سجل قطاع زجاج السيارات المصري، نموا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية، مع توجه الحكومة نحو العمل على تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات.
وبحسب مصنعين ومتعاملين في السوق، فإن هذا النمو دفع الشركات للاستثمار في خطوط إنتاج بمعايير عالمية، تشمل تقنيات عزل الحرارة، وتقليل الوهج، وتحسين الرؤية الليلية، بما يتوافق مع معايير السلامة والأمان الدولية.
قال هشام محمود، مدير مبيعات شركة جريش للزجاج، إن الطلب على الزجاج المصنع بمعايير عالمية أصبح من الأعلى بين القطاعات الصناعية، سواء في السوق المحلية أو في الأسواق الإقليمية .. الأمر الذي دفع الشركات المصنعة إلى ضخ استثمارات كبيرة في خطوط إنتاج حديثة، تشمل تقنيات متقدمة لمقاومة الصدمات والخدوش، وتقليل الوهج، وتحسين الرؤية الليلية، بما يتوافق مع المعايير الدولية للسلامة.
أضاف أن هذه المواصفات أصبحت شرطًا أساسيًا لدخول أسواق مثل أوروبا وأمريكا الشمالية، مما يجعل مصر مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات وصناعاتها المغذية، إذا استمرت الاستثمارات على الوتيرة نفسها.
ولفت محمود، إلى أن صناعة زجاج السيارات في مصر لا يقتصر على كونه مشروعًا صناعيًا، بل يعد جزءًا من رؤية أشمل لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات. ويؤكد أن استمرار الاستثمارات ودعم الدولة لهذه الصناعة سيؤديان إلى زيادة فرص التصدير، ونمو نسبة المكون المحلي، وتوسيع قاعدة الإنتاج، مما يعزز قدرة المنتج المصري على المنافسة عالميًا.
وأوضح أن زيادة نسبة المكون المحلي تمثل خطوة أساسية لضمان نمو صناعة زجاج السيارات، مشيرًا إلى أن الاستثمار في تصنيع المكونات المتخصصة سيعزز قدرة المنتج المصري على المنافسة عالميًا، ويوفر بدائل قوية للاستيراد.
عباد: “رويال جايس” تخطط لتطوير خطوط إنتاج قادرة على التصنيع بمعايير عالمية
وقال تامر عباد، مدير المشتريات بشركة رويال جايس للزجاج، إن شركته تعتمد في الوقت الحالي على استيراد نحو 90% من مستلزمات الإنتاج، خصوصًا الإكسسوارات المتخصصة مثل الهاندريلات وكبائن الشاور المستخدمة في تركيب الزجاج، للحفاظ على مستويات الجودة المطلوبة.
وأوضح أن هناك خططًا واضحة لتطوير خطوط إنتاج محلية قادرة على تصنيع زجاج سيارات بمعايير عالمية، تتضمن تقنيات المعالجة الحرارية، والحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وتقليل التشوه البصري حتى في الظروف المناخية الصعبة وهو ما يسهم في تقليل الاعتماد على الواردات وزيادة نسبة المكون المحلي.
أشار عباد، إلى أن هذه الخطط ستفتح الباب أمام التوسع في التصدير لأسواق الخليج وأفريقيا، التي تتميز بارتفاع الطلب وقلة المنافسة، إلى جانب قربها جغرافيًا مما يمنح الشركات المصرية ميزة في الأسعار وسرعة التسليم.
ولفت إلى أن السنوات الثلاث المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مكانة مصر في سوق زجاج السيارات على المستوى العالمي، موضحًا أن سد الفجوة التكنولوجية في بعض مراحل الإنتاج، وزيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص، سيمكنان الشركات من تقديم منتج مصري كامل المواصفات العالمية، وقادر على منافسة العلامات التجارية الكبرى.
وشدد عباد، على أن التوسع في التصدير مع الالتزام بالمعايير العالمية يعد الطريق الأسرع لتعزيز مكانة مصر في الأسواق الخارجية، لافتًا إلى أن الالتزام بالمواصفات الدولية يفتح أبوابًا واسعة أمام المنتج المصري في الأسواق الخليجية والأفريقية والأوروبية.
أمين: الأسواق الأفريقية والعربية تمثل فرصة ذهبية مع تزايد الطلب على السيارات
وقال أشرف أمين، رئيس مجلس إدارة شركة فرست للزجاج، إن استيراد جزء من المواد الخام يمثل خيارًا استراتيجيًا للحفاظ على جودة الإنتاج بأسعار تنافسية، خاصة مع تقلبات الأسعار العالمية.
أضاف أن هذه المرونة تمنح الشركات قدرة أكبر على التكيف مع الظروف الاقتصادية، مع الاستمرار في الابتكار من خلال إنتاج زجاج سيارات مزود بخصائص العزل الحراري والضوئي، ومعالجة ضد الأشعة فوق البنفسجية، وهي تقنيات تساعد على خفض استهلاك الطاقة في المركبات، وتتماشى مع الاتجاه العالمي نحو الاستدامة البيئية.
وأوضح أمين، أن هذه المواصفات لم تعد رفاهية، بل أصبحت شرطًا أساسيًا لدخول الأسواق المتقدمة، خصوصًا في ظل القوانين البيئية الصارمة التي تطبقها أوروبا والولايات المتحدة.
أضاف أن الأسواق الأفريقية والعربية تمثل فرصة ذهبية للصناعة المصرية، مع تزايد الطلب على السيارات والمنتجات المرتبطة بها، مشيرًا إلى أن المنتج المصري يمتلك القدرة على تلبية هذا الطلب بجودة عالية وسرعة توريد، شريطة مواصلة الاستثمار والحفاظ على معايير الجودة، وعدم التوقف عن الابتكار.
وأكد على تعزيز البحث والتطوير لإنتاج زجاج يلبي متطلبات صناعة السيارات الحديثة، خاصة المركبات الكهربائية والهجينة، إذ سيكون عامل الحسم في المستقبل، موضحًا أن استمرار الدعم الحكومي وزيادة الاستثمارات الخاصة سيجعلان هذه الصناعة لاعبًا مؤثرًا في السوقين الإقليمية والعالمية خلال السنوات المقبلة.
