أطلقت شركة “تداول”، المشغل الحصري للسوق المالية في السعودية، عمليات التداول على عقود خيارات الأسهم المفردة اليوم، والتي تتيح للمستثمرين تداول عقود الخيارات على 4 شركات مدرجة كأصول أساسية لها.
ذكرت “تداول” في بيان على موقع السوق أن عقود الخيارات (Option) للأسهم المفردة تعتبر ثالث منتج يُطرح في سوق المشتقات المالية السعودية، موضحة أن عملية المقاصة ستجري من خلال شركة مركز مقاصة الأوراق المالية “مقاصة”. وأضافت أن الشريحة الأولى التي أُطلقت اليوم، تشمل أصولها الأساسية أسهم 4 شركات، وهي: أرامكو السعودية، مصرف الراجحي، شركة الاتصالات السعودية (stc)، والشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”.
كانت “تداول” قد أعلنت سابقاً أنها ستتوسع في عقود الخيارات للأسهم المفردة، لتغطي المزيد من الشركات.
خلال حفل الإطلاق الرسمي الذي أقامته “تداول” اليوم بهذه المناسبة، قال وائل الهزاني المدير التنفيذي لشركة “مقاصة”، إن الشركة تتولى مقاصة جميع منتجات سوق الأسهم والمشتقات المالية، ومنها العقود المستقبلية للأسهم المفردة، وعقود الخيارات، وعقود اتفاقيات إعادة الشراء، مشيراً إلى أنها ستتولى في المستقبل القريب مقاصة المشتقات المتداولة خارج السوق، بما فيها أسهم مبادلة أسعار الفائدة.
أداة تحوّط
يُنظر إلى عقود الخيارات باعتبارها أداة مالية يستخدمها المستثمرون للتحوط ضد تقلبات الأسواق المالية، وفق ما قاله محللون ماليون لـ”الشرق”.
المحلل خالد الزايدي من “مركز الزايدي للتعليم المالي” في السعودية، قال إن أداة التحوط هذه تتمتع بفرص نجاح كبيرة في المملكة، إذ تتيح للمتعاملين التحوّط من تقلبات الأسهم، مضيفاً أن إطلاقها كان أحد أبرز مطالب المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم السعودية.
أما حمد العليان، الشريك والمؤسس في شركة “فيلا المالية” السعودية، فأشار إلى أن من بين الأسباب التي دفعت “تداول” إلى هذه الخطوة، هي أن الخيارات تعتبر أداة تحوّط، وهي تساعد بالتالي المستثمرين والمتعاملين في سوق الأسهم السعودية على تجنّب أي تقلبات غير متوقعة في تاسع أكبر سوق مالية في العالم.
قد يكون بعض المتعاملين السعوديين أقل خبرة من نظرائهم الأجانب في ما يتعلق بعقود الخيارات، بحسب ما قال حسين الرقيب، مدير “مركز زاد للاستشارات المالية”؛ ولذلك، فإن الأمر “يحتاج إلى توعية كبيرة من قبل (تداول) وشركات الوساطة المالية لتعزيز معرفة المتعاملين في سوق الأسهم بها، إضافة إلى إقامة دورات تدريبية في هذا المجال”.
أضاف الرقيب لـ”الشرق”، أن هذه الأداة المالية الجديدة في السوق السعودية، تعتبر ذات مخاطر عالية، لكنها في الوقت ذاته تتيح للمستثمرين تحقيق مكاسب قوية. واقترح بأن تنشئ شركات الوساطة المالية السعودية، صناديق استثمار تعمل في هذه الخيارات لجذب المستثمرين المحليين إليها.
ماهي عقود الخيارات (Option)؟
تُعرّف “تداول” على الموقع الإلكتروني للسوق، عقود الخيارات للأسهم المفردة بأنها عقود موحدة المقاييس، والأصل الأساسي لها هو أسهم مفردة. ويتم اشتقاق قيمة هذه العقود من قيمة الأسهم الأساسية، فيما تتبع عملية التداول النمط الأميركي وتتم تسويتها عبر تسليم الأصل الأساسي.
بحسب وثيقة التعريف التي نشرتها “تداول”، فإن عقود الخيارات للأسهم المفردة تتيح البيع على المكشوف دون امتلاك الأسهم الأساسية، فيما تتحرك هذه العقود عادة مع حركة الأسهم الأساسية. ولا يحق لحاملي هذه العقود التصويت في الجمعيات العمومية للشركات المدرجة، ولا الحصول على توزيعات الأرباح.
أما الفرق بين تداول عقود الخيارات وتداول الأسهم، فإنه في حالة تداول الأسهم، ينبغي على المستثمرين تسـديد 100% من سـعر السـهم لامتلاكه، في حين يمكن للمستثمرين شراء عقود الخيارات من خلال دفع العربون الذي غالباً ما يمثّل جزءاً صغيراً من القمية الإجمالية. ويمكن لمتداولي عقود الخيارات للأسهم المفردة الاستفادة من انخفاض الأسعار (وهذا غير ممكن في حالة تداول الأسهم)، وذلك عبر شراء عقود البيع أو بيع عقود الشراء.
اقتصاد الشرق








