تضخ الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية «نيرك»، 83 مليون يورو ستدفع بالجنيه المصري، تمثل نسبة 30% من إجمالى قيمة الصفقة المبرمة مع وزارة النقل لتصنيع وتوريد 21 قطاراً لمشروع مترو أبوقير بالإسكندرية، حسبما قال المهندس أحمد المفتى، المدير العام لمشروعات الشركة، فى حوار لـ«البورصة».
أضاف أن المشروع يتضمن تصنيع وتوريد 189 عربة بقيمة 275 مليون يورو بالتعاون مع شركة «سى آر آر سى» الصينية الشريك الأجنبى، وتُعد أكبر شركة لتصنيع عربات السكك الحديدية فى العالم.
وستشمل قيمة الصفقة توريد قطع الغيار والمعدات الخاصة وعقد صيانة لمدة 10 سنوات متضمنة عمرة جسيمة.
أوضح «المفتى»، أن الشركة الصينية ستمول الصفقة بنسبة 70% وبقيمة 192 مليون يورو. ومن المقرر أن تقوم بتوريد بعض المكونات والأجزاء الداخلية للقطارات، مؤكداً أن نسبة المشاركة الكبيرة من الجانب الصينى تم تعويضها فى عقد الصيانة والمقدر بنحو 10 سنوات شامل جميع قطع الغيار.
أضاف أن الشركة الصينية اقتربت من إنجاز التصميمات الهندسية الخاصة بالقطارات. ومن المقرر الانتهاء منها وعرضها على الهيئة القومية للأنفاق خلال العام المقبل، والحصول على جميع الموافقات أو إضافة تعديلات لبدء عملية التصنيع فى مصنع «نيرك»، ليخرج أول قطارات المشروع يناير 2027.
وتعكف وزارة النقل على تنفيذ الأعمال الإنشائية لمشروع المرحلة الأولى من مترو الإسكندرية والذى يمتد بطول 21.7 كم من محطة سكة حديد أبوقير وحتى محطة مصر، منها 6.5 كم سطحى فى المسافة من محطة مصر حتى ما قبل محطة الظاهرية، ثم علوى بطول 15.2 كم حتى محطة أبوقير، بإجمالى 20 محطة منها 6 محطات سطحية و14 محطة علوية.
لفت «المفتى»، إلى أن «نيرك» انتهت من تدريب الفنيين والمهندسين العاملين بالمصنع، فى كوريا الجنوبية وبمشاركة خبراء كوريين، لنقل التكنولوجيا الحديثة فى عمليات التصنيع.
إنجاز جميع إنشاءات المرحلة الأولى لمصنع بورسعيد على مساحة 100 ألف فدان
وأوضح أن «نيرك» انتهت من تنفيذ جميع الأعمال الإنشائية لمصنع الشركة فى بورسعيد ضمن المرحلة الأولى التى تقع على مساحة 100 ألف فدان، علماً أن مساحة المبانى التى يقع عليها المصنع تبلغ 55 ألف متر من المساحة الكلية للمرحلة الأولى. ومن المقرر الانتقال إلى مرحلة التجريب التشغيلى فى الوقت الحالى.
قال «المفتى»، إن التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى لمصنع بورسعيد تقدر بنحو 4.2 مليار جنيه تتضمن 3 مليارات جنيه تمويلات بنكية، و1.2 مليار جنيه تم ضخها من جانب التحالف المؤسس للشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية.
«نيرك» تفاوض كولواى الإسبانية لتصنيع مكونات 500 عربة سكة حديد
أضاف أن ثمة مفاوضات جادة مع شركة كولواى الإسبانية لتصنيع المكونات الداخلية لـ500 عربة سكة حديد، تفعيلاً لإستراتيجية التوطين المحلى، خاصة أن «كولواى» تعمل حالياً داخل ورش كوم أبوراضى على مساحة تبلغ 3 آلاف متر لتصنيع المكونات الداخلية للوحدات المتحركة، والتى تضم جرارات وقطارات.
