شركات إيطالية تسعى لتقديم ابتكاراتها وحلولها إلى القاهرة لمواجهة التحديات البيئية
اتفاقيات مبدئية بين شركات مصرية وإيطالية للتعاون فى 3 قطاعات اقتصادية
انتهت فعاليات المعرض الدولى للاقتصاد الدائرى “إيكوموندو” الذى تنظمه مجموعة المعرض الإيطالية فى دورته السادسة والعشرين بحضور يزيد بنسبة 15% عما كان علية فى عام 2022، وتجاوز عدد الشركات العارضة فى “إيكوموندو” أكثر من 1500 علامة تجارية.
ويأتى زوار إيكوموندو من عدد متزايد من الدول، معظمها من منطقة البحر الأبيض المتوسط ومصر وتونس وإسبانيا وألمانيا واليونان وصربيا، وبحضور ممثلين من صناع السياسات فى إيطاليا وأوروبا.
وشارك جيلبرتو بيتشيتو فراتين وزير البيئة والطاقة بإيطاليا فى افتتاح المعرض وأجرى جولة مع رئيس مجموعة المعارض الإيطالية ماوريتسيو إرميتى والرئيس التنفيذى كورادو بيرابونى لمجموعة المعارض الإيطالية،و أليساندرا أستولفى مديرة معرض إيكوموندو.
على مدار 4 أيام شهد معرض “إيكوموندو” العديد من المناقشات وورش العمل والمحادثات المثمرة بشأن تحديات ومستقبل التحول البيئى فى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وشهدت الجلسات طرح موضوعات تتعلق بالاقتصاد الدائرى وسبل تحويل النفايات إلى منتجات غير ضارة بالبيئة واستعراض التقنيات والابتكارات المتعلقة بتجديد النظم البيئية، وكذلك السياسات المطلوبة لتحفيز الدول على التوجه نحو تقليل الانبعاثات الكربونية.
وتقدر الفوائد حال التوجه نحو اقتصاد أخضر خال من الانبعاثات بنحو 689 مليار يورو على مدى 10 سنوات مقابل تكاليف تراكمية تبلغ 136.7 مليار يورو من الحزمة التنظيمية الأوروبية لإزالة الكربون وحدها.
ووقعت العديد من مذكرات التفاهم والتعاون بالمعرض الدولى للاقتصاد الدائرى “إيكوموندو” تتعلق بشراء معدات وآلات وحلول مختلفة تتعلق بتدوير النفايات وكذلك تحليه المياه ومعالجة الصرف الصحي.
ويهدف “إيكوموندو” إلى استكشاف أفضل الممارسات وحلول الابتكار التكنولوجى الأخضر الأكثر قدرة على مواجهة الظواهر المتطرفة التى تهدد أفريقيا مثل الجفاف والتصحر والفيضانات.
تعد مجموعة المعارض الإيطالية IEG، شركة رائدة بإيطاليا فى تنظيم المعارض التجارية وأحد المشغلين الرئيسيين فى قطاع المعارض التجارية والمؤتمرات على المستوى الأوروبى، ولها فروع فى ريمينى وفيتشنزا، إضافة إلى مواقع أخرى فى ميلانو وأريتسو.
وتقوم المجموعة بتنظيم عدد من المعارض فى مجالات الطاقة والبيئة والتكنولوجيا الصديقة للبيئة والسياحة والترفيه والمجوهرات والأطعمة والمشروبات، والتكنولوجيا الصديقة للبيئة.
وقالت أليساندرا أستولفى مديرة معرض إيكوموندو، إن الاقتصاد المرتبط بالمياه أحد النقاط المركزية فى هذه النسخة من المعرض، وهناك مواضيع مختلفة يمكن الحديث عنها، فى المقام الأول، إزالة المواد البلاستيكية، وتدوير المخلفات.
وذكرت إن تخصيص مساحة لحوض البحر الأبيض المتوسط يعنى أيضًا إعطاء مساحة لأفريقيا التى لديها الموارد الطبيعية والشمس والرياح والمواد الحيوية، ولكن ليس لديها التقنيات والطاقة اللازمة لمعالجتها، ولهذا السبب، خصص “إيكوموندو” منتدى للقارة الأفريقية هذا العام، بمشاركة وفود مختلفة لمناقشة الفرص.
