أنعشت مبيعات أجهزة التبريد، وعلى رأسها المراوح والتكييفات، سوق الأجهزة الكهربائية خلال موسم الصيف الحالي، فى ظل تراجع الطلب على الأجهزة المنزلية التقليدية بسبب ضعف القوة الشرائية.
وتصدر التكييف الصحراوى الأجهزة الأكثر مبيعًا خلال الموسم الحالي، بدعم من أسعاره المنخفضة وسهولة تشغيله، متفوقًا على التكييفات التقليدية والمراوح، وذلك بالتزامن مع توسع الشركات فى عروض التقسيط واتجاه المستهلكين لشراء الأجهزة المستعملة كحل اقتصادي.
مبروك: الإنتاج المحلى تضاعف إلى مليونى تكييف خلال الموسم الحالى
وكشف حسن مبروك، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، عن تضاعف الطاقة الإنتاجية المحلية من أجهزة التكييف خلال السنوات الخمس الأخيرة، لتصل إلى مليونى وحدة سنويًا، مقابل مليون وحدة فقط قبل 5 سنوات، وذلك بفضل استقرار مدخلات الإنتاج ونمو عدد الشركات العاملة فى القطاع.
وأضاف مبروك لـ«البورصة»، أن السوق بدأ يشهد مؤشرات إيجابية مع دخول شهر أغسطس، متوقعًا زيادة فى حجم الطلب على أجهزة التكييف بالتزامن مع موجات الحر المستمرة.
وشملت العروض الصيفية تخفيضات كبيرة، أبرزها من شركة «فريش»، التى خفضت سعر تكييف «تربو 1.5 حصان» إلى 22.9 ألف جنيه بدلاً من 27.9 ألف جنيه، ومبرد هواء سعة 25 لترًا إلى 3.7 ألف جنيه بدلًا من 4.8 ألف، بينما سجل مبرد «جامبو» سعة 120 لترًا نحو 9.5 ألف جنيه.
فى المقابل، بلغ سعر تكييف «شارب» 3 حصان نحو 47 ألف جنيه، وتكييف «سامسونج» 2.25 حصان نحو 33.5 ألف جنيه، أما طراز 1.5 حصان فسجل 25.5 ألف جنيه.
وقال جورج زكريا، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الجيزة التجارية، إن انتهاء العروض الترويجية ساهم فى عودة الأسعار إلى مستوياتها الأصلية، دون زيادات إضافية، ما يعكس حالة من الاستقرار النسبى فى السوق، مع بقاء الطلب عند مستويات مرتفعة.
وأوضح زكريا أن التكييفات الصحراوية تهيمن على المبيعات حاليًا بفضل انخفاض أسعارها وسهولة تشغيلها، خاصة فى المساحات المفتوحة أو التى تفتقر للتهوية الجيدة، مشيرًا إلى أن بعض الطرازات نفدت من المخازن بسبب قوة الطلب.
سامر: التقسيط أنقذ المبيعات.. وفئة 1.5 حصان الأكثر جذبًا للمستهلكين
وقال محمد سامر، تاجر أجهزة تبريد بشارع عبد العزيز، إن المبيعات ارتفعت بنحو 30% مقارنة ببداية العام، لافتًا إلى أن الإقبال الأكبر يتركز على أجهزة التكييف الصحراوى وفئة 1.5 حصان.
وأوضح أن أسعار التكييفات الفريون تبدأ من 20 ألف جنيه للفئة 1.5 حصان، وتصل إلى 46 ألف جنيه للفئة 3 حصان، بينما تتراوح أسعار الأجهزة الصحراوية بين 2 و7 آلاف جنيه.
وأشار سامر إلى أن أنظمة التقسيط حتى 10 أشهر حفزت قطاعات واسعة من المستهلكين، خاصة من كانوا قد أجلوا قرار الشراء بسبب ضغوط الإنفاق.
وقال تاجر أجهزة كهربائية مستعملة بمحافظة الجيزة، إن هناك زيادة ملحوظة فى الطلب على أجهزة التكييف المستعملة خلال الموسم الحالي، فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار الأجهزة الجديدة.
وأضاف لـ«البورصة»، أن أجهزة التكييف الصحراوية تشهد رواجًا، خاصة الأجهزة ذات القدرة الكبيرة مثل «نصف حصان» التى تُستخدم فى الأماكن الواسعة، ويصل سعرها حاليًا إلى 8.5 ألف جنيه، مقابل أكثر من 22 ألف جنيه للجهاز الجديد.
وأشار إلى أن أسعار التكييفات التقليدية من فئة 1.5 حصان تتراوح فى السوق المستعمل بين 9 و15 ألف جنيه، حسب حالة الجهاز والموديل والشركة المصنعة، موضحًا أن جميع الأجهزة تُباع بضمان لمدة 6 أشهر من المعرض نفسه.
ورصدت «البورصة» خلال جولة ميدانية بشارع عبد العزيز، أحد أكبر أسواق الأجهزة الكهربائية بالقاهرة، اتجاهاً متزايداً نحو المراوح والمبردات الصحراوية، التى أصبحت الخيار الأول للعديد من المستهلكين الباحثين عن التهوية بأقل تكلفة ممكنة.
وقال أحمد مسعود، أحد العاملين فى سنتر «هلال»، إن بعض أيام الصيف تشهد بيع 7 وحدات تكييف صحراوي، وهو رقم كبير مقارنة بالسنوات الماضية، لافتًا إلى أن أسعار هذه الأجهزة تتراوح بين 3500 و6000 جنيه.
يوسف: ماركات اقتصادية تُنعش سوق المراوح.. وATA وHiway فى الصدارة
وأكد يوسف، أحد العاملين فى محل «آمون»، أن المراوح تشهد إقبالًا كبيرًا بفضل فارق السعر الكبير بينها وبين التكييفات، مشيرًا إلى أن ماركات مثل «ATA» و«Hiway» تحظى برواج واسع.
وأوضح يوسف أن أسعار المراوح تشهد زيادات يومية مدفوعة بارتفاع الطلب، ما ساهم فى تعزيز مبيعات الموديلات منخفضة السعر.
من جانبه، أكد وليد، أحد العاملين فى معرض للأجهزة الكهربائية بالشارع، أن التكييفات الصحراوية أصبحت الحل الوسط للمستهلكين، حيث تجمع بين السعر المناسب وكفاءة التبريد المقبولة.
وأشار إلى أن الإقبال على هذا النوع من التكييفات ارتفع منذ عام 2023، خاصة فى ظل التغيرات الاجتماعية مثل قدوم عدد كبير من المواطنين السودانيين إلى مصر خلال السنوات الماضية، ما ساهم فى رفع الطلب على أجهزة التبريد.








