كشف مسؤول أمريكي أن البيت الأبيض شرع في تنفيذ صفقة تتيح للحكومة الأمريكية امتلاك حصة صغيرة في شركة كندية تعمل على تطوير أحد أكبر مناجم الليثيوم في العالم بشمال ولاية نيفادا.
وأوضح أن وزارة الطاقة الأمريكية وشركة “ليثيوم أميركاز”، المطورة لمشروع منجم “ثاكر باس” ومصنع المعالجة، توصّلتا إلى تعديلات على قرض فيدرالي بقيمة 2.3 مليار دولار، بما يسمح للمشروع بالمضي قدمًا لاستخراج المعدن المعروف بـ”الفضي الأبيض”، المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وكانت شركة “جنرال موتورز” الأمريكية قد تعهدت باستثمار أكثر من 900 مليون دولار لدعم تطوير المشروع، الذي يحتوي على ما يكفي من الليثيوم لإنتاج مليون سيارة كهربائية سنويًا، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وتعد الصفقة المقترحة للاستحواذ على حصة في الشركة الكندية أحدث مثال على تدخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مباشر في شركات خاصة، بعد أن حصلت الحكومة الأمريكية بالفعل على 10% من أسهم عملاق الرقائق الإلكترونية “إنتل” عبر تحويل مليارات من أموال الدعم الحكومي السابقة.
كما أنفقت واشنطن 400 مليون دولار في يوليو لشراء أسهم شركة “إم بي ماتيريالز”، لتصبح أكبر مالك لشركة تعدين العناصر النادرة في لاس فيجاس، وأبرم ترامب اتفاقًا مع شركتي “إنفيديا” و“إيه إم دي” يمنح الحكومة الأمريكية 15% من عائدات بيع شرائح إلكترونية معينة إلى الصين.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي – رفض الكشف عن هويته – أن الحصة الحكومية في “ليثيوم أميركاز” ستكون “صغيرة جدًا، أقل من 10%”، مشيرًا إلى أن الهدف هو توفير “وسادة مالية” للشركة.
وأضاف: “المعادن الحيوية مثل الليثيوم بالغة الأهمية لتعزيز الاقتصاد الأمريكي واستعادة التصنيع المحلي.. نحاول القيام بذلك بطريقة منصفة لدافعي الضرائب، فلا نؤمن بالمال المجاني.”
وأكدت الشركة في بيان أنها تجري محادثات مع وزارة الطاقة الأمريكية و”جنرال موتورز” بشأن القرض الفيدرالي، موضحة أن المناقشات تتعلق بشروط إضافية للوصول إلى التمويل.
أما “جنرال موتورز”، فأكدت ثقتها في المشروع لكنها امتنعت عن التعليق على تفاصيل المفاوضات الجارية.
وتسعى الحكومة الأمريكية من خلال دعم مشروع “ثاكر باس” إلى بناء سلسلة توريد محلية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية والإلكترونيات، في خطوة تحظى بدعم الحزبين باعتبارها وسيلة لتعزيز إنتاج المعادن الحيوية وتقليص الاعتماد على الصين، أكبر منتج لليثيوم عالميًا.
ومن المتوقع أن ينتج المشروع 40 ألف طن متري من كربونات الليثيوم عالية الجودة سنويًا في مرحلته الأولى، بما يكفي لتشغيل 800 ألف سيارة كهربائية. غير أن المشروع يواجه معارضة من جماعات بيئية وزعماء ثلاث قبائل محلية بدعوى أنه يقع بالقرب من موقع مذبحة تاريخية عام 1865 قُتل فيها أكثر من عشرين من السكان الأصليين.
وتأتي هذه الجهود لدعم إنتاج الليثيوم في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تباطؤًا في مبيعات السيارات الكهربائية، وسط استمرار قلق المستهلكين بشأن البنية التحتية للشحن وارتفاع الأسعار.
كما زادت الضغوط مع قرار الكونجرس الجمهوري وترامب تمرير قانون ضريبي ضخم ينهي الحوافز الفيدرالية لشراء السيارات الكهربائية الجديدة والمستعملة بنهاية الشهر الجاري، بعدما كانت تمنح المشترين خصومات تصل إلى 7,500 دولار على سعر السيارة.
ومع اقتراب انتهاء فترة الاستفادة من هذه الحوافز، تسابق المستهلكون على شراء السيارات الكهربائية خلال الربع الحالي، غير أن محللين يحذرون من أن غياب الدعم الضريبي سيعقّد قدرة شركات السيارات على تسويق منتجاتها.