وأضافت إن أكثر من 120 شركة ناشئة شاركت فى المعرض، والهدف لا يقتصر فقط على تعزيز الأعمال الجديدة، حيث يتم إعطاء مساحة واسعة لموضوع التدريب والعمل.
شركات مصرية تعتزم إبرام اتفاقيات لشراء معدات بتكنولوجيا إيطالية
وحظيت النسخة السادسة من المعرض الدولى للاقتصاد الدائري”إيكوموندو” بمشاركة كبيرة من الصناعات الإفريقية، وعلى رأسها غرفة الصناعات الكيماوية وغرفة الصناعات الهندسية ممثلين لاتحاد الصناعات فى مصر، المجلس التصديرى الهندسى لأفريقيا، الجمعية المصرية لمصدرى ومصنعى البلاستيك فى مصر.
وكذلك العديد من المؤسسات والكيانات الحكومية وشركات ممثلين عن القطاع الخاص فى تونس والجزائر والمغرب.
ونظمت الغرفة التجارية الإيطالية بمصر، زيارة الوفد المصرى لمعرض “إيكوموندو”، وضم الوفد أكثر من 50 شركة مصرية عاملة فى الصناعات الكيماوية والصناعات الهندسية ومصدرى ومصنعى البلاستيك فى مصر.
وقال محمد حامد رئيس شركة مصر الدولية لصناعة البلاستيك” ميبكو” إن المعرض يضم العديد من الشركات الأوروبية العاملة فى مجال إنتاج وإعادة تدوير البلاستيك وهو المجال الذى تهتم به شركته، ويتطلع لإبرام شراكات مع كيانات إيطالية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الشركات المصرية تسعى لمواكبة التطور التكنولوجى فى مجال إنتاج البلاستيك، خاصة وأن الهدف إنهاء العمل فى البلاستيك ولكن إنتاج وبيع البلاستيك مع إعادة تدويره لعدم الإضرار بالبيئة وهو ما تسعى “ميبكو” لتنفيذه.
وقال على شاهين رئيس قسم الشئون الفنية فى غرفة الصناعات الكيماوية، إن النسخة الحالية من “إيكوموندو” شهدت تواجد تكنولوجيا وحلول جديدة من قبل الشركات الإيطالية تتعلق بمنظومة المخلفات بشكل متكامل سواء مخلفات بلدية أوزراعية أوبلاستيك.
وأوضح أن التكنولوجيا الإيطالية سيتم عرضها على أعضاء شعبة الصناعات الكيماوية التى تضم نحو ألفى مصنع وشركة مصرية للاستفادة من المخلفات وإعادة تدويرها لتعظيم قيمة المنتجات المصرية.
وذكر أن مصر تستورد المخلفات من الخارج، ويجب أن يتم إنهاء هذا الأمر بحيث يتم الفصل من المنبع ويتم الاستفادة من المخلفات كل منها على حدة وبالتالى لن يتم الاستيراد بل العكس سيتم إعادة التدوير ودخول المخلفات فى تصنيع منتجات أخرى.
وقالت داليا فوزى رئيس قسم شعبة إدارة المخلفات بغرفة الصناعات الكيماوية إن معرض “إيكوموندو” أتاح الفرصة للشركات المصرية للتعرف على أحدث التطورات فى مجال الاستفادة من المخلفات وعدم إهدارها وبالتالى يفتح الباب أما الشركات للاستفادة من هذه الحلول فى تلبية احتياجاتها.
وقال هانى حليم رئيس مجموعة الأهرام للبلاستيك، إنه اطلع على تكنولوجيا إيطالية متطورة فى مجال صناعة البلاستيك خلال تواجده بمعرض “إيكوموندو” وتم الاتفاق بشكل مبدئى على التنسيق مع الشركة لاستكمال المباحثات مع أحد الشركات خلال الشهرين المقبلين.
