تشهد أسواق النفط الخام العالمية فائضاً في المعروض، ويتجلى ذلك بوضوح في دول الأمريكتين، ولا سيما الولايات المتحدة.
يتخذ منحنى العقود المستقبلية لمعيار النفط الأميركي “غرب تكساس الوسيط” هيكلية تُعرف بـ “الكونتانغو”، وهي الحالة التي يكون فيها سعر العقد الآجل أعلى من السعر الفوري للسلعة، وذلك خلال معظم عام 2026، في إشارة إلى ضعف الطلب على الشحنات الفورية.
الصادرات الأمريكية.. دليل وفرة الإمدادات
يمكن رصد مؤشرات إضافية على وفرة الإمدادات في الولايات المتحدة من خلال ارتفاع حجم الصادرات. فقد بلغت صادرات النفط الخام في أكتوبر أعلى مستوى لها منذ يوليو 2024، وفقاً لبيانات حكومية.
أما منحنى العقود المكافئ للخام العالمي “برنت” فيبدو مسطحاً إلى حد كبير خلال الأشهر التي تلي مارس. يعكس الفرق بين المنحنيين تفاوت مستويات فائض المعروض الذي تشهده أسواق النفط الإقليمية. يشير المنحنى المسطح إلى أن الطلب على شحنات برنت في التعاملات الفورية يظل ضعيفاً أيضاً.
وتُظهر أسواق بحر الشمال بوادر ضعف، إذ جاء مؤشر ” خام برنت- خام دبي”– الذي يقيس الفارق السعري بين خام برنت والمعيار الشرق أوسطي– في المنطقة السالبة هذا الأسبوع، ما يشير إلى أن برنت يُباع بخصم سعري.
“أوبك” تُعدل تقديراتها من عجز لفائض
على الصعيد العالمي، يتوقع المحللون على نطاق واسع فائضاً في المعروض خلال العام المقبل.
أما منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) -التي كانت تتوقع منذ فترة طويلة أن يظل الطلب على النفط قوياً- فغيرت تقديراتها في الربع الثالث من عجز إلى فائض نتيجة ارتفاع الإنتاج الأميركي. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن عام 2026 سيشهد فائضاً قياسياً في المعروض.
قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة “فاندا إنسايتس” للتحليلات ومقرها سنغافورة، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”، إن العالم من المتوقع أن يشهد “فائضاً طفيفاً خلال هذا الربع ومع بداية الربع التالي”. وأضافت: “قد يستمر تأثير الكونتانغو على منحنى العقود الآجلة، لكنني لا أتوقع أن تشهد السوق حالة كونتانغو عميقة”.








