تستهدف شركة “أدير العالمية”، إحدى شركات مجموعة سمو القابضة السعودية، إطلاق أول صندوق استثمار عقاري لها في السوق المصرية مطلع العام المقبل 2026، بقيمة إجمالية مستهدفة تبلغ نحو مليار دولار.
كشف عبد الرحمن بن عايض، رئيس مجلس إدارة “أدير العقارية”، أن الشركة تسعى لتأسيس صندوق استثماري عقاري بمشاركة خليجية ومحلية ودولية واسعة، متوقعا وصول مساهمة المستثمرين السعوديين لنحو 30 ـ 40% من حجم الصندوق، بينما يُخصص الجزء الأكبر للمستثمرين المصريين والأجانب، من أفراد ومؤسسات.
وأشار بن عايض إلى أن “أدير” تلقت بالفعل استفسارات من عدد من الصناديق الاستثمارية والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية، أبدت اهتمامها بالانضمام إلى الصندوق العقاري المرتقب، الذي يهدف إلى تمويل مشروعات تطوير عقاري في مناطق استراتيجية داخل مصر.
الشركة تدرس التوسع في “وسط البلد”
وأوضح أن الشركة تدرس حاليًا عدة فرص استثمارية في محافظات ومدن مصرية مختلفة، مضيفا أن منطقة وسط البلد بالقاهرة تحظى باهتمام خاص ضمن خطة التوسع، لما تتميز به من طابع تاريخي ومعماري فريد، إضافة إلى موقعها الحيوي ومقوماتها الجاذبة للاستثمار، وخاصة بعد أعمال التطوير الجارية بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص.
كشف بن عايض، أن الشركة تلقت عرضًا لتطوير قطعة أرض بمساحة 300 فدان تقع قرب منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي، في خطوة تعكس التوجه المتنامي للشركات الخليجية نحو الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر.
أضاف أن الشركة تلقت العرض قبل أسبوعين، وهي بصدد دراسة المشروع في إطار شراكات محتملة مع جهات مصرية، سواء كانت حكومية أو من القطاع الخاص.
وأكد أن منطقة رأس الحكمة تمثل أحد أبرز النقاط الجاذبة للاستثمار العقاري في مصر حاليًا، بفضل الطفرة الكبيرة في مشروعات التطوير السياحي والعمراني التي تشهدها المنطقة، والاهتمام الحكومي المتزايد بتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.
وأشار بن عايض إلى أن خطط “أدير” لا تقتصر على شراء الأراضي فحسب، بل تستهدف عقد شراكات تطوير متكاملة تقوم على تخطيط عمراني حديث، يواكب الاتجاهات العالمية في التصميم والخدمات الذكية، مع مراعاة السياق المحلي ومقومات الجذب الطبيعي.
وأوضح أن شركة “أدير” تمتلك سجلًا حافلًا من الخبرة في تطوير وإدارة المجمعات العقارية الكبرى، وتعمل حاليًا على مشروعات استراتيجية في مدينتي جدة ومكة بالمملكة العربية السعودية، حيث تدير صناديق استثمار عقاري تتجاوز استثماراتها 52 مليار ريال سعودي (أي ما يعادل نحو 13.8 مليار دولار ).
وتابع:” هذه الخبرة الممتدة تؤهل الشركة لدخول السوق المصري بثقة، وتقديم نموذج تطوير عقاري متكامل، خاصة مع البيئة الاستثمارية المتغيرة في مصر والدعم الحكومي المتزايد للقطاع”.
كشف رئيس مجلس إدارة “أدير العقارية” عن خطة لتأسيس ذراع تسويقية دائمة للشركة داخل السوق المصرية، تحمل اسم الشركة نفسه ، على غرار النموذج القائم داخل المملكة.
وأوضح بن عايض، أن تنفيذ هذا الكيان التسويقي الجديد يأتي ضمن استراتيجية مدروسة لإنشاء قناة تسويق محترفة، تُعزز تواصل الشركة مع المطورين والمستثمرين المحليين، وتُقدم خدمات متكاملة في التسويق العقاري، مدعومة بالخبرة التقنية والاحترافية.
إطلاق منصة رقمية متخصصة في المزادات العقارية تحت اسم “سادير”
كما أعلن عن نية الشركة إطلاق منصة رقمية متخصصة في المزادات العقارية تحت اسم “سادير”، مستوحاة من النموذج السعودي الناجح الذي أثبت فاعليته خلال السنوات الماضية كأحد أبرز أدوات التسويق والبيع العقاري في المملكة.
