عكاشة: تخصيص 100% من أموال صندوق «ديسربتيك» خلال عامين
الأفكار الجيدة ليست شرطاً لضمان نجاح الشركات الناشئة.. وعليها مراعاة عدة أمور
يسعى صندوق ديسربتيك صاحب رأس المال المغامر المستهدف استثماره فى شركات التكنولوجيا المالية إلى زيادة استثماراته وإضافة شركتين جديدتين قبل نهاية العام الجارى لترتفع محفظة الشركات إلى 9 شركات بنهاية 2021.
قال محمد عكاشة الشريك المؤسس لصندوق ديسربتيك، إن الصندوق نفذ 7 استثمارات، منذ إطلاقه، ومتوقع تنفيذ استثمارين أخرين قبل نهاية العام.
وأضاف عكاشة، أن الشركة استثمرت فى شركة «حالا» هو الاستثمار السابع للصندوق «فى مصر منذ إطلاقة وسبق أن استثمر فى شركات خزنة، وبريمور، وجاهز، ومزارع، وكسبانة، وفاتورة».
وقال: «خلال 2022 سيكون سيضيف الصندوق إلى محفظته الاستثمارية نحو 6 شركات أخرى ما يصل بإجمالى المحفظة إلى 15 شركة».
وأضاف أن مشاركة هذه الشركات فى مراحل مبكرة من عمرها أمر يبعث على السعادة .
وأوضح أن قيم الشركات شهدت نمواً كبيراً منذ المشاركة بها، خلال جولات التمويل اللاحقة لدخول الصندوق، ولم يحدد عكاشة حالات بيعنها، إلا أنه أشار إلى أن بعض الشركات نمت قيمتها 7 أضعاف منذ دخول الصندوق، وخلال أقل من عام.
واعتبر عكاشة هذا النجاح مجرد مؤشر على حالة السوق بالنسبة للشركات الناشئة، فضلاً عن مؤشر أخر عن جودة الشركات التى تم اختيارها والاستثمار بها من جانب الصندوق.
وعلى الرغم من أن كل الشركات يمكن تصنيفها كشركات تكنولوجيا مالية، إلا أنها تعد متنوعة بصورة كبيرة، وتعالج كل شركة منها مشكلة معينة تواجه قطاع الشركات أو الأفراد فى تعاملاتهم اليومية.
وقادت عمليات الإغلاقات الناتجة عن وباء كورونا، وتراجع معدلات الفائدة عالمياً بصورة كبيرة، ثورة من الاستثمارات فى الشركات الناشئة، والتى تعتمد على ابتكارات مرتبطة برقمنة العمليات أو إيجاد حلول لا تلامسية للعمليات المالية، مما خلق نوعا جديدا من المستثمرين يراهنون على مستقبل الشركات الناشئة سواء بالنسبة لتوقعات الأرباح أو النمو.
قيمة الشركات التى استثمر فيها الصندوق نمت 4 أضعاف خلال أقل من عام
وأشار عكاشة إلى فرص كبيرة جداً فى السوق المصرى، ولكن توجد معضلة تواجه المستثمرين حالياً فى هذا النوع من الشركات، وهو تضخم قيمتها حتى قبل بدء نشاطها، حيث يفرط بعض رواد الأعمال فى تقييم شركاتهم، وهو ما يجعل «ديسربتيك» انتقائى بصورة كبيرة للشركات التى يستثمر بها، من حيث قيمتها التى تعبر عما تم إنجازه، وما سوف تنجزه، وما يمكن أن تحققه فى المستقبل بالفعل وبصورة منطقية وواقعية.
وأضاف، أنه عند تقييم الشركات يجب مراعاة كيفية تخارج المستثمرين المشاركين فى جولات التمويل فى المراحل الأولى، سواء كان ذلك عبر الطرح فى البورصة، أو من خلال مستثمر استراتيجى أو صناديق استثمار فى الشركات المتوسطة والصغيرة أو حتى الأكبر حجماً «صناديق الاستثمار المباشر».
وكشف عكاشة عن تخصيص %30 من حجم الصندوق، ومن المتوقع ضخ %40 أخرى خلال 15 شهرا.
معايير اختيار «ديسربتيك» للشركات
وقال عكاشة، إنه على الرغم من وجود العديد من الأفكار الناجحة والرائدة فى السوق، والتى يمكن تصورها للوهلة الأولى أنها تعمل ستدر مئات الملايين من العائد، إلا أن معيار النجاح يتخطى مرحلة الفكرة، إلى مرحلة التنفيذ والتطبيق.
ولذا، يرى عكاشة أن أحد أهم المعايير وأولها لاختيار الشركات التى يستثمر بها الصندوق، مرتبط بالأساس بفريق الإدارة وخبراته، سواء كانت تلك الخبرات مرتبطة بمجالات التسويق أو البيع أو حتى خبرات فى مجال الموارد البشرية بما يمكنه من اختيار فريق محترف يمكنه قيادة «البزنس» على حد تعبيره.
وأضاف أن كثيرا من رواد الأعمال يفشل فى عملية تحويل الفكرة إلى عمل ناجح يدر الأموال بسبب عدم وجود الخبرات الكافية لديهم.
