دفعت الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على وارداتها من زيت الزيتون اليوناني عدداً من الشركات المصرية إلى تعزيز خططها التصديرية نحو السوق الأمريكية.
وظلت سوق الولايات المتحدة، طوال سنوات، وجهة رئيسة لصادرات الزيت اليوناني، إذ تعد آثينا خامس أكبر مصدر لزيت الزيتون إلى السوق الأمريكية بمتوسط 8 ـ 10 آلاف طن سنويا.
ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض 30% رسوما جمركية على المنتجات الأوروبية ، أصبحت الصادرات خصوصا زيت الزيتون اليوناني معرضة للتراجع بنسبة 40%.
ويسعى المصدرون المصريون لاستغلال التحولات في السوق الأمريكية ، والتي تتجه نحو بدائل من مصر وتركيا وتونس.
قال علي عبد الرحمن، مدير التصدير بشركة “التلال” للتصنيع والتعبئة وتصدير المواد الغذائية، إن الشركة تستعد لافتتاح مصنع جديد في محافظة الإسماعيلية ، الشهر المقبل، باستثمارات تقارب 150 مليون جنيه، لإنتاج زيت الزيتون المخصص للتصدير.
أضاف أن المصنع الجديد يستهدف إنتاج نحو 1500 طن سنويًا من زيت الزيتون وفقًا للمواصفات الدولية، مع تركيز خاص على التصدير إلى السوق الأمريكية، بقيمة تصديرية تُقدر بحوالي 75 مليون دولار.
وتنتج “تلال” نحو 900 طن من زيت الزيتون سنويًا عبر مصنعها القائم في محافظة الجيزة وخط الإنتاج المخصص لعصر الزيتون في شمال سيناء، وتقوم بتوزيع الإنتاج بين السوق المحلي وأسواق التصدير التي تشمل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب دول الخليج مثل الإمارات والبحرين، وأسواق إفريقية منها تشاد والكاميرون، وعدد من الأسواق الأوروبية مثل ألمانيا وإنجلترا وروسيا.
أشار عبد الرحمن إلى أن ارتفاع أسعار الزيتون في السوق المحلية يمثل أحد أبرز التحديات التي تؤثر على توسع صادرات زيت الزيتون المصري، إذ يفضل بعض المنتجين البيع في السوق المحلية بدلاً من التصدير نتيجة لفارق الأسعار.
أضاف أن هوامش أرباح مزارع الزيتون تصل إلى نحو 400%، داعيًا الجهات المعنية إلى تدخل عاجل لضبط أسعار مدخلات الإنتاج، بما يُعزز تنافسية المنتج المصري في الأسواق الخارجية.
أبو شوشة: نخطط لتصدير 250 طن “إكسترا فيرجن” لأمريكا وأوروبا
قال حسام أبو شوشة، رئيس مجلس إدارة شركة “توريج” للاستيراد والتصدير، إن الشركة تعتزم التوسع في صادراتها من زيت الزيتون إلى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، مستهدفة 250 طنًا من زيت الزيتون “إكسترا فيرجن” خلال الفترة المقبلة.
أضاف أن الشركة تصدر نحو 100 طن سنويًا إلى أسواق شرق آسيا، وإندونيسيا، واليونان، وتسعى إلى تعزيز وجودها في الأسواق الغربية.
ذكر أن السوق الأمريكية تشترط حصول الموردين على شهادة اعتماد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مشيرًا إلى أن بعض المصانع المصرية حصلت بالفعل على هذه الشهادة، وتقوم بتوريد إنتاجها لشركة “توريج” تمهيدًا لتصديره.
أضاف: “هناك مصانع جديدة قيد الإنشاء، بهدف توسيع الطاقة الإنتاجية للزيت المخصص للتصدير، في حين أصبحت عدة خطوط إنتاج محلية مؤهلة للامتثال لمتطلبات الأسواق العالمية، خاصة السوق الأمريكية”.
أوضح أبوشوشة، أن مصر تمتلك إنتاجًا وفيرًا من ثمار الزيتون، إلا أن المساحات المزروعة بالأصناف الزيتية المناسبة للعصر لا تزال محدودة، مما يُقيد إمكانيات التوسع في صادرات زيت الزيتون.
أشار إلى أن تسعير المواد الخام يمثل عقبة حقيقية أمام المصدرين، في ظل امتناع بعض المصانع عن شراء الزيتون من المزارعين بسبب ارتفاع أسعاره، وهو ما يدفع بعض المزارعين إلى تخليل الثمار بدلاً من عصرها، مما يؤثر سلبًا على جودة الزيت الناتج.
وفيما يتعلق بالتصدير، لفت أبو شوشة، إلى أن تصدير زيت الزيتون المصري بشكل “بالك” (غير معبأ) في براميل سعة 150 كجم بسعر 1400 دولار للطن، يفقد مصر جزءًا مهمًا من القيمة المضافة.
اوضح أن تعبئة الزيت محليًا ترفع سعر الطن إلى 1900 دولار عند التعبئة المعدنية، وتصل إلى 2500 دولار عند التعبئة في عبوات زجاجية، مما يعزز من العائد التصديري، ويوفر فرص عمل، ويعزز من صورة المنتج المصري في الخارج.
عبدالحميد: “سيف فود” تستهدف مضاعفة صادراتها إلى 400 طن 2025
من جانبه، قال أشرف عبد الحميد، رئيس مجلس إدارة شركة “سيف فود” للاستيراد والتصدير، إن الشركة تسعى لمضاعفة صادراتها من زيت الزيتون إلى 400 طن بنهاية العام الحالي، مقارنة بـ 200 طن العام الماضي، بدعم من خطط التوسع في الأسواق الخارجية، خاصة السوق الأمريكي.
وأوضح لـ”البورصة” أن الشركة تركز على فتح أسواق جديدة، إلى جانب تعزيز وجودها في أسواق الإمارات، وفرنسا، وإسبانيا، مشيرًا إلى أن القرارات الجمركية الأمريكية التي فُرضت خلال إدارة ترامب أعادت تشكيل خريطة الطلب العالمي على زيت الزيتون.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية اتجهت في السنوات الأخيرة إلى تنويع مصادر استيراد زيت الزيتون، إذ بدأت الاعتماد على واردات من تونس وتركيا، نظرًا لارتفاع أسعار زيت الزيتون اليوناني.
وأكد عبد الحميد أن المنتج المصري يتمتع بجودة عالية ومواصفات متميزة، رغم أن دولًا منها تونس وتركيا تتفوق في جانب الأسعار، ما يحتم على المنتج المصري العمل على تعزيز كفاءة سلاسل التوريد وخفض التكاليف.
وأشار إلى أن متوسط سعر لتر زيت الزيتون “إكسترا فيرجن” للمستهلك بعد التصدير يصل إلى نحو 3.3 دولار، موضحًا أن الشركة تركز على تقديم منتج عالي الجودة بأسعار تنافسية لتعزيز قدرتها على النفاذ إلى الأسواق المستهدفة.
