انطلقت فعاليات الدورة الثانية عشرة من معرض ومؤتمر PAFIX للمدفوعات الرقمية والشمول المالي تحت رعاية البنك المركزى المصرى، ضمن فعاليات معرض ومؤتمر Cairo ICT 2025، وبمشاركة واسعة من مؤسسات التكنولوجيا المالية والبنوك والشركات المحلية والدولية العاملة في قطاع المدفوعات.
أكدت سالي عبدالقادر، مديرة التثقيف المالي بالبنك المركزي المصري، ضرورة التركيز على أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي القادرة على رفع معدلات الشمول المالي في مصر، مشيرة إلى أن تجربة المستخدم مع هذه التقنيات أصبحت عنصرًا جوهريًا في نجاح التحول الرقمي.
أضافت خلال الجلسة الافتتاحية، أن تشجيع مختلف فئات المجتمع على الاندماج داخل القطاع المصرفي يتطلب نشر الوعي وتوفير التثقيف المالي الملائم، وهو ما يعمل عليه البنك المركزي المصري بشكل مستمر لضمان إتاحة الخدمات المالية بسهولة وكفاءة.
وأوضحت عبدالقادر، أن تحويل الخدمات المالية من الشكل التقليدي إلى خدمات ذكية لم يعد خيارًا أو اتجاهًا إضافيًا، بل أصبح التطور الطبيعي لتقديم خدمات مالية متقدمة تلبي احتياجات العملاء.
ونفت عبدالقادر، فكرة استبدال الذكاء الاصطناعي بالعنصر البشري، مؤكدة أنه لن يلغي وظائفهم داخل عملهم، بل سيُسهم في تحسين أداء العاملين وتمكينهم من تقديم خدمات أكثر تطورًا وفاعلية.
جلال: فهم رحلة المستهلك يمثل “عنصرا حاسما” في نجاح المؤسسات المالية
وأوضح عاصم جلال، الشريك المؤسس بشركة “جلال وكراوي” للاستشارات الإدارية، أن الذكاء الاصطناعي يُنظر إليه من زوايا متعددة داخل المجتمع، إلا أنه يمكن تعريفه باختصار باعتباره “قدرة الآلة على تعلّم البيانات وتحليلها لاستنتاج قرارات دقيقة”.
وأشار إلى أنه في مجال التسويق، لا يعني الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أن تتحول جميع العمليات إلى ديجيتال، بل تكمن الأهمية في دراسة رحلة المستهلك وفهم القيمة التي سيحصل عليها من التحول الرقمي، إضافة إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق درجات متقدمة من التخصيص.
أكد جلال، ضرورة التمييز بين طبيعة عمل الشركات المالية والقطاع المصرفي، مشيرًا إلى أن المؤسسة— سواء كانت بنكًا أو شركة تكنولوجيا مالية (FinTech)— التي ستنجح في استقطاب العميل هي تلك التي تمتلك فهمًا دقيقًا لاحتياجاته وتفضيلاته.
وأضاف أن “سوق رأس المال أصبح منخفض التكلفة”، إلا أن المستهلك يظل العنصر الأكثر قيمة، موضحًا أن اكتساب العميل والمحافظة عليه يمثلان الركيزة الأساسية للنجاح.
وأكد أن الوصول إلى الحلول الفعالة لن يتحقق إلا عبر فهم أعمق للعميل وسلوكه، وأن فهم رحلة المستهلك يمثل “عنصر حاسم” في نجاح المؤسسات المالية.
سويلم: إقناع العملاء بقيمة الانضمام للقطاع المصرفي أساس توسيع الشمول المالي
وأكدت داليا سويلم، مسئول التطبيقات والخدمات المصرفية الرقمية في بنك قطر الوطني، أن توسيع الشمول المالي ونشر الوعي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية يتطلب التركيز على كيفية إقناع مختلف فئات المجتمع بالانضمام إلى القطاع المصرفي.
وأوضحت أن جوهر العملية لا يقتصر على توفير الخدمات، بل يمتد إلى شرح الفائدة الحقيقية التي سيحصل عليها المستهلك عند الانضمام، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تسهيل وصوله إلى الخدمات المالية وتحسين تجربته بشكل مستمر.
وشددت سويلم على أن نجاح القطاع في استقطاب شرائح جديدة يعتمد على قدرته في إيضاح القيمة المضافة وتبسيط رحلة العميل، بما يضمن تعزيز الثقة ورفع معدلات الاندماج داخل المنظومة المصرفية.
فكري: تبادل البيانات والانتصارات السريعة مفتاح تسريع تطوير الخدمات المصرفية
وقال هاني فكري، الرئيس التنفيذي – مجموعة إنزا، إن أبرز التحديات التي تواجه البنوك المركزية في تشجيع المواطنين على الاندماج داخل القطاع المصرفي تتمثل في توفير البيانات وتبادلها بصورة فعّالة.
وأشار إلى أن العديد من الدول أصبحت أكثر تقدما من مصر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يستدعي العمل على تحقيق خطوات ملموسة تجعل الجمهور يرى أن مصر قادرة على تقديم خدمات مالية أكثر تطورًا خلال الفترة المقبلة.
وشدد فكري على أهمية البدء بـ “انتصار سريع” داخل القطاع، حتى وإن كان على نطاق جماعي أو في قطاع محدد، باعتبار أن هذه النجاحات الأولية قادرة على تعزيز الثقة، ودفع وتيرة التحول الرقمي بوتيرة أسرع وأكثر ثباتًا.
أبوالنجا: الشركات المالية تمتاز بثقافة تسمح بارتكاب الأخطاء والتعلم منها
وأكد محمد أبوالنجا، مستثمر ورجل أعمال، أهمية تشجيع جميع فئات المجتمع على فتح حسابات مصرفية والاستفادة من الخدمات المالية المتاحة، مشددًا على ضرورة تقييم موقعنا الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي والعمل على ربط احتياجات الجمهور بالجهات التنظيمية لضمان تطوير سياسات أكثر شمولًا.
وأوضح أن البنوك أحيانًا تتردد في الوصول إلى العملاء البسطاء خوفًا من ارتفاع تكلفة الخدمة أو المخاطر، رغم أن دمج هذه الفئات يمثل خطوة محورية لتعزيز الشمول المالي.
وأشار أبو النجا إلى أن الشركات المالية تمتاز بثقافة تسمح بارتكاب الأخطاء والتعلم منها، بخلاف البنوك التي تتعامل بمنهجية “عدم الخطأ”، مما يحدّ من قدرتها على التجربة والابتكار.
وأكد أن هذا ما يجعل الذكاء الاصطناعي عنصرًا حاسمًا داخل البنوك لرفع كفاءة العمل وتسريع عملية التطوير.
وأضاف أن المرحلة المقبلة تستوجب التركيز على تأهيل الأجيال الصغيرة وتزويدهم بمهارات جديدة، بما يمكّن مصر من بناء ميزات تنافسية مستدامة خلال السنوات القادمة، ويضمن وجود جيل قادر على قيادة التطور المالي والتكنولوجي في المستقبل.







