مصانع الأسمدة تدرج الأمونيا الخضراء ضمن خطط التطوير المستهدفة

«مصطفى»: «القابضة الكيماوية» وقعت شراكة مع «بنشمارك» لإنشاء أول مصنع متخصص

«الجبلى»: الغرفة توجه الشركات نحو الاقتصاد الأخضر لضمان نفاذ الصادرات إلى أوروبا

تسعى شركات عاملة فى صناعة الأسمدة إلى الاعتماد على الأمونيا الخضراء فى التصنيع؛ لتقليل الانبعاثات الكربونية، وضمان نفاذ صادراتها إلى الأسواق الأوروبية.

قال المهندس عماد مصطفى، العضو المنتدب للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إنَّ عدداً كبيراً من أصحاب مصانع الأسمدة يستهدف إدراج الأمونيا الخضراء ضمن عملية التطوير المستهدفة لمصانعهم؛ لضمان نفاذ منتجاتهم إلى السوق الأوروبى.

وأوضح أن دول الاتحاد الأوروبى سوف تحظر استيراد الأسمدة التى تعتمد فى تصنيعها على على طاقة غير نظيفة، لذلك فإنَّ توافق الشركات مع سياسة المناخ المستقبلية يعزز فرص نمو القطاع خلال السنوات المقبلة.

أضاف «مصطفى»، أنَّ شركة النصر للأسمدة، إحدى الشركات التابعة للقابضة الكيماوية، وقعت شراكة مع شركة «بنشمارك للطاقة»؛ لإنشاء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء باستثمارات تقدر بـ700 مليون دولار.

أوضح أن المشروع سيسهم فى زيادة صادرات الشركة بمعدلات كبيرة، والتى قدرت بحوالى 1.1 مليار جنيه بنهاية العام المالى قبل الماضى 2020 و2021. وتعرف الأمونيا بأنها غاز ذو رائحة قوية يُستخدم على نطاق واسع فى صناعة الأسمدة الزراعية، والمستحضرات الطبية، والنسيج، والصناعات المعدنية، والمنظفات المنزلية، والمبيدات الحشرية.

وتُنتَج الأمونيا الخضراء عن طريق تفاعل الهيدروجين والنتروجين معاً عند درجات حرارة مرتفعة، وضغط عالٍ.

ويمكن أن يوفر إنتاج الأمونيا الخضراء مزيداً من الخيارات فى الوصول إلى الحياد الكربونى بحلول عام 2050، ومن المزمع أن تشكل %45 من الطلب على الطاقة، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وقال شريف الجبلى، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات، إنَّ مصانع الأسمدة تدرك أهمية تحول دول العالم نحو الاقتصاد الأخضر للحفاظ على المناخ والسيطرة على الانبعاثات الضارة.

أضاف أن الأمونيا الخضراء هى مستقبل صناعة الأسمدة خلال السنوات المقبلة، لذلك تبذل الغرفة جهداً كبيراً لتشجيع الشركات على استخدامها فى التصنيع؛ حتى يكون لها الأولوية فى التصدير دون غيرها من الشركات التى تعتمد على مصادر طاقة تقليدية.

وتستعد الدولة لافتتاح مشروعين للوقود الأخضر، نهاية العام الحالى؛ أحدهما خاص بإنتاج الأمونيا الخضراء، ويتم تنفيذ هذا المشروع تحت إشراف صندوق مصر السيادى، ويأتى ذلك تزامناً مع استضافة مصر مؤتمر المناخ فى دورته رقم 27 للدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة.

قال «الجبلى»، إنَّ الطاقة الإنتاجية لمصانع الأسمدة الآزوتية تقدر بـ22 مليون طن سنوياً، وهذه الكمية تلبى احتياجات السوق المحلى، ويُصدر الفائض منها إلى دول عربية وأوروبية.

وبحسب بيان غرفة الصناعات الكيماوية، يقدر إجمالى إنتاج مصر من الأسمدة النيتروجينية بنحو 7.8 مليون طن سنوياً، ومن الأسمدة الفوسفاتية بطاقة 3.4 مليون طن سنوياً. كما تعد مصر سادس أكبر منتج لليوريا وخامس أكبر مصدر لها؛ حيث بلغ الإنتاج عام 2020 حوالى 6.7 مليون طن، بينما بلغ الإنتاج المحلى من نترات الأمونيا 1.1 مليون طن عام 2020.

وقال أحمد خليفة، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة إيفرجرو للأسمدة، إنَّ الشركة أقرب ما تكون من الصناعة الخضراء، والاقتصاد الأخضر، مشيراً إلى أن %66 من احتياجات الكهرباء تستمدها الشركة من الغلايات.

وتابع: «البخار الصادر من الغلايات يعاد تدويره فى توربينات، وينتج عنه كهرباء، وبالتالى توافقنا مع الاشتراطات البيئية وفى طريقنا إلى الطاقة الخضراء».

وأشار «خليفة» إلى أن %70 من إنتاج الشركة يوجه للتصدير، ونستهدف حصيلة تصدير تقدر بحوالى 6 مليارات جنيه من إجمالى 8 مليارات جنيه مبيعات بنهاية العام المالى الحالى.

أضاف أن الشركة تنتج 815 ألف طن حاليًا، وتستهدف وصولها 1.15 مليون طن بدءاً من أول سبتمبر 2022 بالتزامن مع تشغيل المرحلة الثالثة، التي سوف تعمل على تحويل المخلفات إلى أعلاف حيوانية ومخصبات من خلال إضافة بعض المواد مثل خام صخر الفوسفات.

ولفت إلى أن الأسعار تشهد استقراراً، وربما انخفاضاً؛ نتيجة رفع الحظر من قِبل دول الاتحاد الأوروبى عن الأسمدة الروسية، لتنخفض الأسعار إلى معدلاتها ومستوياتها الطبيعية بشكل تدريجى إلى ما قبل الحرب.

من جانبه، قال إيهاب السقا إن، عضو غرفة إدارة غرفة الصناعات الكيماوية، إنَّ معظم شركات الصناعات الكيماوية، تتجه مع الحكومة فى الوقت الحالى لتحقيق التوافق البيئى، والوصول إلى مناخ بيئى خالٍ من المخاطر وآمن. أضاف، أن القطاع بأكمله يرغب فى التحول إلى الاقتصاد الأخضر

الذى أصبح اهتمام العصر، ولتحقيق أكبر قدر من التنمية المستدامة.

وأوضح «السقا»، أنَّ شركات كثيرة أخذت خطوات استباقية للتوافق البيئى والحفاظ على المناخ بشكل آمن، ولتحقيق متطلبات وشروط الدول المستوردة للكيماويات والتى تطلب شهادات الصناعة الآمنة والخالية من المخاطر.

وأشار إلى أن إعادة تدوير الخامات يحافظ على البيئة، وعلى موارد القطاع، وتخف الضغوطات على العملة الصعبة.

كتب – محمد يونس