تقدم عدد من مزارعى قصب السكر فى مركز نجع حمادى بمحافظة قنا، بطلب إلى وزارة التموين والتجارة والداخلية؛ لرفع سعر توريد طن قصب السكر إلى ألف جنيه مقابل 720 جنيهاً حالياً؛ نظراً إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من أسمدة ومبيدات وأيدٍ عاملة مؤخراً، فضلاً عن ثبات سعر التوريد منذ فترة طويلة عند هذه القيمة.
وقال خالد عبدالغفار، أحد مزارعى قصب السكر بمركز نجع حمادى، إنَّ مزارعى قصب السكر ليس لديهم ائتلاف يمثلهم أمام الحكومة لمعرفة مطالبهم وحل المشكلات التى تواجههم، لذلك تقدم عدد من المزارعين بطلب إلى وزارة التموين لإعادة النظر فى أسعار توريد قصب السكر إلى مصنع نجع حمادى التابع لشركة السكر والصناعات التكاملية.
وأضاف «عبدالغفار» لـ«البورصة»، أن سعر الطن يتراوح بين 600 و720 جنيهاً للطن منذ ما يقرب من 5 سنوات رغم الزيادات الكبيرة فى أسعار مدخلات الانتاج والأيدى العاملة، الأمر الذى دفع المزارعين إلى المطالبة بتسعير الطن مجدداً بحد أقصى 1000 جنيه حتى يتمكن المزارع من تلبية احتياجاته المعيشية الأخرى.
ويرى محمد الرمحى، مزارع قصب، أنَّ محافظة قنا تشتهر بزراعة قصب السكر؛ نظراً إلى تكيف هذا النوع من المحاصيل مع البيئة المناخية، بالإضافة إلى مقاومته الأمراض الزراعية، وبالتالى فإن دعم المزارعين له يحتاج إلى تدخل الدولة خلال الفترة الحالية.
ولفت إلى أنه تقدم بشكاوى كثيرة إلى مجلس النواب بشأن إعادة النظر فى أسعار التوريد، ومساعدة المزارعين فى التصدى لتراجع إنتاجية الفدان من القصب إلى 35 طناً مقابل 40 و45 قبل عامين.
وأوضح أن تكلفة زراعة الفدان تصل إلى 27 ألف جنيه، وهذه قيمة مرتفعة مقارنة بسعر التوريد الذى يتراوح بين 680 و720 جنيهاً بحد أقصى للموسم الحالى.
وقدَّم السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، مذكرة للجنة الاقتصادية بمجلس الوزراء، تتضمن دراسة عن تكاليف زراعة الفدان من محصول القصب، والتى قفزت إلى 27 ألف جنيه للفدان الموسم الجديد، مقابل 22 ألفاً العام الماضى؛ بسبب ارتفاع تكلفة التسميد والعمالة والجمع وغيرها، الأمر الذى يستوجب معه زيادة أسعار التوريد من المزارعين إلى الحكومة.
وقال المهندس الظافر أحمد توفيق، رئيس مصانع سكر نجع حمادى، إنَّ تحديد أسعار التوريد يرجع إلى الحكومة وتعمل شركة التكاملية للسكر على مساعدة المزارعين فى زيادة إنتاجية الفدان كنوع من الدعم والمساندة.
ولفت إلى أن الشركة بها إدارة للقصب وهى مسئولة عن تقديم إرشادات للمزارعين، بالإضافة إلى توفير المبيدات بالتقسيط أو الأجل للمزارع بضمان المصنع، إلى جانب محطة أبحاث لزراعة القصب بحيث يتم توفير سلالات مناسبة وزراعة الأنسجة للحصول على سلالات نظيفة ونقية من الأمراض.
وتوقع الظافر توريد نحو مليون و250 ألف طن قصب بنجع حمادى فقط، حيث تعّصر مصانع المحافظة نحو 4 ملايين طن بإنتاجية 500 ألف طن سكر، تتنوع بين السكر الأبيض والسكر البنى والمولاس.
وعقدت لجنة الصناعة بمجلس النواب مؤخراً، اجتماعًا لمناقشة طلب إحاطة مقدم من النائبين على أحمد على ومجدى الوليلى، موجّه لكل من رئيس الوزراء ووزير البترول ووزير الزراعة ووزير التموين بشأن تدهور صناعة السكر فى مصر بسبب استيراد السكر الخام وإعادة تدويره وإغراق السوق المحلى، ما يؤدى إلى وقف الشركات عن دفع أسعار البنجر وقصب السكر الذى بدوره يؤثر على الفلاح المصرى بجانب خسائر الشركات التى يتحملها الفلاح.
وحذر النائب مجدى الوليلى، عضو مجلس النواب، الشركة القابضة للصناعات الغذائية من تأخر تطوير شركة السكر والصناعات التكاملية التابعة لها، نظراً إلى اعتبار السكر من السلع الاستراتيجية والحفاظ عليه يتطلب جهداً كبيراً من قِبل الحكومة.
وأضاف الوليلى فى تصريح سابق لـ«البورصة»، أن شركات قطاع الأعمال العام لا بد أن تواكب التغيرات الجديدة فى السوق حتى لا يكون مصيرها التصفية كما حدث مؤخراً لشركة الحديد والصلب والقومية للأسمنت.