أوضح أن التعاون سيتضمن مرحلة أولى تسمى “مرحلة تجريبية” لإنتاج بلاستيك يتم إعادة استخدامة وتدويره بما يتناسب مع المعايير والاشتراطات البيئية، حيث من المفترض أن يتم الحصول على مواد عضوية قابلة للتحلل.
وقال مصطفى الدمرداش رئيس مجموعة التيسير، إن التكنولوجيا والمعدات الأوروبية وخاصة الإيطالية والألمانية تعد الأفضل من حيث الجودة والإنتاجية وكفاءتها فى العمل وتوفير الطاقة على عكس المنتجات والتكنولوجيا الصينية.
وأضاف أن مجموعة التيسير تعتزم التعاون مع شركات إيطالية من العارضين فى “إيكوموندو” لشراء ماكينات متخصصة فى إنتاج البلاستيك وإعادة تدويره، وبالطبع التكلفة ستكون ليست قليلة ولكنها ستكون خطوة إيجابية وتحقق نتائج مثمرة وفوائد تتعلق بالمنتج النهائى وعدم الإضرار بالبيئة.
وقال مصطفى الزغبى رئيس شركة أكروبول للطاقة المتجددة، إنه أجرى العديد من المقابلات مع شركات إيطالية للتعرف على أبرز التطورات فى مجال إعادة تدوير النفايات وإنتاج الغاز الحيوى والطاقة المتجددة والحلول التكنولوجية المستخدمة فى عمليات الإنتاج.
وأوضح أن “أكروبول” تعمل حاليا مع “أطباء بلا حدود” لإدخال بعض المساعدات إلى غزة وتتضمن محطات طاقة شمسية غير مرتبطة بشكبة الكهرباء إلى مستشفيات فى غزة.
وتعمل الشركات الإيطالية بشكل رئيسى على تقديم تقنيات مبتكرة لإنتاج الغاز الحيوى وإعادة تدوير نفايات البلور أو البلاستيك أو الورق المقوى وتحليل جودة المياه ومعالجة الصرف الصحي.
وتعد من أبرز الركائز التى تعتمد عليها مصر فى استراتيجيتها التى تسعى مصر لتطبقيها فى الفترة المقبلة للتحول نحو اقتصاد أخضر وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وتنشط الشركات المصرية المشاركة فى المعرض فى قطاعات، النسيج والبلاستيك، سعيا منها للبحث عن حلول وتجهيزات مبتكرة لإعادة تدوير النفايات ومعالجة الموارد المائية والاستفادة من المخلفات العضوية.
ويعد هذا التوجه بالنسبة للحكومة المصرية، السبيل الأكثر ملائمة لضمان إزالة الكربون من الاقتصاد من خلال إعاماد الطاقات المتجددة وتحقيق الاكتفاء الذاتى الغذائى من خلال الاستغلال الأفضل والمستدام للموارد الطبيعية وتعزيز الاستدامة.
شركات إيطالية تستعد لدخول السوق المصرى والسعودى
وأعربت العديد من الشركات الإيطالية والأوروبية المشاركة فى “إيكوموندو” عن استعدادها لاستقطاب أسواق جديدة فى شمال أفريقيا ومن ضمنها مصر والسعودية خاصة مع الخطط الطموحة والاستراتيجية المتكاملة لتنويع مصادر الطاقة والتوجه نحو مستقبل خال من الانبعاثات.
وقال رودليفى هيرولت مدير شركة “إى اس إيه ESA” للحلول المتكاملة، إن شركته مهتمة بالأسواق العربية والأفريقية وخاصة مصر والسعودية، وتسعى لبيع أنظمة مختلفة من حلولها بمجال إعادة تدوير المخلفات فى هذه الأسواق فى العام المقبل.
وأوضح أن التشريعات والسياسات المنظمة للمشروعات فى مصر والسعودية جاذبة للشركات الإيطالية والاوروبية للعمل فيها، لاسيما فى ظل رغبة الحكومات فى الدولتين لتحقيق تقدم فى مجال خفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة.
