الاستثمار المباشر فى القارة الأفريقية سيواصل النمو لسنوات
تواجه القارة الأفريقية المزيد من التحديات الاقتصادية، لكنها رغم ذلك تنجح فى جذب استثمارات أجنبية مباشرة هائلة، ويحاول المستثمرون بشكل مستمر استكشاف الفرص الواعدة فى القطاعات المختلفة.
قالت آبى مصطفى مدواكور، المدير التنفيذى للجمعية الأفريقية للاستثمار المباشر لـ«البورصة»، إنَّ المؤتمر السنوى للجمعية الذى انعقد فى القاهرة حضره نحو 600 من خبراء الاستثمار المباشر مثلوا 50 دولة حول العالم؛ لمناقشة فرص الاستثمار فى جميع أنحاء القارة الأفريقية.
وتوقعت أن تظل فرص الاستثمار فى مصر وأفريقيا كبيرة للغاية، وهو الأمر الذى دفع الجمعية لاختيار القاهرة لعقد النسخة الحالية من المؤتمر الذى جذب عدداً كبيراً من شركات الاستثمار المباشر ورأس المال المخاطر.
ورجحت أن تسهم النسخة الحالية من مؤتمر الجمعية الأفريقية فى تقليل وقت إبرام الصفقات بسبب تجميعه لأكبر قدر من المؤسسات والشركات متنوعة الأحجام والمستهدفات، مشيرة إلى تفاؤلها بحجم الاستثمارات التى سيتم ضخها خلال السنوات القليلة القادمة.
وأشارت إلى تركز الاستثمارات التى سيتم ضخها بشكل رئيسى فى القطاعات الاستهلاكية والتجزئة بجانب القطاع المالى بشقيه المصرفى وغير المصرفى، وقطاعى التعليم والصحة والصناعات منخفضة الانبعاثات الكربونية وجميع قطاعات الاقتصاد الأخضر.
رأس المال المخاطر يستحوذ على 74% من صفقات الاستثمار أفريقيا 2022
استبعدت أن يكون لأزمة البنوك الأمريكية تأثير كبير على الاستثمار المباشر فى أفريقيا؛ لأن المعايير الخاصة بالحوكمة عند تأسيس شركات ناشئة أو تمويلها ستكون أكثر دقة لتلافى أخطاء الماضى.
شددت على أنه رغم صعوبة الظروف الاقتصادية على مستوى العالم، فقد رصدت الجمعية وجود عدد كبير من عمليات التخارج يعد الأعلى فى تاريخ القارة السمراء، وذلك بنهاية العام الماضى.
أوضحت أن التنوع المتزايد يكشف لفئات الأصول فى منظومة الاستثمار المباشر فرص استثمار أوسع فى مناطق جغرافية مؤثرة وتشكل سوق عمل لإيجاد مزيد من الحلول للاستجابة للاقتصاد المتغير، مع الأداء القوى بقطاعات رأس المال المخاطر والملكية الخاصة.
ولفتت إلى أن تقرير الجمعية رصد أن القارة الأفريقية هى السوق الوحيد فى العالم الذى شهد نمواً فى عدد الصفقات الناجحة ورأس المال المستثمر؛ حيث استُثمر مبلغ 7.6 مليار دولار أمريكى فى قطاع الاستثمار المباشر عام 2022، ما يشكل نمواً سنوياً بنسبة 3% فى قيم الصفقات عبر القارة خلال عام 2022.
وشهد العام الماضى ثانى أعلى استثمار فى رأس المال الخاص خلال العقد الماضى، حفزته التدفقات المالية من صفقات رأس المال المخاطر.
وعلى الناحية الأخرى، كانت أبرز مصادر هذا النشاط القوى فى العام الماضى هى عمليات زيادات رأس المال التى تتراوح بين 100 مليون دولار أمريكى و250 مليون دولار أمريكى.
