أعلن التليفزيون المصرى عن وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.
وكانت قد أعلنت وسائل إعلام مصرية عن وفاة الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك بعد معاناته لسنوات من المرض، وفى الوقت نفسه لا تزال عائلة الرئيس الأسبق ملتزمة بالصمت، ولم تصدر أى بيان رسمى بشأن الوفاة.
يذكر أن علاء مبارك كشف عن أن والده، الرئيس الأسبق حسني مبارك، يتواجد داخل غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات، نتيجة إصابته بوعكة صحية.
وتوفى مبارك عن عمر يناهز 92 عاماً بعد معاناته لسنوات مع المرض ودخوله العناية المركزة،.
ومبارك تولى رئاسة مصر فى عام 1981 وحتى عام 2011، وامتدت فترة حكم مبارك لمصر على مدى 3 عقود، مما يجعلها الأطول منذ 1952 العام الذى أطيح فيه بالنظام الملكى.
وفى 14 أكتوبر 1981 أدى محمد حسنى مبارك اليمين الدستورية كرئيس لمصر، وأعيد انتخابه رئيساً للبلاد فى استفتاءات شعبية عليه كمرشح أوحد أعوام 1987، و1993 و1999، حيث كان الدستور يحدد فترة الرئاسة بـ6 سنوات دون حد أقصى لمرات الانتخاب.
وفى عام 2005 أقدم مبارك على تعديل دستورى جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السرى المباشر وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب وأعيد انتخابه بتفوق كاسح على منافسيه.
وواجهت سياساته مصاعب كثيرة، فعلى الصعيد الداخلى لم يتمكن من حل معضلات متأصلة مثل البيروقراطية الواسعة الانتشار والبطالة العالية والتضخم المتفاقم والتنامى السكانى السريع، لكن عهده شهد تنفيذ مشروعات كبرى مثل مترو الأنفاق وتوشكى والتوسع فى المدن الجديدة.
قاوم مبارك المطالب بإجراء إصلاحات سياسية على مدى السنين، إلا أن تطبيق إصلاحات خاصة كان فى ولايته الخامسة ولكن ذلك لم يمكنه من تفادى الانتقادات بشأن ما يصفه معارضوه بـ “الشلل السياسى وغياب الرؤية الشاملة وانتشار الفساد والبيروقراطية”، كما اعتبر الكثيرون أن تلك الإصلاحات جاءت لتسهيل عملية تثبيت ابنه الأصغر جمال فى الحكم من بعده.
وتواصلت الاعتراضات على سياساته وخصوصاً ما يخص نيته توريث الحكم إلى نجله جمال مبارك الذى سعى للعب دور سياسى عبر تولى منصباً مهماً فى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم، لكن مبارك الأب كان ينفى باستمرار نيته توريث ابنه.
خلال سنوات ولايته الخامسة تعرض لضغوط داخلية متزايدة لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وتصاعد مد المعارضة بعد انتخابات مجلس الشعب فى نوفمبر عام 2010، والتى أسفرت عن انتخاب برلمان يسيطر عليه الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم بأغليبية كاسحة تزيد على 90%.
وكانت المحطة الأبرز على الإطلاق بعلاقة مبارك بالشعب فى الـ25 من يناير عام 2011 عندما اندلعت احتجاجات فى مصر، ضمن موجة احتجاجات فى المنطقة، مطالبة بإسقاط حكمه، وهو ما حدث بعدها بأسبوعين، فى الـ11 من فبراير.
حاول مبارك الاستقرار فى شرم الشيخ، لكن المطالب بتقديمه لمحاكمات عن الجرائم التى ارتكبت ضد المحتجين فى يناير وفبراير من ذلك العام وجدت صدى، وجرى تقديمه لمحاكمات هو وعدد من رموز حكمه.
ومن بين كل المحاكمات التى خاضها مبارك، جرى تبرئته من جميع التهم، باستثناء واحدة هى تهمة فساد القصور الرئاسية، والتى أدين فيها هو ونجليه، وأمضى جزءاً من فترة العقوبة فى مستشفى تابع للقوات المسلحة.
وقبل أن يشارك فى الحياة السياسية عام 1975 كان مبارك قائد للقوات الجوية من أبريل عام 1972، وهى الفترة التى شهدت حرب أكتوبر عام 1973، وجرى تكريمه وترقيته من الرئيس أنور السادات على دور القوات الجوية فى الحرب.
وفى عهد مبارك تمت استعادة الأراضى المصرية التى كانت تحتلها إسرائيل وانسحبت من كامل سيناء فى أبريل 1982 وتم حل الخلاف الحدودى حول طابا بالتحكيم الدولى وانسحبت إسرائيل منها عام 1989.
وعادت العلاقات المصرية إلى طبيعتها مع الدول العربية بعد انقطاع دام سنوات فى أعقاب توقيع مبادرة السادات للسلام مع إسرائيل وعادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية وعاد مقرها إلى القاهرة بعدما نقل مؤقتاً إلى تونس، وشارك إلى جانب الكويت والسعودية فى حرب الخليج الثانية، لكنه اتخذ موقفاً معارضا من حرب الكويت عام 2003.
ويقول منتقدو مبارك، إن أكبر الأخطاء التى ارتكبها كان “تجريف” الحياة السياسية والقضاء عليها عمليا، عبر الالتزام بتعددية حزبية شكلية ذات نخب مقربة من الحكم عبر امتيازات تبقيهم ضمن النظام، بينما أحكم قبضته على الحكم بدون أن يسمح بظهور قوى سياسية ذات أجندة معارضة بشكل حقيقى.








