ناقش منتدى رؤساء هيئات الاستثمار في أفريقيا المنعقد بشرم الشيخ حاليًا، فرص وآفاق الاستثمار المصرية داخل قارة أفريقيا لتحديد خطوات عملية لتحقيق التلاقى بين الطموحات الربحية للمستثمرين والطموحات التنموية للدول الأفريقية، بحضور أيمن سليمان، المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، والدكتور شريف الخولي، الشريك والمدير الإقليمي لشركة أكتيس لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وجمال أبو علي، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لشباب رجال الاعمال، والدكتور موسيس إيكيارا، العضو المنتدب بهيئة الاستثمار الكينية، وموكولاماكاسا، الرئيس التنفيذي لوكالة التنمية في زامبيا، ويوفي جرانت، الرئيس التنفيذي لمركز ترويج الاستثمار في غانا، وأدار الجلسة الدكتور محمد سامح عمرو، عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ورئيس قسم القانون الدولي بجامعة القاهرة.
وعرض أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، تجربة مصر في جذب الاستثمارات وتوفير المناخ المناسب للاستثمار الأجنبي والمحلي وهو ما ظهر بوضوح في مشروع بنبان أكبر مزرعة طاقة شمسية في العالم، الذي كان شراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأوضح خلال كلمته في جلسة الاستثمارات المصرية في أفريقيا، الفرص وآفاق المستقبل، بمنتدي رؤساء هيئات الاستثمار الأفارقة، بشرم الشيخ، أن مصر أصبح لديها قصة بنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، يمكن أن تنقلها لأشقائها الأفارقة، وصندوق مصر السيادى شكل فريق عمل لدراسة الفرص في القارة السمراء، ويحتاج الأمر إلى تخطيط جيد لزيادة حجم التدفقات النقدية في الاستثمارات الأفريقية.
وأكد أن العام الماضي شهد العديد من النقاشات بين الصندوق ونظرائه في القارة الأفريقية، للتعرف على التجارب والوضع في كل بلد وكيف يمكن تطويره.
وأضاف أن الصندوق يتطلع لمزيد من الشراكات مع أفريقيا فى القطاعات الاقتصادية المختلفة، وأوضح أن العديد من القطاعات الجاذبة للاستثمار فى القارة الأفريقية و على رأسها قطاع الطاقة المتجددة والخدمات المالية، والتعليم.
وألمح إلى أن جذب الشركات متعددة الجنسيات للاستثمار فى القارة الأفريقية يحتاج إلى توافر العديد من العناصر التى ينظر إليها المستثمر لاتخاذ قراره و فى مقدمتها الحوكمة و الشفافية، و مصر لديها العديد من الخبرات الفنية التي يمكن أن تنقلها لدول القارة.
واستبعد أن تمثل عمليات التمويل عائقا أمام التعاون الاقتصادي المشترك بين بلاد القارة الأفريقية، ولكن الأزمة في تطوير سلاسل القيمة العالمية ونقل التجارب الناجحة الموجودة بالفعل داخل أفريقيا والاستفادة من الخبرات في التنمية المستدامة.
وقال إن التجربة الكينية بقطاع الخدمات المالية غيرالمصرفية والتكنولوجيا والرقمنة يمكن أن تضيف بقوة لهذا القطاع في القارة.
وأشار إلى أن صندوق مصر السيادي، يركز على التأثير التنموي لاستثماراته المختلفة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بجانب العمل كمستثمر استراتيجي بشكل طبيعي.
وقال الدكتور شريف الخولي، الشريك المؤسس والرئيس الإقليمي لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بشركة أكتيس البريطانية للاستثمار المباشر إن أفريقيا تضم فرص استثمارية واعدة خاصة للأقاليم التي تتشارك مواردها الطبيعية.
وأضاف الخولي خلال كلمته في جلسة الاستثمارات المصرية في أفريقيا، الفرص وآفاق المستقبل، أن أكتيس يهتم بالاستثمار في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة بأنواعها المختلفة من رياح ومساقط مائية وشمسية وهيدروجين إذ تبلغ استثمارات الصندوق في هذا القطاع نحو مليارى جنيه.
وقال الخولي “يوجد تكتلات اقتصادية كبيرة سواء في الشرق أو الغرب أو الشمال بما يتطلب توافر بنية تحتية قوية في قطاع الاتصالات”.