كما كان رأس المال المخاطر أكثر فئات الأصول نشاطاً؛ حيث مثل 74% من إجمالى حجم صفقات الاستثمار المباشر وأكثر من نصف قيمة صفقات الاستثمار المباشر، ما يعكس الديموغرافية المتغيرة لقارة أفريقيا.
نالت الاستثمارات فى مجال التكنولوجيا الجزء الأكبر من الاستثمارات المسجلة العام الماضى فى القارة.
وبحسب التقرير، فإنَّ الإصلاحات التنظيمية التى تشمل توفير حماية أكبر لحقوق الملكية الفكرية وإزالة الحواجز التى تحول دون الحصول على التمويل حفزت الإبداع فى النظام الإيكولوجى للشركات الناشئة، ما يشجع ثقة المستثمر.
الغرب الأفريقى شهد أكبر صفقات الاستثمار المباشر حجماً العام الماضى
شجع ذلك على ضخ مزيد من الاستثمارات فى الصناعات التى تدمج التكنولوجيا فى خدماتها، مثل التكنولوجيا الصحية الذى يتحرك صعوداً.
وشهد نشاط الملكية الخاصة فى أفريقيا انتعاشاً، بتزايد فى حجم الصفقات بنسبة 24% سنوياً، وزيادة بنسبة 31% فى قيمة هذه الصفقات، فيما استحوذت «غرب أفريقيا» على أكثر صفقات الاستثمار المباشر حجماً فى القارة، تتصدرها دولة نيجيريا، بإتمام أكثر من نصف الصفقات فى المنطقة فى أكبر اقتصاد بالقارة.
وأشارت «آبى» إلى النمو فى نشاط الملكية الخاصة بجنوب أفريقيا، أكبر اقتصاد صناعى فى القارة، وشهد العام الماضى ارتفاعاً فى النشاط بالمنطقة، دعمه النمو فى قيم الصفقات المتزايدة.
استمر نشاط الاستثمار فى شمال أفريقيا فى تحقيق تقدم، وسجل زيادة على أساس سنوى بنسبة 52% فى حجم الصفقات فى عام 2022، فى حين اقتربت قيمة الصفقات فى عام 2022 من مضاعفة قيمة الاستثمار المسجل فى 2021.
شهد شرق أفريقيا زيادة فى حجم الصفقات بنسبة 71% وزيادة بمعدل أربع أمثال القيمة فى عام 2021، وكان العام الماضى الأعلى ربحاً على مدار عقد كامل.
وتوضح الاستثمارات فى مناطق متعددة ازدياد حجم الصفقات؛ حيث يوجه المستثمرون 37% من إجمالى قيمة الاستثمارات فى شركات المحافظ الاستثمارية التى تُدير الأعمال فى أكثر من اقتصاد بالقارة الأفريقية.
وذكرت أن العام الماضى شهد رقماً قياسياً لعمليات التخارج الناجحة، مع تحقيق 82 عملية تخارج فى المناطقة الفرعية، ويأتى التزايد فى عمليات التخارج بحجم 2.3 ضعف على أساس سنوي، والذى يسيطر عليه القطاع المالى، بعد مأزق عمليات التخارج المتأخرة بعد فترة فيروس كورونا.
أعطى مديرو صناديق الاستثمار المباشر أولوية التصرف فى الأصول العام الماضي، وحدث أغلبها فى شمال أفريقيا.
شكلت مبيعات التجارة ما يقرب من نصف عمليات التخارج بأكملها، مع تشكيل الملكية الخاصة والمشترى المالى ما يقرب من الربع.
وسجلت عمليات التخارج من خلال طرح سوق الأوراق المالية وأسواق رأس المال مستويات قياسية.
وأضافت «آبى»: «مع نضج الصناعة، تمثل مقاييس الجمعية الأفريقية للاستثمار المباشر تطوراً، ونتطلع إلى أن نضيف إلى دور جمعيتنا بصفتها محفزاً للنمو والاستثمار».








