انطلقت اليوم الاثنين، فعاليات منتدى القاهرة الاقتصادي في دورته الثانية الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية بمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء المحليين والدوليين من 27 دولة، لبحث الاضطرابات الاقتصادية العالمية ومستقبل النمو في ظل التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة.
وقال الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، على هامش افتتاح المنتدى، إن انعقاده في هذا التوقيت يعكس إيمان الدولة المصرية بأهمية الحوار مع المؤسسات الفكرية والبحثية لصياغة حلول واقعية للتحديات الاقتصادية.
وقال الوزير إن العالم يشهد اضطرابات حادة في إمدادات الطاقة والموارد، لكن مصر اختارت مواجهة الأزمات بالاستقرار والتنمية، مشيرًا إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل “رسالة حضارية للعالم تؤكد قدرة مصر على البناء وسط الأزمات”.
وأوضح أن الحكومة تستهدف رفع مساهمة الصناعة في الناتج المحلي من 14% إلى 20% بحلول 2030، وزيادة فرص العمل الصناعي إلى 7 ملايين وظيفة، مع توسع الصناعات الخضراء لتشكل 5% من الناتج المحلي.
وكشف الوزير عن تقديم مبادرات تمويلية منخفضة التكلفة بقيمة 270 مليار جنيه خلال عامين لدعم القطاعات الإنتاجية وتشغيل أكثر من ألف مصنع متعثر، بجانب تنفيذ مشروعات نقل وطرق تتجاوز 2 تريليون جنيه خلال عقد، شملت تطوير 17 ألف كيلومتر من الطرق وتحديث شبكة السكك الحديدية.
كما أعلن الوزير عن افتتاح مونوريل شرق القاهرة يوم 9 نوفمبر الجاري، بالتزامن مع بدء التشغيل التجريبي للقطاع الأول من القطار الكهربائي السريع، في إطار خطة الدولة للتحول إلى شبكة نقل كهربائي حديثة.
ذكر أن الوزارة انتهت من تنفيذ سبعة ممرات لوجستية دولية تربط مناطق الإنتاج بالموانئ ومراكز التوزيع، تشمل محاور العريش–طابا، السخنة–الإسكندرية، وسفاجا–قنا–أبو طرطور.
وأضاف أن مصر تعمل على ربط هذه الممرات الوطنية بالإقليمية والدولية الكبرى، وعلى رأسها الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا (IMEC).
من جانبه، قال عمر مهنا، رئيس مجلس إدارة المركز المصري للدراسات الاقتصادية، إن المنتدى هذا العام يأتي تحت عنوان: «المزيد من الاضطرابات العالمية في عام 2025.. ماذا يحدث وماذا بعد؟»، ليعكس حجم التحولات العالمية في السياسة والاقتصاد.
وأوضح أن العالم يعيش عصرًا من عدم اليقين الجيوسياسي والتقلبات الاقتصادية، مع تصاعد المنافسات بين القوى الكبرى، وتحولات الطاقة والرقمنة، والتقدم السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي “تعيد رسم خرائط النفوذ الاقتصادي في الزمن الفعلي”.
وأكد مهنا أن مصر بما تمتلكه من موقع جغرافي فريد وقدرة على التواصل بين القارات، مؤهلة لأن تكون جسرًا للتقريب بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب.
أشار إلى أن المنتدى يهدف إلى إعادة تصور الحوكمة العالمية وتعزيز دور الاقتصادات الناشئة في صياغة النظام الاقتصادي الجديد.
من جانبه، قال الدكتور توماس فولك، رئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة كونراد أديناور الألمانية، إن المنتدى يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين مصر وألمانيا.
وأشار إلى أن المؤسسة تمتلك مكتبًا في مصر منذ عام 2024 وتعمل على تعزيز الحوار الاقتصادي بين البلدين، متوقعًا أن تسفر جلسات المنتدى عن نتائج مثمرة تدعم التعاون المصري–الأوروبي، لا سيما بعد إطلاق الاتحاد الأوروبي لاستراتيجيته الجديدة للتعاون مع دول الجوار.
من جانبها، أكدت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن المنتدى يناقش قضايا مصيرية مثل مستقبل النظام متعدد الأطراف، وأدوار “بريكس” ومجموعة العشرين، وتأثير التنافس الأمريكي–الصيني، وأمن الطاقة، والترابط بين المناخ والفقر، إلى جانب التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي.
وأشادت بدعم مؤسسة كونراد أديناور، والبنك التجاري الدولي، وبيرتش بتروليوم، وبولاريس للتنمية الصناعية، وأوراسكوم لرعايتهم للمنتدى.