وذكر أن الدول الأفريقية بذلت جهودا كبيرة خلال السنوات العشر الأخيرة لكسر الحواجز فيما بينها وتطوير التعامل مع الاحتياجات المختلفة لإيجاد خدمات متنوعة تلبي رغبات المجتمعات.
وقال جمال أبوعلى ، رئيس الجمعية المصرية لشباب الأعمال، إن المستثمرين الراغبين فى الاستثمار فى أفريقيا يواجهون عدة تحديات منها نقص المعلومات حول الفرص الاستثمارية المتاحة، والترويج لها بشكل جيد، بجانب أن الفرص التمويلية المحلية غير واضحة أيضًا، وعدم وجود ضمان للصادرات لهذه الدول بالاضافة إلى صعوبة إيجاد شريك محلى ، والتدريب على دخول أسواق جديدة نسبية.
أضاف أبوعلى، خلال كلمته في جلسة الاستثمارات المصرية في أفريقيا، الفرص وآفاق المستقبل، أن أفريقيا قارة الفرص وسوق جاذب للاستثمار خاصة فى قطاعات التصنيع الغذائى و البنية التحتية و الإنشاءات والطاقة الجديدة ، والتدريب والتعليم الفنى مجال الاستشارات متنوعة.
و أشار ابوعلى ، إلى أن الجمعية أطلقت مبادرة تستهدف التواصل مع كل الجهات المعنية لدعم الاستثمار مع إفريقيا والتواصل مع كافة الجمعيات المماثلة للجمعية المصرية لشباب الأعمال بمصر وأفريقيا، والتواصل أيضا مع سفراء الدول الإفريقية بمصر.
أكد أبو على ضرورة دعم الشركات العاملة بالقطاع الخاص في زيادة استثماراتها وصادراتها لإفريقيا خلال الفترة القليلة المقبلة، والاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الجديدة.
وقال يوفي جرانت، الرئيس التنفيذي لمركز ترويج الاستثمار في غانا، إن بلاده وقارة أفريقيا عامةً تسبح على بحر من الموارد والثروات، لكن حصتها من الصناعة والتجارة دون المأمول، وأكد أن إقامة مصر منتدى وكالات ترويج الاستثمار، جاء لإطلاق عقد استثماري جديد بين حكومات ومجتمعات أعمال دول القارة، وأن تكون الأولوية هي ربط التدفقات الاستثمارية بأهداف التنمية المُستدامة.
واقترح الدكتور محمد سامح عمرو، عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ورئيس قسم القانون الدولي بجامعة القاهرة، تأسيس شبكة تضم الصناديق السيادية الأفريقية لتنسيق الجهود، واستغلال فرصة عقد المنتدى الأولى لوكالات ترويج الاستثمار في إفريقيا لتحديد خطوات عملية لتحقيق التلاقى بين الطموحات الربحية للمستثمرين والطموحات التنموية للدول الأفريقية.
وذكر الدكتور موسيس إيكيارا، العضو المنتدب بهيئة الاستثمار الكينية، إن مصر من أكبر الدول المستثمرة في كينيا، وقامت بنقل خبرات حديثة لأشقائها الأفارقة على مدار السنوات الماضية، ما ساهم في تحديث الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة في كينيا.
وأشار إلى أن الحكومة الكينية صنعت مؤشرًا خاصًا بتأثير كل شركة من حيث عدد الوظائف وجودتها والمسئولية المجتمعية للشركات، ويتم تقديم حوافز للشركات وفقًا لهذا المؤشر، حتى تتلاقى الطموحات الربحية للمستثمرين والطموحات التنموية لكينيا.
وأوضح موكولاماكاسا، الرئيس التنفيذي لوكالة التنمية في زامبيا، أن حكومة بلاده تضع مخططات لتحفيز الاستثمار تراعي صالح المواطنين وتوفير فرص عمل ملائمة للشباب وحماية البيئة والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وترتبط الحوافز المُقدمة إلى كل شركة بمدى توافق الاستثمارات الأجنبية مع هذه المُحددات.
وطالب موكولاماكاسا الحكومة المصرية بنقل تجربتها في الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، خاصة فى قطاع البنية التحتية.
