أكدت فرانشينا أرمنجول سبب أهمية موسم السياحة الصيفى كثيراً لجزر البليار الإسبانية، عندما كشفت عن الدمار الاقتصادى الذى أحدثته جائحة كورونا، حيث انهار الناتج الاقتصادى بنسبة 24% العام الماضى.
وقالت زعيمة الأرخبيل الذى يضم مايوركا ومينوركا وإيبيزا، والذى يجتذب فى العام الجيد 14 مليون زائر أجنبى، إن «الاقتصاد توقف تماماً».
وعشية الموسم السياحى الجديد، تم افتتاح حوالى خمسة فنادق المنطقة البالغ عددها 1000 فندق فقط.
تبرز محنة جزر البليار حتى فى إسبانيا، التى سجلت أسوأ نمو فى العالم الصناعى العام الماضى، لكن هذه المحنة تتقاسمها مع الجزر الإسبانية واليونانية الأخرى المتضررة اقتصادياً من الوباء والتى تستعد للعودة إلى السياحة الجماعية على أمل أن تكون خلاصهم من تداعيات الوباء.
وأشارت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى أن السياح الألمان بدأوا العودة بالفعل، لكن الفرق بين النجاح والفشل قد يكمن فى استعادة الزوار من المملكة المتحدة.
وقالت إسبانيا يوم الجمعة إنها ستستقبل السياح البريطانيين مرة أخرى اعتباراً من 24 مايو، كما أن اليونان فتحت أبوابها أمام السياح البريطانيين الشهر الماضى.
ومع ذلك، لا يزال كلا البلدين يقع خارج «القائمة الخضراء» الخاصة بالوجهات التى يمكن لمواطنى المملكة المتحدة السفر إليها دون اختبارات صارمة ومتطلبات حجر صحى.
قبل الموسم السياحى، تتخذ الجزر الإسبانية واليونانية مسارات مختلفة، حيث انتظرت إسبانيا وقتاً أطول للانفتاح على السياح البريطانيين رغم أنها لا تزال تستبق توجيهات الاتحاد الأوروبى الرسمية.
أما بالنسبة لليونان، فهى تمضى فى طريقها الخاص، حيث فتحت أبوابها مبكراً. كما أنها تلقح الأفراد فى الجزر المعتمدة على السياح قبل بقية السكان، وتقبل الزوار الأجانب الذين تم تطعيمهم بجرعات لم توافق عليها بعد هيئة الرقابة الدوائية فى الاتحاد الأوروبى.
وقالت أرمنجول: «بعض الوجهات تلعب ألعاباً غير مسئولة، وفى بعض الأحيان هناك مقترحات غير مسئولة. الصحة العامة أمر أساسي».
كما أنها سلطت الضوء على قيود كوفيد الصارمة فى جزر البليار- والتى تأتى على النقيض تماماً مع مدريد التى سعت إلى تخفيف القيود- فضلاً عن القيود المفروضة على العبور من وإلى البر الرئيسى.
وسجل معدل الإصابة لمدة 14 يوماً فى جزر البليار أقل من ثلث معدل الإصابة فى إسبانيا ككل، بينما معدل الإصابة لمدة سبعة أيام أقل بشكل طفيف من معدلات المملكة المتحدة.فى ضوء هذه الإحصاءات، تدفع إسبانيا، المملكة المتحدة لتقييم سلامة الوجهات على أساس إقليمى وليس وطنياً، معتقدة أن ذلك سيسمح للمسافرين البريطانيين- ثانى أكبر مصدر لسياح جزر البليار بعد ألمانيا والمصدر الرئيسى لإسبانيا ككل- بالعودة إلى الجزر وأماكن أخرى.
وتعد عودة السياح البريطانيين أمراً حيوياً من الناحية الاقتصادية بالنسبة لكل من إسبانيا واليونان، اللتين سجلتا انخفاضاً بنحو 80% فى أعداد السياح خلال العام الماضى، كما أنهما تسعيان للعودة هذا العام إلى حوالى نصف مستويات عام 2019.
فى الأوقات العادية، تمثل السياحة حوالى 12% من الناتج المحلى الإجمالى الإسبانى، فى حين أنها تمثل فى اليونان حوالى خُمس الناتج.
مع وجود الكثير على المحك، قالت اليونان فى أبريل، إنَّ السائحين البريطانيين موضع ترحيب، ثم تم تمديد هذا الأمر ليشمل جميع الدول فى مايو الجاري.
كما أنها أول دولة فى الاتحاد الأوروبى تسمح للأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح «سبوتنيك فى» الروسي، الذى لم يوافق عليه بعد منظم الأدوية فى الكتلة أو منظمة الصحة العالمية، بالدخول دون الحجر الصحى.
فى الوقت نفسه، تعتمد اليونان على استراتيجية التطعيم الخاصة بها لضمان بقاء النقاط الساخنة السياحية آمنة، فقد تم بالفعل تطعيم سكان 32 جزيرة يونانية صغيرة بالكامل وإعلانها كأول مناطق «خالية من كوفيد» فى البلاد. وتستهدف الحكومة تطعيم 36 جزيرة أخرى متوسطة الحجم بشكل كامل بحلول نهاية مايو و19 جزيرة أكبر بحلول نهاية يونيو.
وعلى أى حال، تتطلع اليونان إلى ما هو أبعد من ذلك، فبحلول نهاية الشهر سيكون لديها عدد رحلات جوية من الولايات المتحدة أكثر مما كانت عليه قبل الوباء.







