واصلت مؤشرات البورصة المصرية أداءها الإيجابي خلال تعاملات جلسة أمس الأربعاء، وسط زخم شرائي ملحوظ من المستثمرين الأفراد، ما ساهم في دفع السوق نحو مستويات تاريخية جديدة، واستقرار المؤشر الرئيسي قرب مستوى 35500 نقطة.
وسجل المؤشر الرئيسي “EGX30” ارتفاعًا بنسبة 0.64% ليصل إلى مستوى 35480 نقطة، كما صعد مؤشر “EGX70” للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.15% ليغلق عند 10505 نقاط.
وارتفع مؤشر “EGX30 Capped” بنسبة 0.43% ليصل إلى 43420 نقطة. في حين استقر مؤشر “EGX100” الأوسع نطاقًا عند 14118 نقطة، وصعد مؤشر الشريعة الإسلامية بنسبة 0.20% ليصل إلى 3576 نقطة.
قال محمد فاروق مسعود، العضو المنتدب لشركة “جلوبال إنفست” لتداول الأوراق المالية، إن السوق يتحرك في مناطق سعرية غير مسبوقة تاريخيًا، مدعومًا بسيولة متزايدة تواكب هذا الصعود اللافت.
وأشار إلى أن التحسن في شهية الأفراد للشراء تزامن مع ضعف العائد على الذهب والدولار، وتعقيد إجراءات تسييل العقارات، وهو ما دفع شرائح واسعة من المستثمرين إلى إعادة توجيه السيولة إلى الأسهم كأداة استثمار أكثر مرونة وربحية.
وتوقع مسعود أن يستمر الاتجاه الصاعد الراهن، مرجّحًا أن ينجح المؤشر في اختراق مستويات جديدة تصل إلى 40 ألف نقطة قبل نهاية العام الحالي، بشرط استمرار التدفقات المالية والنشاط المؤسسي.
من جانبه، أوضح باسم أبوغنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة “عربية أون لاين”، أن السوق يواصل التحرك داخل موجة صاعدة واضحة المعالم، تتسم بارتفاعات جماعية في معظم الأسهم القيادية، وعلى رأسها “البنك التجاري الدولي”، و”فوري”، و”إي فاينانس”.
وأشار إلى أن اختراق السوق لعدة مستويات مقاومة تاريخية يعزز النظرة الإيجابية على الأجل القصير والمتوسط والطويل، لاسيما مع صعود جميع المؤشرات الثلاثة الرئيسية إلى مستويات قياسية، ما يعكس إجماعًا على الاتجاه الصاعد في السوق.
أفاد أبوغنيمة أن هناك عددًا من الأسهم ما زالت متأخرة في حركتها السعرية مقارنة بالمؤشر، ما يمنحها فرصة لتعويض الفجوة خلال الجلسات المقبلة، خاصة في ظل تزايد الإقبال على الأسهم التي لم تشارك بعد في موجة الصعود.
وقال أبوغنيمة إن السوق قد يواجه ضغوطًا بيعية جزئية قرب مستوى 35500 نقطة، لكنها لن تؤثر على الاتجاه العام ما لم يتم كسر الدعم الرئيسي عند 34500 نقطة.
وحدد المقاومة الأهم حاليًا عند مستوى 36300 نقطة، مرجحًا أن يشهد السوق حركة تذبذب نسبي قبل مواصلة الصعود.
ونصح المستثمرين الذين قاموا ببناء مراكز شرائية مبكرًا بالاحتفاظ بجزء من الأرباح، مع الإبقاء على المراكز الأساسية، وتجهيز سيولة لإعادة الشراء حال حدوث تصحيحات طفيفة، مشددًا على أهمية التركيز على الأسهم التي ماتزال في مناطق سعرية جاذبة.
بلغت قيم التداولات خلال الجلسة 5.214 مليار جنيه، عبر تداول 1.545 مليار سهم، من خلال تنفيذ 121.07 ألف صفقة، على أسهم 214 شركة مدرجة، ارتفع منها 66 سهمًا، بينما تراجعت أسعار 116 سهمًا، واستقرت أسعار 32 سهمًا دون تغيير.
وسجل رأس المال السوقي مستوى 2.458 تريليون جنيه، وسط سيطرة واضحة من المستثمرين المصريين على حركة التعاملات، بصافي شراء بلغ 31.58 مليون جنيه، وبنسبة استحواذ بلغت 91.52% من التداولات.
وفي المقابل، اتجه المستثمرون العرب والأجانب إلى البيع بصافي تعاملات بلغ 16.9 مليون جنيه و14.6 مليون جنيه على التوالي، وبنسب استحواذ بلغت 4.96% للعرب و3.53% للأجانب.
واستحوذ المستثمرون الأفراد على 76.93% من التداولات، وتنوعت توجهاتهم بين البيع من جانب المصريين والعرب والأجانب بصافي قيم بلغت 215.9 مليون جنيه، و37.5 مليون جنيه، و1.5 مليون جنيه على الترتيب.
أما المؤسسات، والتي شكلت 23.06% من إجمالي التعاملات، فقد سجلت المحلية والعربية صافي شراء بقيمة 247.4 مليون جنيه و20.6 مليون جنيه، في حين سجلت المؤسسات الأجنبية صافي بيع بقيمة 13.16 مليون جنيه.








