تشهد سوق الدعاية الانتخابية في مصر، تغيرات ملحوظة خلال موسم الانتخابات البرلمانية الحالية ، إذ سجلت المطبوعات الانتخابية ارتفاعًا في التكلفة وخاصة بالأقاليم، مقابل انخفاض ملحوظ في الطلب على “البنرات” مقارنة بانتخابات 2020.
قال نادر العربي، المدير التنفيذي لشركة GM المتخصصة في الدعاية والإعلان، إنه قدّم خدمات دعائية لـ 4 مرشحين خلال الانتخابات، إذ بلغت قيمة الحملة الواحدة نحو 50 ألف جنيه مقابل تأجير البنرات.
أضاف أن إعلانات “الأوت دور”، تحتاج إلى تصريح من الأحياء أو التعامل مع كيانات كبرى، مؤكدا أن أغلب المرشحين اعتمدوا على الهدايا للجمهور مثل الأقلام بدلاً من التوسع في الحملات الدعائية.
وقال مسئول بشركة «إعلانك» المتخصصة في (الأوت دور)، إن الطلب على الإعلانات الخارجية خلال موسم الانتخابات الحالية ارتفع بنسبة 100% مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرًا إلى أن جميع المساحات الإعلانية محجوزة لفترات مقبلة رغم ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في إنتاج البنرات ولافتات الشوارع، والتي زادت بنسب تتراوح بين 30% و40%.
وأوضح أن المرشحين الذين يمتلكون جماهيرية واسعة هم القادرون على تحمّل نفقات الإعلانات الخارجية، عكس المرشحين الجدد أو المستقلين، مؤكدًا أن بعض المرشحين يلجأون إلى حجز مساحات إعلانية بدافع التفاخر أو المنافسة الشكلية.
وأشار إلى أن العائد الفعلي من الحملات الانتخابية لا يتجاوز 10% إلى 15% بعد خصم التكاليف الكاملة.
حسان: أسعار الخامات تضاعفت 3 مرات مقارنة بموسم 2020
وقال ياسر حسان، عضو مجلس إدارة غرفة الإعلان باتحاد الصناعات، إن موسم الانتخابات يشهد زيادة كبيرة في نشاط سوق الطباعة والدعاية بهدف توسيع قاعدة الناخبين عبر الإعلانات الرقمية واعلانات “الأوت دور”.
أضاف أن متوسط تكلفة حملة واحدة بحدائق القبة يصل إلى 500 ألف جنيه، في حين تتجاوز التكلفة 3 ملايين جنيه في مناطق مثل القاهرة الجديدة، مشيرا إلى تكلفة إعلانات “الأوت دور” تتراوح بين 300 ألف جنيه إلى مليون ونصف المليون جنيه للحملة الواحدة خلال فترة الانتخابات.
والمواد المستخدمة فى الحملات هي البنرات بمختلف أحجامها مثل (1×5 متر) و(3×6 متر) بالإضافة إلى الطباعة والملصقات التي تُوضع على الحوائط.
ولفت إلى أن المواد الخام تستحوذ علي 70% من تكلفة المنتج النهائي، موضحًا أن المكسب الفعلي يتحقق من خلال زيادة حجم الإنتاج.
وكشف حسان، عن التحديات التي تواجه الشركات، وأبرزها عدم توافر الخامات نتيجة زيادة الطلب، وارتفاع سعرها، إذ يتراوح سعر متر البنرات بين 45 إلى 75 جنيهًا، و سعر متر الاستيكر 14 جنيهًا ، في حين قفز سعر اللون الواحد من ألوان الـ “CMYK ” إلي 200 جنيه.
وأشار إلى أن ارتفاع الطلب يتزامن مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، إذ تضاعفت أسعار المواد الخام 3 مرات مقارنة بانتخابات 2020.
وقالت نجاح رجب، مدير المبيعات بمطبعة الدريني، إن المطبعة تشهد زيادة في الطلب بنسبة 50% أثناء الموسم الحالي.
