بعد أقل من خمسة أشهر على إطلاقه، بدأ مؤشر EGX35 منخفض التذبذب يطرح نفسه كإحدى الأدوات الأكثر جذبًا لاهتمام مديري الأصول وصناديق الاستثمار، بعدما نجح في تحقيق عائد يفوق 21% منذ تدشينه في أغسطس الماضي، متفوقًا على المؤشرات التقليدية خلال الفترة نفسها، وبدرجة تقلب أقل تتناسب مع حساسية السوق الحالية.
ومع دخول صناديق جديدة تتبع المؤشر، واستعداد مؤسسات أخرى لإطلاق منتجات مماثلة، اكتسب المؤشر موقعًا متقدمًا بين الأدوات التي تستهدف فئة المستثمرين الباحثين عن عوائد مستقرة دون التعرّض لمخاطر حادة، خاصة في ظل اتجاه البورصة لطرح آليات جديدة خلال 2026 قد تغيّر خريطة التداول.
ورغم أن المؤشر الرئيسي حقق عائداً يقترب من 20% في ذات الفترة، إلا أن حركته اتسمت بقفزات وتصحيحات متتالية لا تناسب العدد الأكبر من المستثمرين.
واتفق مديرو الأصول على أن المؤشر الجديد لبى احتياجًا حقيقيًا في السوق، وفتح بابًا أمام شرائح مؤسسية خاصة التأمين وصناديق العاملين، والتي طالما بحثت عن أدوات تتسم بانخفاض حدة التذبذب، مؤكدين أن الأداء القوي للفترة الماضية يعزز فرص توسيع قاعدة المنتجات المتتبعة للمؤشر خلال العام المقبل.
البواب: يلبي احتياجات فئة جديدة من المستثمرين
وقال خليل البواب، الرئيس التنفيذي للأسواق الإقليمية بشركة بلتون المالية القابضة، إن مؤشر EGX35 منخفض التذبذب أثبت فاعليته سريعًا منذ إطلاقه، بعدما أصبح محطة لجذب شريحة من المستثمرين الباحثين عن أدوات تقل فيها حدة التقلب مقارنة بالمؤشرات التقليدية.
وأوضح البواب أن بلتون كانت أول مؤسسة تطلق صندوقًا يتبع المؤشر الجديد، لافتًا إلى أن الصندوق سجل أداءً مميزًا وحجمًا جيدًا رغم حداثة طرحه، بدعم استجابة قوية من العملاء. وشدد على أن المؤشر لا يُعد بديلًا للمؤشرات الأخرى، وإنما يستهدف شريحة مختلفة من المستثمرين، ضمن استراتيجية الشركة لتقديم منتجات متنوعة تغطي احتياجات جميع الفئات.
وأكد البواب أن الاتجاه العام للسوق يميل للصعود، مدفوعًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة، وهو ما يعزز إقبال المستثمرين على الأسهم.
وكانت بلتون وأزيموت قد أطلقتا الشهر الماضي أول صندوقي ETFs يتتبعا المؤشر، وأفادت مصادر لـ«البورصة» بأن الصندوقين جمعا حجم اكتتاب مناسب، رغم امتناع الشركتين عن الكشف عن الأرقام.
مصطفى: مناسب لشرائح التأمين وصناديق العاملين
وفي الاتجاه نفسه، تستعد شركات إدارة أصول أخرى لطرح صناديق مماثلة، من بينها مباشر والعربي الأفريقي، وقال محمد مصطفى، العضو المنتدب لشركة العربي الأفريقي لإدارة الأصول، إن المؤشر أثبت فاعليته منذ طرحه في أغسطس، مقارنة بمؤشر EGX30 الذي حقق نموًا أقل نسبياً خلال الفترة نفسها.
وأشار مصطفى إلى أن المؤشر الجديد يلائم شرائح محددة من المستثمرين، أبرزها شركات التأمين وصناديق التأمين الخاصة وصناديق العاملين، والتي تسعى لتحقيق عائد مستقر مع مستويات مخاطرة منخفضة.
وأضاف أن المقارنة بين أداء المؤشر الجديد والمؤشرات التقليدية تؤكد تفوقه في الاتجاه الصاعد، بينما يظهر الاختبار الحقيقي في فترات التصحيح؛ إذ أثبت EGX35 منخفض التذبذب قدرة أعلى على امتصاص الهزات.
وأكد مصطفى أن نجاح المؤشر شجع مؤسسات مالية عدة على دراسة إطلاق منتجات تتبعه، متوقعًا زيادة واضحة في الصناديق المعتمدة عليه خلال الفترة المقبلة.
وكشف أن شركته تستعد لإطلاق صندوق جديد يتبع المؤشر خلال الربع الأول من العام المقبل، على أن يتم الإعلان عن تفاصيله بعد انتهاء الإجراءات الرقابية.
من جانبها، قالت راندا حامد، العضو المنتدب لشركة عكاظ لإدارة الأصول وتكوين المحافظ، إن المؤشر الجديد نجح في تحقيق الهدف من إطلاقه رغم التذبذبات التي مر بها السوق خلال الشهور الماضية.
وأضافت أن المؤشر جاء في توقيت حساس، مع تحركات عرضية للمؤشر الرئيسي بين 36 و37 ألف نقطة، وهي مرحلة يميل فيها كثير من المستثمرين للبحث عن أدوات أقل تقلبًا.
وأوضحت حامد أن السوق يستعد لإدخال آليات جديدة، ما يزيد من قلق بعض المستثمرين بشأن تأثيرها على حركات الأسعار، مشيرة إلى أن وجود مؤشر منخفض التذبذب يطمئن العملاء الراغبين في صعود تدريجي دون تحركات حادة قد تصل إلى زيادات بـ20% ثم تراجعات بـ10% خلال فترة قصيرة.
وأكدت أن EGX35 منخفض التذبذب يشكل خطوة مهمة لجذب المستثمر الأجنبي والمؤسسات، كونه يتوافق مع الممارسات العالمية، كما يسهل على مديري الأصول تصميم منتجات جديدة تستقطب عملاء إضافيين، ما يدعم زيادة رأس المال السوقي ويعزز فرص انضمام السوق لمؤشرات دولية مثل MSCI.
وأضافت حامد أن تحقيق المؤشر نحو 20% في خمسة أشهر يمثل أداءً قويًا، وإذا تم حسابه على أساس سنوي فسيقترب العائد من 40% تقريبًا، وهو مستوى قريب من EGX30 ولكن بدرجة تذبذب أقل.
وشددت على أن المؤشر لا ينافس المؤشرات التقليدية بل يضيف شريحة جديدة من العملاء الأكثر تحفظًا، مماثلًا لما حدث عند إطلاق المؤشر الإسلامي الذي اجتذب ثلاثة صناديق فور تقديمه.
وتوقعت حامد إطلاق المزيد من الصناديق المتتبعة للمؤشر خلال الفترة المقبلة، إلى جانب دخول الصناديق العقارية إلى السوق مطلع يناير، مؤكدة أن هذه الخطوة ستجذب شرائح جديدة من المستثمرين، خصوصًا الراغبين في الاستفادة من صعود القطاع العقاري دون شراء وحدات مباشرة.
وأضافت أن كل منتج جديد يضيف زخمًا للسوق، إذ قد يدخل المستثمر باحثًا عن صندوق معين، ثم يجد أمامه باقة أكبر من المنتجات التي تشجعه على توسيع استثماراته.
