قالت تايوان إنها تقيّم احتمال استخدام قيود على صادرات الرقائق في جهودها الدبلوماسية، في إشارة إلى أنها لم تتخلّ تماماً عن أداة سبق أن هدّدت باستخدامها لفترة وجيزة ضد جنوب أفريقيا.
قال وزير الخارجية لين شيا-لونج خلال إفادة في تايبيه يوم الأربعاء: “بالطبع نأمل ألا نضطر إلى استخدام هذه التدابير، لكن إذا أضرّ الطرف الآخر بمصالحنا، فسنحتاج إلى الرد”.
وأضاف: “هذا بالفعل من بين الخيارات قيد التقييم، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها ستُنفذ جميعاً”.
تايوان لا تريد تسليح أشباه الموصلات
وعندما سُئل لاحقاً عمّا إذا كان يشير إلى جنوب أفريقيا فقط أو إلى دول أخرى أيضاً، تجنّب لين التوضيح.
وشدّد كذلك على أن تايوان لا تريد تحويل أشباه الموصلات إلى سلاح.
في سبتمبر، قالت تايوان إنها ستعلّق العمل بقيود صادرات الرقائق التي فرضتها على جنوب أفريقيا قبل يومين فقط، في إشارة إلى عدم ارتياحها لاستخدام صادراتها التكنولوجية الأساسية كسلاح في النزاعات الدبلوماسية.
جاء ذلك بعدما فرضت تايبيه للمرة الأولى بشكل أحادي قيوداً على تصدير أشباه الموصلات إلى دولة، وقيّدت الشحنات إلى جنوب أفريقيا بسبب تصرفات “قوّضت أمننا الوطني والعام”، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء “بلومبرج”.
وكانت تلك الخطوة أحدث تطوّر في نزاع طويل الأمد بشأن مساعي جنوب أفريقيا لإضعاف علاقاتها مع تايوان، وهو مطلب رئيسي للصين من شركائها الرسميين.
الصين الأكثر تضرراً من قيود تايوان على الرقائق
أفادت “بلومبرج نيوز” سابقاً بأن قيود الرقائق كانت جزءاً من استراتيجية لاستخدام السياسات الاقتصادية والتجارية بشكل متزايد لتحقيق أهداف دبلوماسية، مع دراسة السلطات تنفيذ تدابير مماثلة ضد دول غير صديقة.
مع ذلك، يبدو أن المسئولين في تايبيه بدأوا يُعيدون النظر في هذا النهج، ربما بسبب تأثيره المحتمل على شركات مثل “تايوان سيميكونداكتور مانوفاكتشورينج”، التي تُعدّ رقائقها المتقدّمة محورية في ازدهار الذكاء الاصطناعي.
تُعدّ الصين من أكثر الأسواق عرضة لأي محاولات من تايوان لتشديد قيود الرقائق، وقد انتقدت في حينه القيود التي فُرضت على جنوب أفريقيا.
لم ترد وزارة الخارجية في بكين فوراً على طلب للتعليق بشأن تصريحات لين يوم الأربعاء.
ما خلفيات النزاع بين تايوان وجنوب أفريقيا؟
يتركّز الخلاف بين تايوان وجنوب أفريقيا، التي قطعت علاقاتها الرسمية مع الجزيرة ذاتية الحكم قبل نحو ثلاثة عقود، حول مكتب الاتصال التايواني في بريتوريا.
وقالت تايوان إن جنوب أفريقيا بدأت في 2023 بالضغط عليها لنقل المكتب من العاصمة بريتوريا إلى جوهانسبرج، المركز التجاري للبلاد، وذلك بعد وقت قصير من استضافة قمة “بريكس” التي حضرها الزعيم الصيني شي جين بينج.
صعّدت جنوب أفريقيا طلبها لاحقاً بينما تستعد لاستضافة قمة قادة مجموعة العشرين الشهر الجاري، والتي يُتوقع أن يحضرها شي.








