولدمان ساكس»، إنه يجرى تحدى نموذج أعمال فى الوقت الراهن مع نمو الطاقة المتجددة، ونجاح المستقلين فى إنتاج البترول الصخرى، مؤكداً أن وزن المنتجين الرئيسيين فى مؤشرات الأسهم العالمية بلغ الآن أدنى مستوى فى 50 عاماً.