جذبت اسكتلندا حصة أكبر من مشاريع الاستثمار الأجنبى المباشر فى المملكة المتحدة، العام الماضى، على الرغم من مساعى حكومة الحزب الوطنى الأسكتلندى المتجددة للاستقلال، والتى يقال إنها رادعة للمستثمرين الدوليين.
ووجدت دراسة استطلاعية أجرتها شركة الخدمات المهنية «إرنست آند يونج»، أن عام 2020 شهد ظهور 107 مشاريع للاستثمار الأجنبى المباشر فى أسكتلندا، بزيادة قدرها 6% على عام 2019.
وهذه الزيادة تتناقض بشكل حاد مع انخفاض بنسبة 12% فى المملكة المتحدة ككل، و13% فى جميع أنحاء أوروبا، حسبما نقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وأشارت سلسلة من استطلاعات الرأى للناخبين فى اسكتلندا، العام الماضى، إلى أن دعم الاستقلال يتفوق على البقاء فى المملكة المتحدة، وزودت حكومة الحزب الوطنى الأسكتلندى المفوضة فى إدنبرة من الحجم الضغوط المفروضة لإجراء استفتاء ثانٍ بشأن هذه القضية.
وفى عام 2014، تراجعت حصة اسكتلندا من مشاريع الاستثمار الأجنبى المباشر فى المملكة المتحدة فى هذا العام الذى انعقد فيه الاستفتاء الأول على الاستقلال، قبل أن تنتعش مرة أخرى فى عام 2015؛ حيث أيد الناخبون البقاء داخل المملكة المتحدة بنسبة 55% إلى 45%.
وقالت «إرنست آند يونج» إن اسكتلندا عززت مكانتها كأكثر مواقع الاستثمار الأجنبى المباشر جاذبية فى المملكة المتحدة خارج لندن خلال العام الماضى؛ حيث استحوذت على 11% من المشاريع، بارتفاع من 9% فى عام 2019.
جدير بالذكر، أن نمو عدد المشاريع كان مخالفاً للتأثير العالمى المتوقع من تفشى جائحة كورونا المميت.
وقال ألى سكوت، الشريك الإدارى لدى شركة «إرنست آند يونج» فى أسكتلندا، إنَّ أسكتلندا تبدو وكأنها حققت أداءً رائعاً فى ظل البيئة الأكثر تحدياً التى يواجهها العالم للاستثمار الأجنبى المباشر.
وصنفت شركة «إرنست آند يونج» إدنبرة كأفضل مدينة تقع داخل المملكة المتحدة وخارج لندن من حيث الاستثمار الأجنبى المباشر؛ حيث تحتوى تلك المدينة على 36 مشروعاً، فى حين احتلت جلاسكو المرتبة الخامسة بحصيلة 23 مشروعاً، وأبردين فى المرتبة السابعة بـ13 مشروعاً.
وقالت الشركة، إنَّ القطاعات الرئيسية للاستثمار الأجنبى المباشر فى اسكتلندا كانت تتمثل فى التكنولوجيا الرقمية مع 19 مشروعاً، فى حين أن الأغذية الزراعية كانت حصيلتها 14 مشروعاً، وخدمات الأعمال 11 مشروعاً.
وأوضحت «فاينانشيال تايمز»، أن الاستثمار الأجنبى المباشر يأتى عندما ينشئ المستثمر مصلحة كبيرة ودائمة فى مؤسسة يقع مقرها الرئيسى فى بلد آخر.
وقالت مؤسسة «سكوتيش إنتربرايز»، وهى وكالة التنمية الاقتصادية الوطنية، إنَّ الشركات العالمية انجذبت إلى أسكتلندا بفضل جودة القوى العاملة لديها، بالإضافة إلى قاعدة التكلفة التنافسية والجامعات ذات المستوى العالمى وبيئة الأعمال الداعمة.
وقالت «إرنست آند يونج»، إنَّ الدراسة الاستقصائية شملت 570 من «صناع القرار» فى مجال الأعمال التجارية الدولية. ووجدت أن 15% من المستطلعين صنفوا أسكتلندا باعتبارها الجزء الأكثر جاذبية فى المملكة المتحدة لتأسيس الأعمال، بعد لندن التى استحوذت على تأييد 25% من المستطلعين، لكن ارتفاعاً من نسبة 7% التى أعلن عنها فى عام 2019.
وكشفت الحكومة الاسكتلندية فى أكتوبر عن استراتيجية استثمار داخلى تسعى إلى جذب 50 شركة عالمية رائدة إلى البلاد، وتعطى الأولوية لتسعة «مجالات للفرص» تتراوح من الخدمات الرقمية إلى استغلال الفضاء.
ووصفت هذه الخطة على أنها تحول أساسى فى نهج جذب الاستثمار من الخارج وأجزاء أخرى من المملكة المتحدة.
كما أن هذه الخطة تشير إلى أنه من المتوقع أن تشارك الشركات فى «القيم الأساسية» للحكومة الأسكتلندية مثل المعاملة العادلة للموظفين والحد من الانبعاثات الكربونية.
وقالت الحكومة الاسكتلندية، إنَّ الدراسة الاستطلاعية التى أجرتها «إرنست آند يونج» أظهرت تمتع البلاد بقاعدة قوية يمكن من خلالها البناء على الاستثمار الأجنبى المباشر.