وأضافت أن تكلفة الدعاية للمرشح الواحد تتراوح بين 20 إلى 200 ألف جنيه، حسب حجم ونوع الدعاية المطلوبة، مؤكداَ أن حجم الطلب على البنرات تراجع بنسبة 60% مقارنة بالموسم الماضي في 2020.
محمود: المرشحون يفضلون الإعلانات الخارجية باعتبارها الأكثر فاعلية
وقال أحمد محمود، رئيس مجلس إدارة شركة “دورما للطباعة”، إن المرشحين يفضلون الإعلانات الخارجية باعتبارها الوسيلة الأكثر فاعلية، خصوصًا فى الأقاليم.
وأوضح أن حجم الإنفاق يتفاوت وفقًا للقاعدة الجماهرية للمرشح ، فهناك فئة من المرشحين تكتفي بحملات محدودة بتكلفة 300 ألف جنيه، في حين تصل تكلفة الحملة الكاملة لبعض المرشحين إلى 40 مليون جنيه.
وأشار محمود ، إلى أن عدد الشركات المتخصصة في الإعلانات الخارجية في مصر محدود، إذ لا يتجاوز 4 شركات رئيسية، بينما تعمل الشركات الصغيرة بشكل محلي وهو ما يسهم فى ارتفاع الأسعار.
وأوضح أن نسبة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في الأحياء الشعبية لا تتجاوز 20%، رغم انخفاض تكلفتها مقارنة بالإعلانات الخارجية، إذ تصل تكلفة حملة انتخابية رقمية كاملة على “فيسبوك” إلى نحو 150 ألف جنيه فقط.
وقال سيف العتيق، مدير مطبعة “Printeng” بمحافظة الشرقية، إن قطاع الطباعة يشهد تراجعًا في السنوات الأخيرة، و المطابع تخسر المنافسة أمام السوشيال ميديا، مشيرا إلى أن غالبية المرشحين يتجهون للطباعة في القاهرة نظرا لزيادة الطلب وانخفاض السعر.
الشاعر: تكلفة حملة “السوشيال ميديا” في الدقي تصل إلي مليون جنيه
وأكد أحمد الشاعر، المسئول بشركة تسويق إلكتروني ، أن الحملات الالكترونية «لم تقضِ» على سوق الطباعة، خاصة في محافظات مثل بورسعيد، نظرا لقلة عدد مستخدمي السويشال ميديا وهو ما دفع المرشحين للترويج عبر “الأوت دور”.
وأشار إلى أن حفظ الجمهور اسم المرشح يحتاج ما لا يقل عن 15 مشاهدة، مما يرفع التكلفة الرقمية مثل منطقة الدقي التي تصل تكلفة الحملة الإعلانية فيها على “السوشيال ميديا” إلي مليون جنيه .
وأشار إلى أن الترويج عبر “السوشيال ميديا” في المحافظات يتم عبر الانضمام إلى جروبات على فيسبوك للترويج للمرشح، فيما يتجه عدد قليل من المرشحين إلى تنفيذ حملات دعائية رقمية.
من جانبه، قال مصدر بغرفة صناعة الطباعة باتحاد الصناعات المصرية إنه لا توجد إحصاءات رسمية لرصد حجم سوق الطباعة خلال الموسم الحالي، وبالتالي يصعب تحديد قيمة تكلفة الحملات .
أضاف أن أبرز التحديات التي تواجه قطاع الطباعة، هي عدم وجود نمط ثابت ، مشيرا إلى أن أكثر المشكلات خلال الموسم هي ضيق الوقت وضغط الطلب.
وتعمل في مصر نحو 7 آلاف مطبعة تتخصص فى جميع مشتملات الطباعة وفقًا لبيانات غرفة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات.
وبلغت تكلفة الدعاية الانتخابية في الانتخابات البرلمانية عام 2015 وهي آخر أرقام متاحة، نحو 20 مليار جنيه حسب تقديرات الاتحاد العربي للإعلان.








