كان الانتعاش الاقتصادى السريع فى الصين ناجحا للغاية لدرجة أنه تسبب فى نقص الطاقة فى العشرات من مراكز التصنيع فى جنوب البلاد.
وأصدرت الصين أوامر للمصانع فى جميع أنحاء المدن مثل قوانغتشو وفوشان ودونغقوان، المعروفة بإنتاج منتجات استهلاكية عالمية ومنتجات عالية التقنية، باستخدام طاقة أقل وحتى الإغلاق لمدة تتراوح بين يوم و3 أيام فى الأسبوع لتخفيف النقص فى الطاقة.
وقال كلاوس زينكل، رئيس غرفة التجارة الأوروبية فى جنوب الصين، إن حوالى 100 من شركات المنظمة قد تأثرت وان المزيد من النقص قد يكون له تأثير سلبى على الاستثمار الأجنبى فى المنطقة.
وأضاف: “أصبحت الشركات مشغولة للغاية ولديها الكثير من الطلبيات بعد الانتعاش الاقتصادى بعد الوباء، والآن طُلب من البعض الإغلاق ثلاثة أيام أسبوعياً، فهذه مشكلة بنية تحتية تحتاج إلى معالجة على الفور”.
وفى حين تكافح الاقتصادات الأخرى للعودة إلى النمو، فاق الطلب القياسى على الطاقة من المصانع والصناعة العرض فى محافظة قوانغدونغ.
وقد تفاقمت المشكلة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكذلك انخفاض هطول الأمطار فى محافظة يونان، التى تعتمد قوانغدونغ جزئياً عليها فى الطاقة الكهرومائية، حسبما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وقال المحللون إن أهداف الحكومة المركزية للانبعاثات الكربونية جعلت الحكومات المحلية مترددة فى توسيع اعتمادها على الطاقة التى تعمل بالفحم مما أجبر المسئولين على اعتماد نظام الحصص فى توزيع الكهرباء بدلاً من ذلك.
وقالت لارا دونج، من شركة “آى إتش إس ماركيت” لخدمات البيانات، إن القيود المفروضة على واردات الفحم والإنتاج المحلى كانت أيضاً عاملاً مساهماً فى النقص.
وتشعر المصانع بالقلق من أنها لن تتمكن من تلبية طلباتها فى الوقت المناسب بعد أن قالت شركة الشبكة الكهربائية الوطنية لجنوب الصين مؤخراً إن 21 مدينة ومنطقة فى جميع أنحاء قوانغدونغ سيتم تضمينها فى اعتماد نظام الحصص أو القيود على الاستخدام، وسيتعين على الشركات الحد من إمدادات الطاقة أو سيتم قطع الكهرباء عنها.
وقال مايك وانج، مدير أحد مصانع الإلكترونيات التى تعانى من النقص، إن الموظفين كانوا “يتعرقون بغزارة” خلال 36 يوما، نظراً لعدم تمكنهم من تشغيل مكيفات الهواء والمراوح دون تجاوز حدود استخدام الطاقة.
وأوضح وانج أن نقص الطاقة أعاق كفاءة مصنعه بنسبة تتراوح بين 20% و30%، لذا فهو يشعر بالقلق ولا يعرف كيف يمكن أن يشرح للعملاء أن طلبياتهم يمكن أن تتأخر.
وشهدت الصين واحدة من أسرع معدلات التعافى الاقتصادى فى العالم من الوباء، والذى كان مدفوعاً بشكل أساسى بقطاعى الصناعة والتصنيع، فقد نما اقتصاد الصين بنسبة 18.3% فى الربع الأول من عام 2021 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، رغم تعزيز معدل النمو بنسبة منخفضة فى أوائل عام 2020.
وفى الفترة من يناير إلى أبريل، ارتفع إجمالى استهلاك الكهرباء لمجموعة من المدن فى قوانغدونغ وهونج كونج وماكاو، والتى تعرف باسم “منطقة الخليج الكبرى”، بنحو 30% على أساس سنوى.
وتتعرض المحافظات الصينية لضغوط لتقليل كثافة الطاقة لديها، كجزء من جهود الحكومة المركزية للوصول إلى ذروة الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030 والوصول إلى “الحياد الكربونى” بحلول عام 2060.








