قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن مفهوم المحميات الطبيعية بالعالم تغير، والذى كان سابقا يعكس ضرورة البعد عنها وأنها مكان لا يمكن التعامل معه بصورة تقليدية، أو ممارسة أنشطة فيه، ومع أوائل الألفية تحول مفهوم المحميات الطبيعية إلى مكان يرتبط بحياة الإنسان؛ حيث بدأ العالم بالاتجاه نحو التنمية بالمحميات كجزء من استراتيجياتها للحفاظ على الموارد الطبيعية الموجودة بها؛ لذلك بدأت وزارة البيئة منذ أربع سنوات تنفيذ استراتيجية طموحة لتطوير المحميات الطببعية فى مصر.
جاء ذلك حلال مشاركتها بمارثون وادى دجلة للجرى، دعما لمشاركة الشباب وإقامة الأحداث والاستمتاع بالمحميات وتنميتها كجزء من وطننا، الذى ينظمه فريق وادى أيبكس ومبادرة ألترا أيبكس بالتعاون مع مشروع دمج التنوع البيولوجى فى السياحة البيئية التابع لوزارة البيئة، من خلال حملة إيكو إيجيبت والممول من البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة وذلك في إطار تفعيل مشاركة المجتمع المدني وتشجيع المواطنين على القيام بدور فاعل في مواجهة التحديات البيئية المحلية والعالمية بتنمية المحميات الطبيعية مع الاستمتاع بها.
وأكدت فؤاد، أن هذه الفعالية تأتي ضمن توجه وزارة البيئة لتشجيع المواطنين والمجتمع المدني على الإنخراط في العمل البيئي واعتباره ضمن الممارسات الحياتية وأسلوب الحياة القائم على مراعاة البعد البيئي ومواجهة التحديات البيئية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وضمن فعاليات الحوار الوطني للمناخ والذي يهدف لإشراك كافة فئات وشرائح المجتمع في العمل المناخي خاصة مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 في نوفمبر القادم بشرم الشيخ.
وشددت وزيرة البيئة، على أن بداية تطوير المحميات الطبيعية اعتمد فى المقام الأول على تطوير الفكر وتغيير الثقافة والمفاهيم المغلوطة حول أن المحمية مكان لا يمكن الاقتراب إلى مكان للاستمتاع وممارسة أنشطة صديقة للبيئة؛ حيث بدأنا بتغيير أنفسنا بوزارة البيئة واستمر العمل لمدة تقرب من العام ونصف العام فى مشاورات حول كيفية وأسلوب التطوير، تبع ذلك الشروع فى وضع استراتيجية للتطوير، وقررنا أن نبدأ بالمحميات الطبيعية في القاهرة لقربها من الناس هو ما سيحدث تأثير أكبر فى فترة وجيزة؛ فكان أول مشروع استثمارى بمحمية الغابة بقلب القاهرة الجديدة والقائم على فكرة نقل التجربة الثقافية والتراثية لمحميات جنوب سبناء بالقاهرة المتمثلة فى الأطعمة السيناوية وأسلوب البناء وهو ما انعكس بارتباط الشباب به وزيارة المكان.
وأضافت وزيرة البيئة أنه تبع ذلك الاتجاه نحو ربط فئة جديدة بالمحميات وهى الأطفال بالتعاون مع أحد المؤسسات التى تقيم أنشطة ترفيهية بالمحمية؛ حيث بدأنا فى زرع مفاهيم البيئة والمحميات من خلال ألعاب جديدة ومبتكرة؛ حيث تم ربط المحميات بأنشطة غير تقليدية بالتعاون مع منظمات غير ربحية ومنها إقامة المارثون اليوم بمحمية وادى دجلة لفريق ألترا إيبكس المتخصص فى إقامة مارثون للشباب والعائلات بالوديان على أن يخصص الأرباح لتنظيف المحمية ووضع سلات لجمع المخلفات وهو نوع من المشاركة المجتمعية لأن المحميات ملك لنا جميعا ولابد أن يكون التزام علينا ونربطه بحياتنا.
ولفتت الوزيرة، إلى اعتزازها بأن تضم محمية وادي دجلة إحدى هذه الفعاليات التي تتضمن سباق للجري يشارك فيه حوالى 100 عداء وعداءة مصريين وأجانب مقيمين بمصر ووافدين من الخارج للمشاركة في السباق، بالإضافة إلى تنظيف محمية وادي دجلة من المخلفات والتوعية بأهمية الحفاظ على نظافة المحمية والسلوكيات التي يجب اتباعها عند الزيارة.








