جاء انهيار الليرة وانتهى قبل أكثر من عام، لكن التشوهات التي خلفها كان وراءها تحوطًا مفاجئًا ضد التضخم وانخفاض أسعار الفائدة في تركيا.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن الملايين من الأتراك تهافتوا على شراء السيارات المستعملة، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع أسعارها في وقت كان فيه التضخم وانخفاض قيمة العملة يهدرون المدخرات.
وعلى مدى العامين الماضيين، ارتفع متوسط سعر السيارات التي تعمل بالبنزين بأكثر من الضعف وارتفع بنسبة هائلة بلغت 120% بالنسبة لمركبات الديزل الأكثر شعبية في تركيا.
وقال سامي ناكار أوغلو، الذي يدير موقعًا على الإنترنت لبيع السيارات المستعملة إنه من دون معرفة متى ستنتهي الأزمة، لم تصدر الشركات التي تتعامل في السيارات الجديدة طلبات جديدة كافية لتجديد المخزونات بعد نفاد مخزونها.
وبمجرد أن بدأت الأسعار في الانخفاض وتزايد الطلب من المستهلكين، لم يكن لدى تركيا ما يكفي من السيارات الجديدة لسد احتياجات الطلب المتزايد.
وكشفت بيانات وكالة أنباء “بلومبرج” أنه في ديسمبر الماضى شكلت السيارات المستعملة 95% من جميع المركبات التي تباع في تركيا.
وقال ناكار أوغلو: “لقد كنت أعمل في مجال السيارات المستعملة منذ 11 عامًا ، ولم أر شيئًا كهذا مطلقًا”.
يأتى ذلك بعد أن تباهى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضى بالمكاسب من شراء السيارات الجديدة كإشارة إلى أن الاقتصاد عاد إلى المسار الصحيح بعد الركود.
لكن السيارات المستعملة هي التي تسير بخطى سريعة، حيث تم شراء 6.23 مليون وحدة في العام الماضي أي أكثر بخمس مرات مقارنة بالعام 2017.
وعلى النقيض من ذلك، تقلصت مبيعات السيارات الجديدة بمقدار النصف تقريبًا في نفس الفترة إلى حوالي 387 ألف سيارة.
أشارت الوكالة الامريكية إلى انه أصبح من السهل الحصول على التمويل لأي شخص ينقصه نقود، بعد أن خفض البنك المركزي أكثر من نصف تكاليف الاقتراض الأساسية منذ التعيين المفاجئ لمحافظ جديد في يوليو الماضى مما أدى إلى انخفاض أسعار الفائدة على الودائع والقروض.
وتراجع متوسط المعدل السنوي على قروض السيارات بأكثر من 20 نقطة مئوية منذ سبتمبر 2018 إلى أقل من 14% في نهاية يناير الماضى.
وأشارت “بلومبرج” إلى أنه غالبًا ما تكون السيارات المستعملة هي الخيار المفضل، حتى لو كان ذلك يعني الشراء في فترة جنون الأسعار.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار كل من السيارات الجديدة والمستعملة، فإن الأتراك يختارون بأغلبية ساحقة السيارات المستعملة والسبب في ذلك جزئيًا هو أن المركبات الجديدة تتطلب استثمارًا أوليًا أكبر ثم تفقد القيمة بسرعة أكبر.
وأوضح ناكاروغلو: “حتى مع ارتفاع الأسعار اليوم، لا أعتقد أن العملاء الذين يشترون السيارات المستعملة سيخسرون المال بل ربما تحول هذا بالفعل إلى أداة للاستثمار”.
وقال تويجون أوناران، رئيس أبحاث الأسهم في “أوياك سيكيوريتيز” في إسطنبول إن الطفرة قد لا تدوم لفترة أطول من اللازم حيث إن الأسعار المرتفعة للسيارات الجديدة وندرتها سيزيد معدل الطلب.
وأضاف: “لن يكون من الصواب أن نعتبرها أداة استثمارية. فإذا كانت أسعار المركبات الجديدة جذابة وزاد المعروض منها فمن المرجح أن نرى تراجعًا في سوق السيارات المستعملة”.







