كشف تقرير صادر عن منصة “عالمنا في بيانات” (Our World in Data)، عن أن أكثر من نصف الكهرباء المنتجة في هولندا عام 2024 جاءت من مصادر متجددة، وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، حيث شكلت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحدهما نحو 45% من إجمالي الإنتاج الكهربائي.
ويشير التقرير، إلى أن هذا التحول حدث بشكل سريع وحديث نسبيًا. ففي عام 2018، كانت أكثر من 80% من الكهرباء الهولندية تولد باستخدام الوقود الأحفوري.
وجاء هذا التحول بعد أن وقعت الحكومة الهولندية اتفاقًا وطنيًا للمناخ في عام 2019، تضمّن أكثر من 600 إجراء لدفع التحول نحو الطاقة منخفضة الكربون. وشملت هذه الإجراءات: تشجيع الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فرض ضريبة كربون تصاعدية، وإغلاق محطة فحم كبرى كانت تعتمد عليها البلاد.
ونتيجة لذلك، شهدت البلاد طفرة كبيرة في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، حيث ارتفعت مساهمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مزيج الكهرباء من 14% عام 2019 إلى 45% بحلول 2024.
واعتمدت هولندا في هذا التحول الطاقوي على نهج تشاركي، تم من خلال مفاوضات شملت أكثر من 100 جهة، من بينها شركات خاصة، ونقابات عمالية، وهيئات حكومية، ومنظمات غير حكومية. ويعكس هذا النهج ما يُعرف في الثقافة الهولندية بمفهوم “بولدرن” (Polderen)، وهو نموذج قائم على التوافق والحوار الجماعي بدلاً من القرارات المركزية الأحادية.
ويعد هذا التحول السريع نموذجًا مشجعًا لباقي الدول الساعية للتخلي عن الوقود الأحفوري، حيث يظهر أن التحول في مجال الطاقة المتجددة لا يتطلب بالضرورة قرارات فوقية صارمة، بل يمكن أن يتحقق من خلال التعاون المجتمعي والالتزام المشترك.