وأوضح أن جلسة مرتقبة ستعقد مع وزارة النقل لإتمام الاتفاق مع شركة ترانسماش هولدنج الروسية كشريك أجنبى بعد الموافقة على العروض الفنية والمالية لتصنيع 500 عربة سكة حديد بالتعاون مع الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية «نيرك».
وتضم الصفقة 100 عربة درجة أولى ـ مكيفة، و200 عربة درجة ثانية مكيفة، بجانب 200 عربة درجة ثالثة متطورة بقيمة 600 مليون يورو ستسدد بالعملة المحلية.
وتبلغ تكلفة العربة الواحدة 1.2 مليون يورو، على أن يتضمن العقد أعمال الصيانة وقطع الغيار لمدة 15 عاماً.
أوضح «المفتى»، أن وزارة النقل كلفت شركة نيرك بتدبير التمويل اللازم للجزء المستورد فى عملية التصنيع مع الشركة الفائزة دون تحميل الوزارة أى تكاليف، لافتاً إلى أن إدارة التعاقدات فى هيئة السكك الحديدية ستضع اللمسات النهائية وتحدد موعد توقيع العقد النهائى بين الشركة الفائزة وهيئة السكك الحديدية و«نيرك».
وتسعى الشركة لنهو هذه المفاوضات بوتيرة سريعة والانتقال إلى مرحلة الاتفاق وتوقيع العقود، وإتمام جميع الإجراءات لبدء عملية التصنيع بمشاركة الشريك الأجنبى، خاصة أن هناك 500 عربة سكة حديد جديدة تسعى «نيرك» لبدء مفاوضات جادة مع «النقل» بشأنها.
الاتفاق مع «سيماف» لزيادة نسبة المكون المحلى إلى 70%
أشار «المفتى»، إلى أن «نيرك» وقعت مذكرة تفاهم مع شركة سيماف لرفع نسبة التوطين المحلى حتى 70% لصفقة الـ500 عربة سكة حديد من خلال تعميق صناعة البواجى للوحدات المتحركة، ما يعزز القدرات الإنتاجية الوطنية فى تصنيع مكونات السكك الحديدية.
وأوضح أن وزارة النقل قررت التوسع فى تصنيع عربات السكك الحديدية محلياً، وستتولى «نيرك» تصنيع 1000 عربة منها على مرحلتين، بالإضافة إلى 1300 عربة تم التعاقد عليها مع شركات أخرى، ويجرى توريدها من روسيا والمجر.
أشار «المفتى»، إلى وصول مكونات القطار الأول لمصنع نيرك ضمن صفقة تصنيع وتوريد الـ320 عربة لخطى مترو الأنفاق الثانى والثالث، بواقع 40 قطاراً كاملاً.. ومن المتوقع خروج أول قطار من «نيرك» ضمن هذه الصفقة يونيو المقبل.
أضاف أن بنك أكزيم الكورى، هو الممول لهذه الصفقة التى وقعت بين الهيئة القومية للأنفاق وتحالف شركة هيونداى روتيم الكورية الجنوبية بقيمة 560 مليون دولار.
ولفت إلى أن المكون المحلى بصفقة قطارات المترو تصل نسبته لـ30% من إجمالى قيمة الصفقة بما يقدر بنحو 5 مليارات جنيه سيتم تدبيرها من البنوك المحلية، مشيراً إلى أن الشركة تسعى للوصول إلى 70% مكوناً محلياً لصناعة عربات السكك الحديد خلال السنوات المقبلة.
وكانت الشركة تلقت 3 عروض من الصين وفرنسا وكوريا، لتوريد المهمات والمعدات اللازمة والتكنولوجيا لتشغيل المصنع. وتم الاستقرار على العرض المقدم من شركة هيونداى روتيم الكورية وإتمام التعاقد على توريد الآلات والمعدات بقيمة 20 مليون دولار.
أوضح مدير عام مشروعات الشركة، أنه من المقرر توريد كامل صفقة مترو الأنفاق خلال 5 سنوات، على أن يتم التدريب وإتمام الموافقات والتجهيزات والتصميمات الأولية فى كوريا واستكمال باقى الإجراءات فى مصر بمصنع نيرك.
