حذر مدير تنفيذي بارز في قطاع التعدين الأسترالي، من أن البرازيل تسحب البساط من تحت أقدام أستراليا، ولاسيما بالنسبة لمعدن الليثيوم، مؤكدا أنه وجد العمل والتشغيل داخل قطاع التعدين البرازيلي أكثر يسراً وسلاسة مقارنة ببلاده.
جاء ذلك بعد إتمام شركته “بيلبارا مينرالز” الأسترالية صفقة استحواذها على شركة هناك بقيمة 560 مليون دولار أسترالي (بما يعادل 363 مليون دولار أمريكي) لوضع موطئ قدم لها في أمريكا الجنوبية.
ونقلت منصة “ماينينج”ـ المعنية بالتعدين والمناجم في العالم، عن المدير التنفيذي لشركة “بيلبارا”، ديل هيندرسون، قوله أمام منظمة مهنية متخصصة لتقديم الدعم لقطاع التعدين في غرب أستراليا “إن حالة قطاع التعدين البرازيلي في منطقة “ميناس جيريز” مشابهة لمنطقة الغرب الأسترالي، لكن الشركة اكتشفت أن إنجاز الأعمال في البرازيل أيسر كثيرا مقارنة ببلاده.
وتابع قائلا “إننا سننضم إلى الكورال الذي يردد أن الأمر أصبح أكثر صعوبة (في أستراليا)”، لافتاً إلى أنه “في هذه الولاية (غرب أستراليا) وعلى امتداد عموم أستراليا ككل، كنا نقود العالم في قطاع الموارد، لكننا قد نفقد مكانتنا”.
وحذر هيندرسون من أنه برغم نمو قطاع إنتاج الليثيوم، فإنه يتراجع نسبيا مقارنة بالدول الأخرى، وقال “الآخرون ينمون بوتيرة أسع، ونحن نتراجع مقارنة بالبقية، فإذا لم نحقق نجاحا في المراحل الأولية للإنتاج، فإننا لن نستطيع النجاح في المراحل اللاحقة، فكلاهما مرتبطان”.
ودعا الحكومة الأسترالية إلى تكثيف تركيزها على القدرة التنافسية، وأن تبدأ بالبنية التحتية الأساسية التشاركية والطاقة.
واستشهد بتطوير ميناء “لومسدين بوينت” في غرب أستراليا باعتباره مثالاً على الاستثمار الحكومي الذكي، مؤكداً الحاجة إلى مبادرات مماثلة.
وتابع قائلاً “هذا أمر بديهي، وبعد ذلك تأتي البنية الأساسية التحتية للطاقة..هذان هما القطاعان الرئيسيان فعلياً”.
ويشير المدير التنفيذي هيندرسون إلى أعباء الكهرباء باعتبارها مصدرا رئيسيا للقلق، لافتا إلى أن الكهرباء في موقع “ساليناس” في البرازيل، يتوقع أن تكلف ما بين 4 إلى 5 سنتات أسترالية لكل كيلووات في الساعة، مقارنة بتكلفة ما بين 10 و20 سنتا أستراليا في “بيلبارا”.
وبين أنه يتعين أن تتمتع أستراليا بطاقة كهربائية منخفضة التكلفة، لدينا المساحات الكافية، والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكل ما هو مطلوب”، مشيرا إلى أن هذا مجال رئيسي يتعين على الحكومة أن تتدخل فيه، للاستفادة من نقاط قوتنا الهائلة لخفض تكلقة الطاقة”.
وانتقل هيندرسون في كلمته إلى حالة سوق الليثيوم، لافتا إلى أن سعر “سبوديومين” (وهو خام رئيسي يحتوي على إينوسيليكات الليثيوم والالومنيوم، ويستخلص منه معدن الليثيوم المخصص للبطاريات والزجاج والسيراميك) حقق قفزة ليتجاوز الـ900 دولار أمريكي للطن في الشهر الماضي، مقابل حوالي 600 دولار في يوليو، وقال إن الشركة تعتقد أن ارتفاع الأسعار كان مستداماً.
وتابع انتقاداته قائلاً “لازالت وجهة نظرنا تؤكد أن هناك عجزا هيكليا سيظهر في نهاية المسار، حيث يحدث نمو قوي ويتوافر محركات نمو قوية بينما تغيب الاستثمارات في سلاسل التوريد”، واستدرك قائلاً “لذا فإن السؤال الكبير الذي يشغل ذهن الجميع هو متى سيحدث ذلك (العجز)؟”.
في السابق، عايشت شركة “بيلبارا” الأسترالية تحولات سعرية دراماتيكية، من البيع بسعر متدن بلغ 400 دولار أمريكي للطن في عام 2019 إلى بيع شحنات فورية بأكثر من 8 آلاف دولار أمريكي في عام 2022.
وقال هيندرسون إن التقلبات أمر طبيعي في سوق ناشئة تفتقر إلى آليات قوية لتحديد الأسعار.
وأضاف هيندرسون “هذا يعطينا تفسيرا لبعض ردود الفعل المبالغ فيها التي قد تتلقاها من الأخبار أو الشائعات، ولكن في نهاية المطاف، أعتقد أن هذا سيتم معالجته مع نمو الصناعة”.
