التقدم الخليجي ملحوظ بشكل أكبر عن أفريقيا
على مدى نصف القرن الماضي، وقعت العديد من الاقتصاديات النامية في شرك الدخل المتوسط.
نشر البنك الدولي تقريراً رئيسياً قبل 10 أعوام بعنوان” الصين 2030″، لمساعدة أكبر عملائه في تجنب هذا المصير، ومحذراً مما أسماه” فخ الدخل المتوسط”، ليصف به هذه الظاهرة.
أوضح التقرير أنه “من بين 101 دولة متوسطة الدخل في 1960، ارتقت 13 دولة فقط لتصبح مرتفعة الدخل بحلول 2008”.
لكن كيف تغيرت الصورة بعد مرور عقد؟
تعتمد الإجابة على السؤال على كيفية تعريف الدخل المتوسط، إذ تشير التعريفات الرسمية للبنك الدولي إلى أن الدولة تصبح مرتفعة الدخل فقط عند تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للفرد حوالي 13,200 دولار.
وطبقاً لهذا المعيار، تستعد الصين لتخطي فخ الدخل المتوسط بمرور عامٍ أو اثنين، حسب ما نقلته صحيفة “ذا إيكونوميست” البريطانية.
ولأغراض تقرير “الصين 2030″، تبنى البنك تعريفًا أكثر صرامة، يوضح خلاله أن البلدان متوسطة الدخل لديها إجمالي محلي للفرد، عند تعادل القوة الشرائية، يتراوح بين 5% و 43% تقريبًا من نظيرتها في أمريكا.
جهز الخبير الاقتصادي أنجوس ماديسون تحليلاً تاريخياً للناتج المحلي الإجمالي ونشره في تقرير ” الصين 2030″، ثم قام زملاؤه وخلفائه منذ ذلك الحين بمراجعة التقديرات وتحديثها حتى 2018، ثم تحديثها مرة أخرى حتى 2022 باستخدام أرقام من “إيكونوميست إنتلجينس يونت”.
كانت النتيجة هي وجود 23 دولة متوسطة الدخل في 1960 مؤهلة حالياً لتكون مرتفعة الدخل، وهو تقدم أكثر مما يمكن توقعه خلال العقد الماضي الصعب، مع وجود ثلاث دول من الخليج في القائمة، وهي البحرين وعمان والسعودية، وستة أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي كرواتيا وقبرص والمجر ومالطا وبولندا وسلوفينيا.
كذلك، انضمت ماليزيا إلى النمور الاّسيوية ذات الدخل المرتفع، كما تجاوزت سيشل، وهي دولة عبارة عن جزيرة قبالة أفريقيا، العتبة.
وبالنسبة لغينيا الاستوائية وموريشيوس، حيث كانتا تعدان من ذوات الدخل المرتفع، فقد تراجعتا للأسف نحو الاتجاه الاّخر.
يمكن توسيع القائمة بشكل أكبر في الواقع، فهناك سبعة دول تعتبر الآن من الدول مرتفعة الدخل طبقاً لمعايير تقرير “الصين 2030″، لم تكن موجودة كدولٍ ذات سيادة في 1960، وهذه الدول تشمل التشيك وسلوفاكيا، إضافة للعديد من الأعضاء السابقين في الاتحاد السوفيتي، وهم إستونيا وكازاخستان وليتوانيا ولاتفيا وتركمانستان.
انتقلت روسيا، الدولة التي كانت تهيمن عليهم سابقاً، أيضًا من ذوي الدخل المتوسط في 1960 إلى ذوي الدخل المرتفع في 2022، حيث صمد اقتصادها في ظل حرب فلاديمير بوتين بشكل أفضل من المتوقع.
ومع ذلك، ربما ينخفض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في روسيا إلى ما دون عتبة الدخل المرتفع هذا العام.
قال مصلح روسي ساخرًا ذات مرة إن بلاده كانت محاصرة في الدخل المتوسط لمدة قرنين، لكن بوتين يبذل قصارى جهده لإعادتها إلى تلك الحالة.