وأشار إلى أن “أدير” بدأت بالفعل مباحثات مع عدد من البنوك المصرية الكبرى لتفعيل هذه المنصة، في ظل رغبة متزايدة من المؤسسات المصرفية المصرية للدخول في مجال المزادات العقارية، خاصة مع تكدس المعروض في بعض الشرائح السكنية، وغياب منصات إلكترونية متخصصة قادرة على إدارة عمليات البيع بكفاءة وشفافية.
ولفت إلى أن المزادات تُعد من أكثر الآليات فاعلية لتحقيق قيمة سوقية عادلة للعقار، سواء بالنسبة للبائعين أو المشترين، بشرط وجود إدارة احترافية تضمن الشفافية والمصداقية في عمليات البيع، وهو ما تهدف إليه منصة “سادير”.
واعتبر بن عايض أن غياب منظومة رقمية متكاملة للمزادات في السوق المصري يمثل فرصة حقيقية لشركات مثل “أدير” لطرح حلول تكنولوجية متقدمة، تُعيد تنظيم السوق وتُسهم في تحقيق التوازن بين العرض والطلب.
وأكد أن “أدير” تسعى إلى تقديم تجربة رقمية غير مسبوقة في السوق المصرية، مدعومة بخبرات واقعية وتجارب ناجحة في الأسواق الخليجية، مع تكييف الأدوات التكنولوجية بما يتناسب مع طبيعة السوق المصري واحتياجاته التنظيمية والتجارية.
70 مليار جنيه استثمارات مشروع تجاري إداري جديد في “مستقبل سيتي”
لفت بن عايض، إلى إطلاق مشروع تجارى إدارى بمدينة المستقبل سيتى بالشراكة مع شركة «ميدار» للاستثمار والتنمية العمرانية، المطور العام، ضمن المرحلة الأولى من المدينة، بإجمالى مبيعات تقدر بنحو 100 مليار جنيه.
ويقام المشروع على مساحة 60 فداناً، بإجمالى استثمارات يقدّر بنحو 70 مليار جنيه، وسيتم تنفيذه على 5 سنوات.
وتتجاوز المساحة البنائية للمشروع 500 ألف متر مربع، ويضم وحدات متعددة الاستخدامات تشمل أنشطة تجارية وإدارية، بالإضافة إلى منطقة خدمات متكاملة.
أكد بن عايض، أن الشراكة تعكس ثقة مجموعة «سمو القابضة» فى رؤية «ميدار» ومشروعاتها؛ إذ تأتى هذه الخطوة بعد إطلاق تحالف استثمارى يضم «ميدار» و«سمو للاستثمار» السعودية و«أدير العالمية» و«حسن علام العقارية» لتطوير مشروعات فندقية، باستثمارات تصل إلى 2 مليار دولار.
وتأسست شركة «أدير إنترناشيونال» المملوكة لمجموعة «سمو القابضة» عام 2020، بهدف تقديم مجموعة واسعة من الخدمات المبتكرة فى صناعة العقارات.
وتقدم «أدير العالمية» مجموعة متنوعة من الخدمات التى تشمل إدارة المحافظ العقارية، والبيع والتأجير، وإدارة الأملاك والعقارات، والاستثمار، والوساطة، والتسويق العقارى.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عقد اجتماعًا مؤخرًا مع قيادات شركة “أدير العقارية”، تناول خلاله الخطط الاستثمارية للشركة في مصر، وعلى رأسها مشروع الصندوق العقاري، الذي سيتم تأسيسه وفقًا للوائح المعتمدة من الهيئة العامة للرقابة المالية.
وأكد رئيس الوزراء خلال اللقاء دعم الدولة الكامل لتوجهات الشركات الخليجية الكبرى لضخ استثمارات مباشرة في مصر، لا سيما في القطاعات ذات الأولوية كالتطوير العقاري والسياحة.
من جانبه، قال الدكتور عايض القحطاني، رئيس مجلس إدارة مجموعة سمو القابضة المالكة لشركة أدير، إن المجموعة تمتلك خبرة طويلة في التعاون مع شركاء مصريين بالسوق السعودي، وهو ما يشجعها على تكرار التجربة بنجاح في مصر.
وأضاف القحطاني: “لدينا رغبة قوية للاستثمار في مصر، وسنعلن قريبًا عن أولى مشروعاتنا في السوق المصري، ونؤمن بأن الصناديق العقارية ستمثل نقلة نوعية في جذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص”.
