في البداية كل عام ونحن بخير.. حيث يمكننا الاحتفال بمرور 10 سنوات على الأزمة العالمية في أغسطس عام 2008. لكن ما يحدث في العالم هذه الأيام يجعل البعض منا في حيرة بين الفرح والقلق على ما ستنتج عنه هذه الأحداث. بدأ الأمر بالأزمة بين الصين وأمريكا وحرب العملات ثم إلى تواجد التحالفات متبوعا بأزمة الأسواق الناشئة التي نتجت عن هذا الصراع والسياسات النقدية المتبعة من الفيدرالي الأمريكي.
ومن ناحية أخري، الأزمة السياسية التي تشهدها أمريكا الآن والتي بالطبع ستؤثر على كل دول العالم تباعا.
وبالبحث في تاريخ الأزمات المالية العالمية، نجد ان الأزمة السابقة لأزمة 2008 هي 1998 (قبل عام 2008 بـ10 سنوات) والتي عرفت بتسم “الأزمة الآسيوية” حيث بدأت في تايلاند.
وعلى الرغم من أن هذه الأزمة لم تكن عالمية بالمعنى الذي شاهدناه في عام 2008 إلا أنها أثرت على الدول الناشئة وضعفت معدل النمو العالمي (ومن الملاحظ تقارب مؤشرات هذه الأزمة مع مؤشرات الاقتصاد التركي هذه الأيام).
و قبل “الأزمة الآسيوية” بـ10 سنوات أيضا، عام 1988، الأزمة التي عرفت بـ”الاثنين الأسود”.
حيث انهارت بورصات العالم ذلك اليوم بداية من بورصة هونج كونج والتي كان من أسبابها انخفاض أسعار البترول وانهيار منظمة الـ”OPEC”.
وعلى واقع بحثي بسيط عبر محرك البحث “Google”، نجد أن كل 10 سنوات تتكرر الأزمات المالية العالمية على مدى 111 عاما (مائة وأحد عشر عاما). وسنستعرضعها في السطور التاليه:
* 2008: الأزمة العالمية المعروفة.
* 1998: الأزمة الآسيوية.
* 1988: أزمة الاثنين الأسود.
* 1978: أزمة البترول وزيادة أسعاره.
* 1968: أزمة الدولار وكان سببها عجز في الموازنة الأمريكية… لأن ساعتها الدولار كان مربوطا بالذهب وباقي العملات مربوطه بالدولار.
* 1958: أزمة عالمية حدثت بسبب انخفاض معدلات الطلب على المنتجات الأمريكية.. سواء من الأمريكان أو العالم بعد الحرب العالمية الثانية.
* 1948: أما هذه الأزمة فحدثت بعد تطبيق خطة إصلاح اقتصادي غير مناسبة كان يقودها الرئيس الأمريكي ترومان.
* 1938: وهذه أزمة كانت شبيهة جدا بأزمة أغسطس 2008 لأن الاقتصاد كان منتعشا قبلها بـ3 سنوات.
* 1928: الأزمة المعروفة بالكساد الأعظم “Great Depression”… وهي قريبة في مدتها من أزمة 2008.
* 1918: أزمة ما بعد الحرب العالمية الاولى.
* 1908: أزمة الهلع المالي “Financial Panic” .. وبدأت بانهيار شركتين كبريين في البورصة.
من التاريخ، هناك أزمة عالمية تحدث كل 10 أعوام، ويتوقع حدوث أزمة عالمية جديدة في عام 2018-2019؛ وتأييداً لهذه الطريقة في التحليل التي تعتمد على نظرية التكرار والتحليل الفني، فإن ما تعانيه دول العالم الأن (سواء دول نامية أو متطورة أو دول أسواق ناشئة) من أزمات اقتصادية تتبعها أزمات سياسية تدعي إلى الاتفاق مع هذا التحليل.
وسأكمل في مقال آخر كيف ستؤثر الأزمة المالية العالمية القادمة على حياتنا كأفراد دون مبالغة.
ليبقى السؤال، هل حقا هي صدفة تحرك العالم كل عشرة أعوام نحو أزمة مالية عالمية؟








