تتجه الشركات العقارية إلى آليات واستراتيجيات جديدة لتحفيز مبيعاتها وجذب العملاء، وعلى رأسها التسليم الفوري للوحدات السكنية، وذلك في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها السوق العقاري خلال الفترة الأخيرة.
كشف خبراء ومتعاملون بالقطاع العقاري أن التسليم الفوري أصبح إحدى الوسائل التسويقية الأكثر فاعلية، إلى جانب تقديم تسهيلات سداد تمتد حتى 12 عامًا، وهو ما يعكس حرص الشركات على تلبية احتياجات العملاء وتحقيق الاستقرار المالي في السوق.
قال فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن الشركات العقارية بدأت العام الجديد بعروض مغرية لتحفيز المبيعات، أبرزها تسليم الوحدات فورًا، مقابل سداد على فترات زمنية تراوحت من 5 إلى 10 سنوات.
أضاف فوزي لـ”البورصة” أن شركات عقارية كبرى أعلنت عن تسليم وحداتها بآلية التسليم الفوري، من بينها “بالم هيلز”، و”ماونتن فيو”، و”المراسم”، و”سوديك”، و”أورا”، و”مدينة مصر”، وتنوعت الوحدات ما بين تشطيب كامل أو نصف تشطيب.
أوضح أن الشركات التي تطرح وحدات جاهزة للتسليم الفوري غالبًا ما تكون تلك الوحدات متبقية من مراحل بيعية سابقة، أو نتيجة إعادة بيع وحدات من قبل العملاء عبر الشركة، أو بسبب تعثر بعض المشترين في سداد الأقساط، مما يعيد الملكية للشركة مجددًا.
تابع أن هناك شريحة من الشركات العقارية تخطط لتسليم مشروعاتها للعملاء في فترة زمنية لا تتجاوز 5 سنوات، مستفيدة من استقرار أسعار مواد البناء حاليًا، مشيرًا إلى أن هذه الشركات تعمل على تسريع وتيرة الإنشاءات لتفادي أي زيادات مستقبلية محتملة في التكاليف، مما يساهم في الحفاظ على تنافسية الأسعار النهائية للمنتجات العقارية.
من جانبه، قال علاء فكري، رئيس مجلس إدارة شركة “بيتا إيجيبت” للتطوير العقاري، إن السوق يشهد تطورات سريعة، مما يدفع الشركات العقارية إلى البحث عن آليات جديدة لتحفيز قرارات الشراء لدى العملاء.
أضاف فكري أن التسليم الفوري يلقى إقبالًا كبيرًا، خاصة من العملاء الذين يحتاجون إلى الوحدة للسكن الفوري أو الاستثمار السريع، موضحًا أن القدرة المالية للعميل تلعب دورًا أساسيًا في تحديد اختياره بين التسليم الفوري، مقابل أقساط قصيرة مرتفعة، أو الاستفادة من فترات سداد طويلة تصل إلى 12 عامًا، مما يخفف من الأعباء المالية على المشترين.
قال إبراهيم عبد المنعم، رئيس شركة “كونسالتنج للتسويق”، إن التسليم الفوري للوحدات السكنية سيشهد نموًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع دخول شركات جديدة إلى السوق، تسعى لجذب العملاء عبر تسهيلات غير تقليدية.
وأشار عبد المنعم إلى أن هذه العروض لا تستهدف العملاء الباحثين عن سكن سريع فقط، بل المستثمرين الذين يرغبون في الاستفادة من العقار كوسيلة للادخار أو تحقيق أرباح سريعة.
وأضاف أن معظم هذه الشركات تقدم تسهيلات على فترات تتراوح بين عامين و8 أعوام كحد أقصى، مما يجعل هذه العروض تناسب شريحة محددة من العملاء.
كتب .. حسن حامد وهشام عبد الله