وقال ميشيل ساميلير مدير شركة “هوبر Huber” لحلول تدوير ومعالجة المياه، إن الشركة نفذت العديد من المشروعات داخل مصر وفى الدول العربية، وتسعى لتعميق التعاون خلال الفترة المقبلة، والحصول على مشروعات اخرى فى السعودية والمغرب وتونس.
وذكر أن هناك بعض التحديات المتواجدة بهذه الاسواق ولكن الشركات قادرة على التعامل معها فى ظل رغبتها الجامحة على التوسع فى هذه الأسواق الواعدة.
وقال مدير تطوير الأعمال فى شركة “واجا إنرجى waga energy” إن الشركة مستعدة لدخول أسواق جديدة وخاصة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وهناك العديد من المناقشات التى أجريت على هامش المشاركة فى إيكوموندو مع ممثلين للقطاع الخاص من مصر والجزائر وتونس والأردن.
وتوقع إبرام اتفاقيات ومذكرات تعاون مع شركات عربية خلال العام المقبل، لاسيما فى ظل الجدية منقبل الشركة التى أجريت معها مناقشات مثمرة بشأن التعاون المستقبلى.
من جانب آخر، قالت سيلفيا مارشيسيلى مديرة شركة “هيرا Hera” إن معرض إيكوموندو فرصة للالتقاء بممثلين فى أسواق أخرى خاصة فى أفريقيا والشرق الأوسط، والشركة تسعى لفتح قنوات اتصال مع شركات من هذه الدول فى الفترة القادمة.
الدول العربية تتطلع للاستفادة من تقنيات المياه والمخلفات
قال دافيد توليدانو رئيس جامعة صناعات مواد البناء فى المغرب، دافيد توليدانو، إن المشاركة فى معرض “إيكوموندو” أمر مهم بالنسبة للمغرب بشكل خاص، باعتباره يعالج موضوع الاقتصاد الدائرى، الذى يعد نموذجا اقتصاديا للإنتاج والاستهلاك تتم فيه إعادة استخدام وتدوير المخلفات والموارد بشكل مستدام.
وأضاف أنه على الرغم من أن المغرب لا يعد بلدا ملوثا، على غرار الصين والولايات المتحدة والبلدان الصناعية الكبرى، إلا أنه يأخذ بعين الاعتبار هذه الإشكالية الكبرى ويحاول العمل بشكل استباقى لتفادى هذا الأمر.
وقال محمد فريد رئيس شركة “إيكوسيم Ecocem” العراقية، إن مشاركته فى معرض “إيكوموندو” تأتى فى إطار سعيه الدائم لمواكبة التطور التكنولوجى فى خطوط إنتاجه الخاصة بتدوير المخلفات لإنتاج الوقود البديل.
أوضح أن هناك خطة للتوسع بشركتة فى العام المقبل بنحو 10%، والأحداث الجيوسياسية الحالية لم تؤثر على عمل الشركة لاسيما وأنها تعمل فى السوق العراقى فقط ولم تتواجد بأسواق أخرى.
وذكر أنه تم إجراء لقاءات على هامش “إيكوموندو” مع مجموعة من الشركات الإيطالية العاملة فى مجال التكنولوجيا وإعادة تدوير المخلفات، وسيتم استكمال المناقشات فى الأسابيع المقبلة.
وقالت حكمت هوياشى مديرة شركة “بوليمر Polymer” التونسية، إن “إيكوموندو” يضم العديد من التقنيات والمعدات المبتكرة فى مجال التكنولوجيا والأعمال الهندسية المختلفة وقد يكون هناك تعاون مع أحدهم فى الفترة المقبلة.
وذكرت أن المشاركة فى “إيكوموندو” تمنح الشركات العربية نظرة مستقبلية واسعة حول التطورات والتكنولوجيا الخاصة بمجالات تدوير المخلفات ومعالجة المياه والحلول الهندسية المتكاملة.
كما شاركت 7 هيئات ومؤسسات اقتصادية جزائرية عاملة فى مجال الطاقات المتجددة والتدوير فى “إيكوموندو”، وتهدف مشاركة الوفد الجزائرى بالأساس إلى الاطلاع على التطورات فى الاقتصاد الأخضر، وسبل الاستفادة منها.