وأوضح أن المعيار الثانى الذى يحدده فريق «ديسربتيك»، فى اختيار الشركات، مرتبط بنوع المشكلة التى يتم حلها، أو الحلول التى تقدمها فى الفكرة، وحجم سوقها فى السوق المصرى، وضرب مثالا بعمليات التسليف أو التقسيط، وحجم هذا السوق واهتمام الأفراد.
والمحور الثالث، مرتبط بالقدرة على النمو بسرعة، حيث تعرف الشركات الناشئة على أنها شركات تنمو بمعدلات نمو أسرع من متوسط السوق، وأشار إلى أن فورى، كانت إحدى هذه الشركات والتى يمكن اعتبارها أنها مازالت شركة ناشئة بناء على معدلات النمو السريعة التى تحققها.
تمويل جديد
وتوقع الشريك المؤسس للصندوق، استثمار %70 من أموال الصندوق خلال 18 شهرا، وهو الوقت المتوقع بعده، أن يتم صندوق جديد، حيث سيكون عمر استثمار الصندوق الأول وصل إلى أكثر من 3 سنوات تقريباً ما يعنى بدأ تنفيذ بعض التخارجات من الاستثمارات التى وصلت لمرحلة النمو المستهدفة.
وتعتمد سياسة «ديسربتيك» على الاستثمار بحصص بين 5 و%10 فى الشركات الناشئة، ومشاركة صناديق ومستثمرين اخرين.
وأوضح عكاشة، أن دور الصندوق يتجاوز توفير التمويل، إلى المشاركة فى الفكر الاستراتيجى، والدعم الإدارى لفريق الإدارة، فضلاً عن مجموعة من العلاقات التى يمكن أن تخدم هذه الشركات وأعمالها.
مشاكل النمو
وقال عكاشة، إن العديد من الشركات الناشئة، تتعرض لسقطات النمو السريع، وهو ما يفقدها بعض عملائها خلال النمو السريع، وهنا يأتى دور المستثمرين من أمثلة «ديسربتيك»، والتى تقوم بتقديم الخبرات والاستشارات لتفادى مشكلات تواجه مؤسسى الشركة الناشئة.
ولفت إلى أن هدف الصندوق ليس الاستثمار فقط، ولكن الوصول بالشركة المستثمر بها إلى نموذج عمل ناجح وتحويلها للعمل بشكل مؤسسي
وأشار إلى أن الطرح بالبورصة خيار رئيسى عند الشركات الناشئة، ولكنه ليس المخرج الرئيسى للمستثمرين، ويبقى أحد اختيارات للتخارج.
وأوضح عكاشة، أن الخيار الأفضل لصندوقه عند التخارج من استثماراته هو البورصة، خاصة وأنها تتيح الاستثمار لصناديق من نوعية خاصة والتى تفضل الاستثمار فى الشركات المدرجة عن الشركات المغلقة، وأشار إلى أن البورصة المصرية مازالت فى بدايتها مما يتيح تواجد شركات كثيرة ناجحة مثل تجربة «شركة فورى للمدفوعات».
الطرح فى البورصة أحد الخيارات الأساسية أمام الشركات الناشئة
وتابع، أن القفزة الكبيرة فى حجم شركة «فورى» سيشجع العديد من الشركات على الطرح فى سوق المال، وعلى الجانب الآخر التنوع فى تلك الشركات فى السوق سيشجع المزيد من المستثمرين على الاستثمار فى البورصة خاصة فئة الشباب.
وذكر، أن تواجد الشركات الناشئة فى البورصة من شأنه أن يخلق سيولة كافية للتخارج من قبل اى مستثمر فى أى وقت، ودخول آخر، مؤكدًا تطلعه لتواجد عدد أكبر من نوعية تلك الشركات فى سوق المال.
وحول إمكانية استثمار صندوقه فى مرحلة أبكر من المرحلة الحالية، يرى عكاشة، أن مرحلة Pre Series A هى مرحلة هامة فى عمر الشركة والتى يركز عليها صندوقه بقوة، خاصة وأن الشركات فى تلك المرحلة تصبح قيمها معقولة، وفرص نمو العائد على الاستثمار أكبر.
وكشف عن وصول متوسط العائد على الاستثمار للصندوق 4 مرات، تزامنًا مع نمو الشركات المستثمر بها إلى أكثر من 4 مرات.
أشار إلى زيادة كبيرة فى الصناديق التى تسعى لدخول الشركات فى مرحلة أبكر من تلك المرحلة.
وأوضح أن التحدى الأكبر أمام الشركات هو كيفية زيادة رأسمال الشركة فى مرحلة ما، فضلاً عن تحدى أخر يتعلق بتسويق الشركة لنفسها على المستثمرين للحصول على دعم تمويلى.
وتأسس صندوق Disruptech على يد محمد عكاشة فى مارس 2020 بعد أن استقال من منصبه كعضو منتدب بشركة فورى للمدفوعات الرقمية من أجل تأسيس الصندوق المتخصص فى الاستثمار بالتكنولوجيا المالية.