بدأت شركة «ريسايكل» لإعادة تدوير المخلفات الزراعية جولة تمويلية، بقيمة مليون دولار منذ بداية الشهر الحالى، بالتعاون مع شركة «فاستر كابيتال» الإماراتية لتمويل جزء من استثمارات مصنعها الجديد فى كفر الشيخ، حسبما قاله لـ«البورصة» عمرو حجازى، مؤسس ورئيس الشركة.
أضاف «حجازى»، أن «ريسايكل» أبرمت شراكة إستراتيجية مع «فاستر كابيتال» لجمع تمويل بقيمة مليون دولار، لتوسيع نطاق الإنتاج عبر برنامج «إكويتى بايلوت» لتسريع تسويق نموذج مصنعها الجديد المتخصص فى تحويل الحمضيات والمخلفات الزراعية الأخرى إلى مكونات أعلاف حيوانية، تماشياً مع اتجاه الدولة لتقليل الاعتماد على استيراد الأعلاف، والحد من التلوث البيئى.
وأشار إلى أن الشركة اتجهت للبحث عن جولة تمويلية لتفادى بطء الإجراءات التمويلية المصرفية؛ إذ اتجهت للحصول على تمويل من البنك الزراعى المصرى بقيمة 110 ملايين جنيه لإنشاء مصنعها الجديد.. لكن البنك وضع شروطاً تعجيزية باشتراطه صرف 50% فقط من التمويل المطلوب.
وكشف «حجازى»، أن «ريسايكل»، اتجهت للحصول على تمويلها من البنك الأهلى المصري، والذى طلب خفض قيمة التمويل إلى 75 مليون جنيه، بعد أن انتهى من دراسة الجدوى المالية، وطلب رخصة تنمية صناعية لمنح التمويل بفائدة 5% ضمن مبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ولفت إلى أن الشركة تنتظر الحصول على رخصة هيئة التنيمة الصناعية، تمهيداً لتقديمها للبنك، ومن ثم الحصول على التمويل المطلوب، بجانب جولتها التمويلية التى تستهدف جمع مليون دولار لتسريع عملية الإنشاءات، ومن ثم افتتاح وتشغيل مصنعها بمحافظة كفر الشيخ.
أوضح «حجازى» أن السوق يضم العديد من الفرص الاستثمارية غير المستغلة مثل صناعة الأعلاف من المخلفات الزراعية، وهو ما يتماشى مع توجه الدولة لتحويل النفايات والمخلفات إلى منتجات ذات جدوى وقيمة اقتصادية، وترشيد استيراد كميات كبيرة من خامات الذرة والصويا، ما يرفع تكاليف إنتاج الأعلاف، ويضغط على العملة الأجنبية، بالإضافة إلى الحد من الأضرار البيئية الناتجة عن تلك المخلفات.
وتنتج مصر نحو 45 مليون طن من المخلفات الزراعية سنوياً، منها نحو 25 مليون طن غير مستغلة، بحسب وزارة البيئة.
لفت «حجازى»، إلى أن سوق الأعلاف الحيوانية تقدر قيمته بمليارات الجنيهات سنوياً، وذلك يتطلب دعم أفكار الشركات الناشئة والراغبة فى الاستثمار فى تلك القطاعات من قبل الحكومة؛ إذ تعتمد «ريسايكل» على مدخلات محلية الصنع وبأسعار معقولة من خلال تحويل أوراق الحمضيات وقشور البرتقال وبقايا الطماطم وقشور الشعير إلى مكونات علفية متوسطة القيمة الغذائية، ما يقلل التكاليف والانبعاثات.
وأشار إلى أن نظام التصنيع الخاص بالشركة حاصل على براءة اختراع فى معالجة وتجفيف الأعلاف بمكونات علفية متوازنة غذائياً من بقايا الزيوت العطرية المقطرة، ومخلفات تقليم المزارع. وقد أثبت المنتج انخفاضاً فى تكاليف تغذية الماشية بنسبة تصل إلى 25% فى التجارب التى أجريت مع العديد من مصانع الأعلاف ومزارع الأغنام.
وتابع: «من أبرز مميزات هذه الصناعة أنها تعتمد على عقود توريد محلية للمواد الخام، وتقنية تجفيف منخفضة الطاقة، ومصانع تقع بالقرب من مراكز معالجة الحمضيات، ما يدعم انخفاض تكاليف اللوجستيات وتكاليف المدخلات، مقارنة بالسلع المستوردة، ويوفر مصادر دخل جديدة للمزارعين الذين يبيعون المخلفات».
لفت «حجازى»، إلى أن الهدف من تأسيس مصنع الشركة هو خلق قيمة مضافة من النفايات وخفض أسعار الأعلاف، موضحاً أن الشراكة مع «فاستر كابيتال» تسرع من خطط إنشاء المصنع، إذ تمكنهم من التواصل مع المستثمرين فى جولة التمويل البالغة مليون دولار، وتساعدهم على التوسع إقليمياً مع تحقيق استدامة وفوائد ملموسة من حيث التكلفة.
وتأسست «فاستر كابيتال» عام 2014 ويقع مقرها الرئيسى فى دبى، وتعد منصة عالمية لبناء المشاريع وحاضنة أعمال إلكترونية تعمل على تمويل وتأسيس الشركات الناشئة بشكل مشترك، وتهدف إلى دعم المؤسسين من مرحلة الفكرة وحتى النمو، وساعدت أكثر من 991 شركة ناشئة فى جمع 2.2 مليار دولار، واستثمرت بشكل مباشر نحو 923 مليون دولار فى 514 شركة.
أشار «حجازى»، إلى أن الشركة تستهدف الانتهاء من إنشاءات مصنعها وتركيب خطوط الإنتاج خلال النصف الأول من العام المقبل بعد إتمام جولة التمويل الأولية والحصول على تمويلها البنكى، وتخطط لتكرار المشروع وإنشاء مصانع أخرى فى مناطق زراعة الحمضيات.
أضاف أن وزارة الزراعة اعتمدت المنتج مؤخراً، ما دعم توزيعات الشركة بالسوق والتوسع فى الإنتاج من خلال التصنيع لدى الغير.
وأرسلت «ريسايكل» عينات المنتج إلى بعض الدول التى تفتقر إلى المَرعى الطبيعى منها السعودية والإمارات. وبعد تجربته هناك ونجاحه، طلبت هذه الدول الحصول على كميات كبيرة جداً، قائلاً: «مصنع واحد للأعلاف فى الإمارات يحتاج إلى كامل الكمية التى تنتجها الشركة».
ويبلغ سعر طن تصدير خام «علف النارينج» نحو 170 دولاراً، بينما يُباع محلياً لمصانع الأعلاف بـ5 آلاف جنيه.
وتحصل الشركة على خاماتها من مزارع البرتقال واليوسفى، الموجودة بكميات كبيرة موزعة على 600 ألف فدان فى محافظات البحيرة والشرقية والإسماعيلية والغربية، بينما تحصل على مخلفات تصنيع الزيوت العطرية من نحو 15 مصنعاً فى محافظة الغربية بالقرب من مقر الشركة، وهو ما يساعد على تقليل تكلفة النقل وترشيد المصروفات.