وأشار إلى أن معدلات إنتاج خطى مترو الأنفاق والسكك الحديد بالمرحلة الأولى للمصنع تتراوح بين 100 و120 عربة قطار سنوياً وفقاً لاحتياجات السوق المصرى.
قال المدير العام للشركة، إن «نيرك» حصلت على كامل قيمة القرض المقدم لإنشاء المرحلة الأولى من مصنع الشركة فى بورسعيد، من البنك الأهلى المصرى والبنك التجارى الدولى ـ مصر، و«سى آى بى CIB»، والبنك العربى الأفريقى الدولى بقيمة 5 مليارات جنيه.
أضاف أن قيمة القرض تقدر بنحو 5 مليارات جنيه، منها نحو 3 مليارات جنيه تمويلاً مباشراً، يتضمن التكلفة الإنشائية للمصنع والمعدات والآلات ومستلزمات الإنتاج، بينما تم تخصيص 2 مليار جنيه تحت بند التسهيلات الائتمانية وخطابات ضمان واعتمادات مستندية وغيرها.
أوضح «المفتى»، أن المفاوضات مع التحالف المصرفي، للحصول على القرض لم تتطرق للاستفادة من المبادرة المطروحة للقطاع الصناعي، أو الحصول على أى دعم، بينما تم اشتراط أن تكون الفائدة بنسبة 28%، وفترة السداد 9 سنوات.
وتم صرف الشريحة الأولى من قيمة القرض نهاية العام الماضى، وتقدر بنحو مليار جنيه، مؤكداً أن صرف قيمة القرض كان على نسب الإنجاز المحققة فى المشروع.
ولفت إلى أن المصنع الجديد بشرق بورسعيد سيقام على مساحة إجمالية تقدر بنحو 300 ألف متر مربع باستثمارات تقديرية 10 مليارات جنيه قابلة للزيادة، مع فروق وقت التنفيذ والإنشاء وتوريد المعدات اللازمة للتشغيل، خاصة أن الشركة تستهدف توفير العملة الأجنبية عن طريق التوطين المحلى والاكتفاء الذاتى.
أضاف أن المصنع الجديد سيتضمن ثلاث مراحل كل مرحلة 100 ألف متر، تضم الأولى 100 ألف متر جارٍ العمل عليها لبناء مصنع لعربات السكة الحديد ومترو الأنفاق.
وتقع المرحلة الثانية على مساحة مماثلة، إذ سيتم التوسع فى وحدات أخرى من الوحدات المتحركة مثل مشروع المونوريل والقطار السريع والقطار الكهربائى الخفيف بدلاً من استيرادها من الخارج تفعيلاً لإستراتيجية التوطين المحلى.
وستعمل المرحلة الثالثة على إعادة تأهيل العربات القديمة لمترو الأنفاق والسكك الجديد وهو سيكون مصنعاً منفصلاً.
دراسة التوريد إلى أفريقيا خلال 5 سنوات
ولفت إلى أن التعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى مجال توطين صناعة الوحدات المتحركة يجعل مصر أولى الدول المصنعة للوحدات المتحركة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، ويمثل الخطوة الأولى فى تحقيق الحلم بأن تكون مصر إحدى الدول الصناعية الكبرى فى هذا المجال.
أضاف أن «نيرك» تستهدف عمل دراسة مبدئية لبدء التوريد والتصدير إلى أفريقيا خلال السنوات الخمس المقبلة، عن طريق التعاون مع بنك التنمية الأفريقى وبنك إكزيم الأفريقي، خصوصاً أن تلك البنوك لديها دراية باحتياجات الدول الافريقية لتلك الصناعات.
يذكر أن الشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية «نيرك» تأسست عبر شراكة من القطاع الخاص المصرى ومع جهات حكومية، بهدف إنشاء مجمع صناعى لصناعات السكك الحديدية فى مصر، على مساحة حوالى 300 ألف متر مربع فى المنطقة الصناعية شرق بورسعيد التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
